مذكرة لاعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة من قبل المحكمة الجنائية الدولية

أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بأن المحكمة تسعى إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بالإضافة إلى 3  من قادة حماس، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.

في بيان أصدره المدعي العام كريم خان، تم إدراج اسم زعيم حماس في غزة يحيى السنوار والقائد العام لجناحها العسكري محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، وزعيمها السياسي إسماعيل هنية، إلى جانب غالانت ونتنياهو!

يواجه كل من غالانت ونتنياهو اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب تجويع المدنيين في غزة كوسيلة من وسائل الحرب، بالإضافة إلى القتل العمد والإبادة، إلى جانب عدة تهم أخرى.

في بيانه المصاحب للتهم، كتب خان: “يؤكد مكتبي أن الأدلة التي جمعناها، بما في ذلك المقابلات مع الناجين وشهود العيان ومقاطع الفيديو والصور والمواد الصوتية الموثقة وصور الأقمار الصناعية وتصريحات المتهمين، تظهر أن إسرائيل عملت عمداً وبشكل منهجي على حرمان السكان المدنيين  في جميع أنحاء غزة من الأساسيات التي لا غنى عنها لبقاء الإنسان على قيد الحياة”.

وأضاف: ” حتى لو كان لإسرائيل، مثل جميع الدول، الحق في اتخاذ إجراءات للدفاع عن سكانها، إلا أن ذلك لا يعفيها من الامتثال للقانون الإنساني الدولي”.

“نتنياهو كان خائفاً ومتوتراً بشكل غير عادي حول احتمالية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه وكان يسعى للحصول على مساعدة الولايات المتحدة للضغط على المحكمة لإيقاف ذلك” – صحيفة معاريف الإسرائيلية

على الجانب الآخر، يواجه قادة حماس أيضاً تهماً تتعلق بالإبادة والقتل واحتجاز الرهائن والاعتداء الجنسي والتعذيب، حيث كتب خان: “يؤكد مكتبي أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن السنوار والضيف وهنية مسؤولون جنائياً عن مقتل مئات المدنيين الإسرائيليين في الهجمات التي نفذتها حماس ومجموعات مسلحة أخرى بتاريخ 7 أكتوبر 2023 واحتجاز ما لا يقل عن 245 رهينة”.

تعليقاً على قرار المحكمة الجنائية الدولية، كتب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، تغريدة شبه فيها المحكمة الجنائية الدولية بالنازيين، فقال فيها: “لقد تحدث النازيون أيضاً باسم الأخلاق، ولم يكن هناك شيء سوى معاداة السامية حتى في ذلك الوقت. كارهو إسرائيل يأتون ويذهبون ولكن أبدية إسرائيل الحقيقة التي لا تكذب”، وأضاف: “أود أن أشدد على أن أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع هي أوامر اعتقال لنا جميعاً”.

من جانبه، أدان الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، قرار المحكمة الجنائية الدولية بالسعي إلى إصدار أوامر اعتقال بحق القادة الإسرائيليين ووصفه بأنه “أمر أكثر من شائن”.

انتكاسة دبلوماسية

يذكر أن أوامر الاعتقال التي طلبها خان سوف تُسلم إلى القضاة العاملين في المحكمة الجنائية الدولية، والذين بدورهم سوف يقررون ما إذا كانوا سيصدرونها بشكل رسمي أم لا.

يعد هذا الإعلان عن السعي لإصدار أوامر الاعتقال بحق قادة إسرائيليين أهم انتكاسة دبلوماسية لإسرائيل منذ عقود، خاصة وأنه يأتي في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل يائسة حماية سمعتها الدولية بعد حربها المدمرة في غزة.

تجدر الإشارة إلى وجود تكهنات في الأوساط الإسرائيلية منذ أسابيع بأن أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية كانت قيد الإعداد، أما موقع “واينت” الإسرائيلي، فكان قد نشر في أواخر إبريل أن القادة الإسرائيليين كانوا يشعرون بالقلق من الاعتقال عند السفر إلى أوروبا على أساس مذكرات اعتقال صادرة سراً بحقهم.

من جهتها، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن نتنياهو كان “خائفاً ومتوتراً بشكل غير عادي” حول احتمالية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه وكان يسعى للحصول على مساعدة الولايات المتحدة للضغط على المحكمة لإيقاف ذلك.

يذكر أن إسرائيل كانت قد لوحت بالانتقام من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال، في حين هدد أعضاء جمهوريون في الكونغرس خان مباشرة بعقوبات إذا مضى قدماً في القضية.

يأتي كل هذا في وقت تواجه فيه إسرائيل أيضاً اتهامات منفصلة بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية بعد أن رفعت جنوب إفريقيا قضية عليها بسبب سلوكها في حربها على غزة.

مقالات ذات صلة