يتوجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض الشهر المقبل للقاء نفس الرجل الذي جاء لرؤيته في رحلته الأخيرة في عام 2018، وهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز بأن ولي العهد يتطلع إلى مغادرة الاجتماع باتفاق موقع من المرجح أن يكون نوعاً من اتفاقية دفاع مشابهة لتلك التي وقعها ترامب مع قطر، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الشهر الماضي.
و يتمتع جاريد كوشنر، صهر ترامب، المؤيد بشدة لإسرائيل والذي تم جلبه للمساعدة في صياغة خطة وقف إطلاق النار في غزة هذا الشهر، بعلاقات مالية عميقة مع المملكة
يذكر أن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط في منطقة العديد، ومن ناحية أخرى، فقد تعرضت قطر لحصار بقيادة السعودية من 2017- 2021، مما أظهر انقساماً أيديولوجياً بين الدول العربية والإسلامية التي اضطرت إلى اختيار أحد الجانبين.
أما السعودية، فهي تستضيف 3 قواعد جوية أمريكية، يقع معظمها قرب جناحها الغربي على البحر الأحمر، وقد أوضحت صحيفة فايننشال تايمز بأن محمد بن سلمان يسعى أيضاً إلى تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي، بالنظر إلى الاضطرابات التي شهدتها المنطقة خلال العامين الماضيين، خاصة وهي تعلم أن لديها شريكاً راغباً جداً في هذا وهو الرئيس الأمريكي.
لقد كانت الزيارة الخارجية الأولى التي قام بها ترامب خلال ولايته الأولى والثانية إلى السعودية، حيث تحدث بصوت عالٍ عن الحاجة إلى دعم دول الخليج العربي التي تنفق أكبر قدر من الأموال في الولايات المتحدة، وبالتالي، على الشركات المرتبطة بعائلته، وتجنب انتقاد سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان.
من ناحية أخرى، يتمتع جاريد كوشنر، صهر ترامب، المؤيد بشدة لإسرائيل والذي تم جلبه للمساعدة في صياغة خطة وقف إطلاق النار في غزة هذا الشهر، بعلاقات مالية عميقة مع المملكة، فقد اشترت شركته الاستثمارية، Affinity Partners، مؤخراً شركة الألعاب الإلكترونية العملاقة Electronic Arts (EA) جنباً إلى جنب مع صندوق الاستثمارات العامة في السعودية.
وتمثل العلاقة بين ترامب ومحمد بن سلمان تحولاً مذهلاً عن ماهية العلاقات مع إدارة بايدن، عندما كان يُنظر إلى ولي العهد على أنه منبوذ، لكنها انتهت أيضاً باستضافة الرئيس السابق عندما سافر إلى الرياض للمطالبة بشكل فعال بتعزيز إمدادات النفط العالمية، حيث كانت الولايات المتحدة تعاني من عامين من جائحة كوفيد 19، كما كانت روسيا قد غزت أوكرانيا قبل أشهر فقط، كما عمل الجانبان بهدوء على إدخال السعودية في اتفاقيات أبراهام، إلا أن كل ذلك سقط بعد 7 أكتوبر عام 2023.
مع وقف إطلاق النار الهش الآن، صرح مبعوث ترامب لمهمات السلام، ستيف ويتكوف، بأنه يعتقد بأن الظروف الآن مواتية لدول المنطقة للنظر في التطبيع مرة أخرى، إلا أن سلوك إسرائيل في غزة وقصفها لسبع دول أخرى على مدى العامين الماضيين، يجعل من غير المرجح أن يؤدي اجتماع نوفمبر إلى توسيع اتفاقيات أبراهام حتى الآن.
خلال زيارته عام 2018، تم الاحتفاء بولي العهد السعودي في جميع أنحاء البلاد أثناء سفره من الساحل إلى الساحل، وضخ عشرات الملايين من الدولارات في الشركات الناشئة والشركات الكبرى، حيث التقى بشخصيات بارزة في السياسة والتكنولوجيا وهوليوود، وكان يُنظر إلى محمد بن سلمان على أنه شخصية التي قامت بتحويل وتطوير للسعودية.
وتجدر الإشارة إلى أن ذلك كان قبل مقتل الكاتب الصحفي في ميدل إيست آي وصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر عام 2018، والذي يُعتقد على نطاق واسع أنه تم تنفيذه بناءً على أوامر من ولي العهد.