مذبحة رابعة والصمت الأمريكي المتواصل.. مجرد تجاهل أم تواطؤ متعمد؟

مذبحة رابعة والصمت الأمريكي المتواصل.. مجرد تجاهل أم تواطؤ متعمد

أظهر تقرير جديد أصدرته منظمة “هيومن رايتس فيرست” بأن الولايات المتحدة لا تقوم بما يكفي لدعم حقوق الإنسان في مصر منذ مذبحة رابعة التي راح ضحيتها أكثر من 900 شخص من المتظاهرين ومؤيدي الديمقراطية في القاهرة قبل عقد من الزمن.

وبمناسبة الذكرى العاشرة لمذبحة رابعة نشرت المنظمة التقرير بعنوان: “منذ مذبحة رابعة، عقد من الفشل الأمريكي لحقوق الإنسان في مصر”.

وقعت المذبحة بعدما أطلق المتظاهرون اعتصامًا جماهيريًا في ميداني رابعة والنهضة في العاصمة المصرية، في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، محمد مرسي، في يونيو 2013. 

واعتصم نحو 85 ألف متظاهر في الميادين لمدة ستة أسابيع، إلى أن تم تفريقهم بالعنف من قبل قوات الأمن المصرية في 14 آب/ أغسطس.

وقتلت القوات المصرية المتحصنة بالعربات المدرعة والجرافات ما لا يقل عن 900 شخص فيما أصبح يعرف بمذبحة رابعة.

ومنذ ذلك الحين، حكم زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي مصر بـ “الحديد”، وزج بنحو 65 ألف سجين سياسي خلف القضبان.

ويتهم التقرير الولايات المتحدة والعديد من حلفاء مصر الآخرين بغضهم النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت منذ الانقلاب.

وقال برايان دولي، كبير المستشارين في هيومن رايتس فيرست: “في الوقت الذي يكافحون فيه للبقاء خارج السجن لدفاعهم عن حقوق الإنسان، يعلم النشطاء المصريون أن الولايات المتحدة لا تفي بوعدها بدعم حقوق الإنسان في مصر”.

إرث الولايات المتحدة من تجاهل الانتهاكات

وأضاف دولي أن الولايات المتحدة لديها “إرث” من تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في الدول الحليفة، الامر الذي لم يتغير في عهد الرئيس جو بايدن.

وقال: “خلافا لوعود الحملة الانتخابية، فإن إدارة بايدن لم تغير بشكل ملموس نهج الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري والسياسي لنظام الرئيس السيسي الوحشي والديكتاتوري”.

تعد القاهرة ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية، بعد إسرائيل فقط، حيث تتلقى 1.3 مليار دولار سنويًا.

وكانت المدافعة المصرية الأمريكية عن حقوق الإنسان آية حجازي من بين الذين تمت مقابلتهم في التقرير، حيث كانت قد اعتقلت مع آخرين في فريقها في منظمة بلادي المصرية غير الحكومية خلال مذبحة رابعة، وتعرضت للسجن لمدة ثلاث سنوات، حتى أطلق سراحها في النهاية بعد تدخل من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقالت حجازي إنه منذ المذبحة، “لم تقم أي من المؤسسات الأمريكية، التنفيذية والتشريعية، وحتى وسائل الإعلام بما يكفي”.

وأشارت حجازي إلى الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في بكين في عام 1989، قائلةً: “قرأت في مكان ما أن الأرقام تعادل مذبحة ميدان تيانانمن، وفي حين أن الجميع في الولايات المتحدة يعرفون ميدان تيانانمن، إلا أن لا أحد يعرف تقريبا عن ميدان رابعة”.

وطالب التقرير الحكومة الأمريكية بفرض شروط حقوقية للمساعدة الأمنية ومبيعات الأسلحة لمصر، وفرض عقوبات مالية وتأشيرات على المسؤولين المصريين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والفساد.

كما حث التقرير واشنطن على المطالبة العلنية بتقديم مرتكبي مذبحة رابعة للعدالة، والإعلان عن أسماء النشطاء المحتجزين تعسفياً وطلب زيارتهم في السجن.

مقالات ذات صلة