أفاد تقرير إسرائيلي أن جيش الاحتلال ينفذ خطة تهدف إلى تطهير شمال غزة عرقياً من السكان الفلسطينيين بعد حصار قد يستمر شهوراً.
وبحسب التقرير الذي يستند إلى لقاءات مع مسؤولين عسكريين، فإن الخطة التي وضعها اللواء المتقاعد جيورا إيلاند تهدف إلى تفريغ شمال غزة من سكانه البالغ عددهم 400 ألف نسمة لإفساح المجال أمام إقامة “منطقة عسكرية مغلقة”.
ويسلط التقرير الضوء على ما يعرف بـ “خطة الجنرال”، التي أعلنها إيلاند في حملة تلفزيونية إسرائيلية في سبتمبر/أيلول، ودعت إلى التطهير العرقي لشمال غزة، محذرة من أن أولئك الذين سيبقون هناك سيواجهون المجاعة.
وقال إيلاند الشهر الماضي: “الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به هو إبلاغ ما يقرب من 300 ألف من السكان الذين بقوا في شمال قطاع غزة إننا نأمركم بالمغادرة، وفي غضون أسبوع، ستصبح أراضي شمال قطاع غزة بأكملها منطقة عسكرية”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الجمعة، فإن جيش الاحتلال ينفذ الآن نسخة “مصغرة” من الخطة في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة.
وشن جيش الاحتلال هجومه على جباليا يوم السبت، حيث تم تطويق المنطقة المكتظة بالسكان وحصارها لمدة أسبوع، ومنع الطعام أو الماء من الوصول إلى عشرات الآلاف من المحاصرين.
“في غضون أسبوع، ستصبح أراضي شمال قطاع غزة بأكملها منطقة عسكرية” – اللواء جيورا إيلاند
ورغم أن “خطة الجنرال” تهدف إلى خلق الظروف لإجبار السكان في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا المجاورتين على النزوح جنوبا، فقد أشار التقرير إلى أن معظم السكان يرفضون مغادرة منازلهم حتى الآن.
ويقول الفلسطينيون في غزة منذ أشهر أنه لا لم تعد هناك مناطق آمنة في القطاع.
وأفاد التقرير أن عملية الاحتلال في شمال غزة، بما في ذلك الحصار، تختلف هذه المرة عن الاقتحامات التي نفذها جيش الاحتلال في العام السابق وقد تستمر لعدة أشهر.
وذكر متحدث عسكري في جيش الاحتلال لصحيفة يديعوت أحرونوت: “لقد قضينا على أكثر من 100 إرهابي حتى الآن في العملية، لكننا مستعدون للعمل بشكل مستمر هنا لعدة أشهر أيضاً”.
وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس يوم الجمعة، قال الصحفي عاموس هارئيل أن هناك هدفين للعمليات العسكرية في شمال غزة.
وأضاف هارئيل: “الهدف المعلن للعملية هناك من قبل الفرقة 162 هو إضعاف الشبكات العسكرية لحماس، التي أعادت تنظيم صفوفها خلال الأشهر التي انسحب فيها الجيش من الجزء الشمالي من القطاع”.
وأضاف أن الهدف الآخر للعملية، “الذي لم يُذكر علناً إلا بشكل عابر”، هو تطهير المنطقة من المدنيين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذه المحاولات لها “أهمية كبرى فيما يتعلق بالخطط المستقبلية للاحتلال في قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بالتحركات التي يخطط لها اليمين المتطرف لضمان احتلال طويل الأمد وتجديد مشروع الاستيطان”.
وفي عام 2005، انسحبت دولة الاحتلال من غزة وأعادت توطين حوالي 8000 مستوطن وجندي يهودي كانوا يقيمون في 21 مستوطنة حول غزة داخل الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تحدثت الجماعات اليمينية المتطرفة والمشرعون في دولة الاحتلال عن خطط لإعادة إنشاء المستوطنات غير القانونية في غزة.
بدورهم، قال سكان مخيم جباليا للاجئين أنهم محاصرون في منازلهم في شمال غزة منذ أسبوع.
وذكر أحد سكان المخيم ويدعى عبد علي لموقع ميدل إيست آي يوم الخميس: “نسمع أصوات القصف والقذائف العشوائية، لكننا لا نعرف أين بالضبط”.
“دخل الجنود فجأة من جميع المناطق وأغلقوا جميع مخارج جباليا، وأطلقوا النار على من خرج وقتلوهم وتركوا جثثهم في الشوارع، ولم يتمكن أحد من الوصول إليهم، لا سيارة إسعاف ولا دفاع مدني” – عبد علي، أحد سكان مخيم جباليا
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء لثلاثة مستشفيات رئيسية في شمال غزة هي مستشفى كمال عدوان، والعودة، والمستشفى الإندونيسي، ومنحتها يوماً واحداً فقط للمغادرة.
وهدد جيش الاحتلال المستشفيات الثلاثة بمواجهة “نفس مصير مستشفى الشفاء، من تدمير وقتل واعتقال اذا لم تقم بالإخلاء”.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، محذرة من نفاد الوقود منه على الفور.
وقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية لموقع دروب سايت نيوز إنه يرفض المغادرة، مضيفاً: “ما دام هناك مرضى، فلن أغادر، أنا هنا منذ بدء الإبادة الجماعية، وأنا عازم على مواصلة مساعدة شعبي”.
وتدور معارك ضارية بين قوات الاحتلال ومقاتلين فلسطينيين في شمال غزة، حيث نشر الجناح العسكري لحماس يوم الخميس مقطع فيديو يظهر كميناً محكماً بالقرب من مفترق الصفطاوي في جباليا حيث تم تدمير مركبة عسكرية للاحتلال.
أعلن جيش الاحتلال يوم الخميس أن ثلاثة جنود احتياطيين قتلوا في جباليا بعد أن داسوا على عبوة ناسفة بدائية الصنع، بعد أيام من مقتل جندي آخر في ظروف مماثلة.
وأصيب العديد من جنود الاحتلال خلال الأيام الأخيرة، وخاصة جراء استهدافهم بالعبوات الناسفة، وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت.
وتجاوز عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 42000 حتى مساء الأربعاء، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.