شن مئات من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين هجوماً على الطلاب الفلسطينيين المقيمين في مساكن الطلبة في كلية نتانيا الأكاديمية وسط فلسطين المحتلة عام 1948.
وأدى الهجوم الذي وقع صباح السبت، إلى تنامي شعور الطلاب العرب في إسرائيل بانعدام الأمان في الحرم الجامعي.
وقال أحد الطلاب: “بلا مبالغة كانت حياتي في خطر، لقد حوصرنا في غرف المسكن لأكثر من ثلاث ساعات وسط حشود يهتفون في الخارج “الموت للعرب”، بينما بدت الشرطة غير قادرة على التدخل”.
ويسود التوتر بين الطلاب اليهود والعرب في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية منذ هجوم المقاومة الفلسطينية على غلاف غزة بتاريخ 7 تشرين الأول / أكتوبر والرد الإسرائيلي الدموي عليه في القطاع المحاصر.
واشتكى العديد من الطلاب الفلسطينيين من تعرضهم للإيقاف عن العمل، وتلقيهم رسائل بالبريد الإلكتروني تتهمهم بـ “دعم الإرهاب” بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعبر عن إدانتهم لهجمات الجيش الإسرائيلي على المدنيين في غزة.
لكن هجوم السبت في نتانيا كان صادمًا جداً للطلاب الفلسطينيين.
ووقع الهجوم عندما سمع الطلاب ضجة خارج المبنى الذي يقيمون فيه، بعدما ادعت مجموعة من المصلين اليهود من كنيس مجاور أن الطلاب العرب قذفوا بيضة باتجاههم أثناء أدائهم صلاة السبت.
وفي ساعات المساء، تجمع عدة مئات من المتظاهرين اليهود خارج مساكن الطلبة وهتف الكثير منهم “الموت للعرب” وحاول بعضهم اقتحام المبنى حيث قام العديد من الطلاب بتوثيق هذه الأحداث من شرفات مساكنهم.
وعبر أحد الطلاب عن اعتقاده بأن ذريعة القاء البيضة باتجاه المصلين اليهود هي ” ادعاء ملفق” مضيفاً:” يبدو أن هدفهم هو ببساطة إبعادنا”.
وفي وقت لاحق، قامت الشرطة بتفتيش مساكن الطلبة في محاولة لتحديد من ألقى البيضة، لكنها لم تجد أي دليل يدعم هذا الاتهام.
وقال أحد الطلبة أنه تفاجأ بوجود الشرطة داخل السكن الجامعي، حيث حاول التحدث لأحد الضباط الذي تجاهله بشكل لافت، قبل أن يتوقف أخيراً ويجيب الطالب قائلاً:” لا تثير المشاكل، ستكون بخير”.
وأوضح أن الطلبة صعدوا إلى أسطح السكن فرأوا من هناك مئات الإسرائيليين يحاولون اقتحامه فيما كانت قوات الشرطة تحاول منع المتظاهرين اليهود من اقتحام المبنى.
“سوف نقوم بإجلاء الطلاب العرب ونجلب سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، عندها فقط سيفهمون” – ميريام فيربيرغ، رئيسة بلدية نتانيا
وشددت رئيسة بلدية نتانيا، ميريام فيربيرج، التي حضرت إلى السكن برفقة عميد الكلية، على أهمية فهم الطلاب لحساسية الموقف، لكنها اتهمتهم في الوقت نفسه بالتحريض على الاضطرابات على أساس حادثة إلقاء البيض المزعومة.
وطلبت فيربيرج من الطلاب الامتناع عن العودة إلى السكن لمدة أسبوع على الأقل.
ولم يتطرق بيان الشرطة الذي صدر بعد انتهاء الحدث إلى اعتقال أي من الذين كانوا يهتفون “الموت للعرب”، ولم تقدم في المقابل أي دليل يثبت الادعاء بأن أحد الطلاب العرب قد ألقى بيضة باتجاه المصلين اليهود.
وأشارت الكلية، في بيان صدر بعد الحادث، إلى أن الشرطة نفت مزاعم المتظاهرين اليهود اليمينيين المتطرفين بأن الطلاب العرب رفعوا الأعلام الفلسطينية وعزفوا موسيقى صاخبة، زاعمة أن الطلاب اعترفوا بإلقاء بيضتين على المصلين ذلك الصباح، دون تحديد هوية الفاعلين.
في المقابل، أكد أحد الطلبة أن المقيمين في السكن ينحدرون من خلفيات دينية مختلفة، وأن طلبة كلية نتانيا معروفون بشكل عام بأنهم “مسالمون للغاية” وغير متحيزين.
وأشار إلى أن الطلاب الفلسطينيين كثيرا ما يمارسون الرقابة الذاتية، ويمتنعون عن التعبير عن آرائهم لتجنب ردود الفعل العنيفة، لكن ذلك لم يكن كافياً لتجنيبهم الهجوم الأخير.
وتابع بأسف:” لقد حذفنا عبارة حرية التعبير من قاموسنا، ونادرا ما نعبر عن أفكارنا لأننا ندرك أن ذلك سيجعلنا أهدافاً للغضب الإسرائيلي، وعلى الرغم من صمتنا، فقد تم استهدافنا وإرهابنا، فقط لأننا عرب”.
وكشف عنان دباح، طالب الحقوق الذي يعمل أيضًا في السكن الجامعي، النقاب عن أن الشرطة كانت حاضرة منذ بداية التجمع، وأن الجماهير الغاضبة كانت تشارك في الوقفة الاحتجاجية التي وافقت عليها الشرطة الإسرائيلية”.
واتهم يوسف طه، المتطوع في الائتلاف المشترك للكتل الطلابية، وهي منظمة تأسست لحماية الطلاب بعد اندلاع الحرب، كلية نتانيا بالفشل في حماية الطلاب الفلسطينيين.
وقال: “بموجب المعايير الأكاديمية الدولية، يقع على عاتق المؤسسة واجب ضمان سلامة طلابها”.