“محور موراج”… خطة إسرائيل الجديدة لتقسيم غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السيطرة على منطقة أطلق عليها “محور موراج” في جنوب قطاع غزة، وهي منطقة تتكون بشكل رئيسي من الأراضي الزراعية الواقعة بين خان يونس ورفح وتمتد من الشرق إلى الغرب عبر قطاع غزة.

 

علاوة على ذلك، تشمل منطقة المحور المذكور أجزاء مما وصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابق بأنه “منطقة إنسانية”، ولذلك طُلب من الفلسطينيين النازحين في المنطقة البحث عن ملجأ جديد.

 

ويشير اسم “موراج” الذي استخدمه نتنياهو في إعلانه إلى مستوطنة إسرائيلية غير قانونية كانت قد أقيمت في المنطقة بين عامي 1972 و2005، ولكن لا يزال من غير الواضح ما الذي يعنيه نتنياهو بـ “الاستيلاء” على المنطقة.

وفقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار المذكور، فقد كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا مع نهاية المرحلة الأولى، وهو البند الذي خرقته إسرائيل، فنتنياهو يرى “محور موراج” بأنه “محور فيلادلفيا الثاني”، فكيف ينسحب من الأول؟!

على أرض الواقع، تشن القوات البرية والجوية الإسرائيلية هجمات على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، منذ أن استأنفت قصف القطاع المحاصر، حيث قتلت أكثر من 1000 فلسطيني منذ استئناف الحرب.

داهم الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة الأحياء السكنية البارزة في مدينة غزة، والتي كانت مكتظة بالسكان قبل الحرب، وقتلت المدنيين بشكل عشوائي، فيما أجبرت عشرات الآلاف على الفرار سيراً على الأقدام. 

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن هدفه هو “تطويق” رفح، وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن فصل خان يونس ورفح هو جزء من خطة الجيش لتنفيذ اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة. 

من جانب آخر، فقد أكد مصدر عسكري لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأنهم فوجئوا بإعلان نتنياهو سيطرة الجيش على “محور موراج”، مشيراً إلى أن خطة الجيش للسيطرة على المنطقة الفاصلة بين رفح وخانيونس لم تتم الموافقة عليها، وأن الكشف عنها قد يعرض القوات للخطر، كما أنه لا يزال من غير الواضح كيف يمكن ربط الطريق بالبحر لأنه يمر عبر “المنطقة الإنسانية”.

أما نتنياهو في إعلانه، فقد أوضح بأن الهدف من السيطرة على المنطقة هو “تقسيم” قطاع غزة عن طريق قطع رفح عن خان يونس و”زيادة الضغط خطوة بخطوة حتى يسلمونا رهائننا”.

حاولت القوات الإسرائيلية في السابق السيطرة على ممرات من الشرق إلى الغرب في شمال غزة، موازية لما يسمى “محور موراج”، وذلك كجزء من استراتيجية عسكرية لزيادة الضغط على مناطق محددة، ففي بداية الحرب، سيطروا على ما يسمى بممر نتساريم، الواقع بين مدينة غزة ووسط غزة، ومنعوا حركة الناس بين شمال القطاع وجنوبه.

هجمات واسعة 

لاحقاً، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من ممر نتساريم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع حماس في يناير الماضي، وهو الاتفاق الذي خرقته إسرائيل في 18 مارس عندما استأنفت هجماتها على غزة.

قبل وقف إطلاق النار، سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضاً على معظم المنطقة الواقعة بين مدينة غزة ومحافظة شمال غزة، كجزء مما سمى “خطة الجنرالات”، والتي سعت إلى طرد جميع الفلسطينيين من شمال غزة، ولكنها انسحبت لاحقاً من تلك المنطقة.

وتسيطر قوات الاحتلال الإسرائيلي حالياً على محور فيلادلفيا على طول حدود غزة مع مصر في جنوب رفح، ووفقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار المذكور، فقد كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا مع نهاية المرحلة الأولى، وهو البند الذي خرقته إسرائيل، فنتنياهو يرى “محور موراج” بأنه “محور فيلادلفيا الثاني”، فكيف ينسحب من الأول؟!

مقالات ذات صلة