يدرس قاضي مقاطعة أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأمريكية شهادة تم الاستماع إليها في دعوى قضائية رفعتها مجموعة من الفلسطينيين الأمريكيين ومنظمات الإغاثة ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن تتهمه فيها بالفشل في منع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والإخفاق في الوفاء بالتزاماته تجاه القانون الدولي و الاتحادي.
وأذن قاضي المقاطعة الأمريكية جيفري إس وايت بعقد جلسة استماع مباشرة في القضية رغم المساعي المتعددة من قبل إدارة بايدن لرفض قبول مناقشتها من قبل المحكمة.
واستمع القاضي لأقوال شهود تحدثوا مباشرة من غزة، ومن بينهم الدكتور عمر النجار، الذي قال في شهادته من داخل مستشفى في رفح: ” لم يبق لي سوى حزني، لقد أضعفونا لسنوات وأكملوا مهمتهم عبر إطلاق الرصاص والصواريخ على أجسادنا الهامدة”.
وبعد الجلسة، وصف القاضي وايت القضية بأنها ” أصعب قضية” ترأسها على الإطلاق، مضيفاً: ” خلال 27 عاماً، كانت هذه أصعب قضية تعرض على هذه المحكمة من حيث الوقائع والقانون”.
“هذا هو أصعب قرار قضائي في حياتي” – جيفري إس وايت، قاضي المقاطعة الأمريكية
وتابع: “الشهادات التي سمعناها من الشهود الفلسطينيين كانت مرعبة ومؤلمة، أقول لهم لقد رأيتم وسمعتم وأنا بدوري سأدرس شهاداتكم وأنظر في القانون وأفي بالتزامي الدستوري، هذا أصعب قرار قضائي في حياتي وسأتخذه بمنتهى الجدية.”
ويطلب المدعون من القاضي، الذي سيصدر قراره في الأيام المقبلة، إصدار أمر قضائي يوقف أي مساعدات عسكرية إضافية أو دعم دبلوماسي لإسرائيل في حصارها المستمر لغزة، حيث قُتل أكثر من 25 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 10 آلاف طفل في الأشهر الأخيرة.
وقالت ليلى الحداد، وهي أمريكية من أصل فلسطيني أن القضية ” تشير إلى أنه لا يمكنك رفض الادعاء بوقوع الإبادة الجماعية أو التواطؤ في الإبادة الجماعية بهذه السهولة”.
وعلقت حداد وهي مدعية في القضية على موقف القاضي بالقول: ” نعتبر هذا انتصاراً كبيراً وعلامة على أن جهودنا تحدث فرقاً”.
وتعتبر القضية بالنسبة لبعض المدعين الفلسطينيين محاولةً أخيرةً لوضع حد للمذبحة الإسرائيلية في غزة بالتوازي مع تصاعد المعركة القانونية لوصف العدوان الإسرائيلي على القطاع بالإبادة الجماعية.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، رفعت جنوب أفريقيا قضيتها ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.
وحضر بعض المدعين الفلسطينيين في قضية أوكلاند جلسات استماع محكمة العدل الدولية التي عقدت في لاهاي الأسبوع الماضي مبدين دعمهم لها و محاولين تسليط الضوء على ترابطها مع معركتهم القانونية داخل الولايات المتحدة باعتبارها أكبر داعم لإسرائيل وجيشها.