رفضت المحكمة العليا لمقاطعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية دعوى قضائية مكونة من عشر تهم ضد عدد من الأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان بسبب تأييدهم لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS).
ورحب ستيفن ساليتا، وهو أكاديمي فلسطيني أمريكي وأحد المتهمين في القضية بقرار رفض الدعوى واعتبرها “مضيعة للوقت والمال”، معبرا عن أمله بأن “يردع الحكم الجماعات المؤيدة لإسرائيل”.
وكانت القضية قد نشأت بعد قرار لجمعية الدراسات الأمريكية (ASA) عام 2013، بتأييد الانضمام إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية كجزء من حركة المقاطعة، حيث رد العديد من الأساتذة على الجمعية برفع دعوى قضائية ضد ASA تتهمها بانتهاك لوائح المجموعة وخرق الواجبات المالية.
وتم تعديل الدعوى في 2018 لتشمل ساليتا، الذي انضم إلى مجلس إدارة ASA بعد سنوات من التصويت لتأييد BDS.
وبعد رفض الدعوى الأصلية، المرفوعة في محكمة المقاطعة، عام 2019، رفع الأساتذة الجامعيين دعوى قضائية أخرى في المحكمة العليا.
وجاء رفض القضية يوم الخميس الماضي استناداً إلى قانون يهدف إلى رد الدعاوى القضائية الموجهة ضد المشاركة العامة، والتي تستخدم “لمعاقبة أو منع التعبير عن وجهات النظر المعارضة”.
وقضت المحكمة بأن قرار 2013 كان يتعلق بالمصلحة العامة، وكان فعلًا يهدف إلى تعزيز “الحق في التأييد”، و يتعلق بـ “قدرة الأكاديميين الأجانب على العمل في القضايا ذات الصلة بأمان وحرية ودون خوف من الاضطهاد “.
وقالت أستا شارما بوخاريل، محامية تعمل في مركز “الحقوق الدستورية” حيث مثلت ساليتا في المحكمة:” إن هذا الحكم رسالة واضحة للذين يحاولون إسكات المدافعين الذين يتحدثون علانية ضد انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل”.
وأضافت أن هذه الدعاوى “ستواجه معارضة قوية لكنها لن تؤدي إلا إلى نمو الزخم من أجل العدالة والحرية في فلسطين”.
حركة مقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة
وجاء حكم يوم الخميس مع تصاعد حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل، ونمو حركة المقاطعة التي يقودها الفلسطينيون وأنصارهم، في الولايات المتحدة.
ووفقًا لجمعية (Palestine Legal)، فإن أكثر من 40 ولاية قدموا ما يمكن اعتباره مشروع قانون خاص بالمقاطعة ومناهض لإسرائيل في المجالس التشريعية في ولاياتها حيث وحظيت العديد منها بدرجات متفاوتة من النجاح.
و نشطت في العديد من جامعات الولايات المتحدة مؤخراً مجموعات تؤيد حركة المقاطعة رغم الهجوم عليها من الجماعات المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك. (CUNY)
جدير بالذكر أن مجلس تحرير صحيفة هارفارد كريمسون، وهي صحيفة يقودها الطلاب في الجامعة، حركة المقاطعة BDS في أبريل 2022.