قضت محكمة استئناف هولندية مؤخراً بحظر بيع أجزاء طائرات F-35 إلى إسرائيل، مشيرة إلى “خطر واضح” من إمكانية استخدامها في انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وذلك في أعقاب طلب تقدمت به عدة منظمات حقوقية عبرت فيه عن قلقها من جرائم حرب إسرائيلية في قطاع غزة.
أشارت المحكمة إلى أن إسرائيل “لم تأخذ في الاعتبار عواقب ما قامت به من هجمات على السكان المدنيين” في القطاع، وجاء في الحكم “لذلك أمرت المحكمة الدولة بوقف تصدير المزيد من أجزاء طائرات F-35 إلى إسرائيل في غضون 7 أيام”.
كما جاء في نص الحكم أن “هناك خطر واضح من ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي للحرب في قطاع غزة باستخدام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية من طراز إف-35”.
“الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح سيكون كارثيا ويجب ألا يستمر، لا يوجد مكان آمن في غزة ولا سبيل أمام الناس لمغادرة القطاع” – منظمة أطباء بلا حدود
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة بقرارها هذا قد أبطلت حكماً أصدرته المحكمة الجزئية في ديسمبر، والذي اعتبر أن تصدير الأجزاء للأسلحة المقاتلة كان إلى حد كبير ذا طبيعة سياسية، ولا ينبغي للقضاة التدخل فيه.
يذكر أن مسؤولين هولنديين كانوا قد أشاروا في السابق إلى أنهم لا يستطيعون منع تسليم أجزاء طائرات F-35 ، والتي يتم تخزينها في مستودع في هولندا ثم شحنها إلى العديد من الشركاء بما في ذلك إسرائيل وذلك عبر اتفاقيات التصدير الحالية.
كارثة إنسانية
ويأتي هذا الحكم في الوقت الذي شنت فيه إسرائيل غارات جوية ليلية على رفح في جنوب غزة، مما أسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، حيث استهدفت الهجمات 14 منزلاً و3 مساجد في المدينة الجنوبية، كما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن 67 شخصاً على الأقل قد قتلوا في الغارات.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أنه “نفذ سلسلة من الغارات على أهداف إرهابية في منطقة الشابورة جنوب قطاع غزة”، مدعياً إطلاق سراح اثنين من الأسرى الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر 2023، وذلك خلال العملية الليلية في رفح، أحدهما يدعى فرناندو سيمون مارمان والآخر لويس هار.
خلال أشهر الحرب، قتل ما لا يقل عن 28340 شخصاً في غزة حتى الآن، معظمهم من النساء والأطفال، وعلى إثر ذلك فر معظم سكان غزة حوالي 1.4 مليون نازح، من بينهم 610,000 طفل، إلى رفح باعتبارها المكان الآمن الوحيد المتبقي بسبب العمليات العسكرية المكثفة في بقية أنحاء القطاع الفلسطيني.
تحولت المنطقة المحيطة برفح، والتي تقدر مساحتها بنحو خمس مساحة قطاع غزة، إلى مدينة خيام، فليس لدى الفلسطينيين مكان آخر يذهبون إليه، فيعيشون في خيام مؤقتة أو في الهواء الطلق، ولا يحصلون إلا على القليل من الغذاء أو الماء أو الدواء.
يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود كانت قد حذرت من أن “الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح سيكون كارثيا ويجب ألا يستمر”، وجاء في بيانها:”لا يوجد مكان آمن في غزة ولا سبيل أمام الناس لمغادرة القطاع”، فيما كان يعتبر العديد من أهل غزة أن رفح هي ملاذهم الأخير.