فاز المرشح المؤيد لفلسطين إقبال حسين محمد بأغلبية ساحقة بعضوية البرلمان البريطاني بعد أن جمع ما يقرب من ضعف عدد الأصوات التي حصلت عليها منافسته مرشحة حزب العمال هيذر إقبال في دائرة ديوزبيري وباتلي في غرب يوركشاير.
وحصل إقبال محمد على 15641 صوتاً في الانتخابات العامة التي أجريت يوم الجمعة في المملكة المتحدة، وفاز بنسبة 41.1% من إجمالي عدد الأصوات، بينما حصلت المرشحة العمالية إقبال على 8707 صوت، بنسبة 22.9% من الأصوات.
وحل جوناثان ثاكري من حزب الإصلاح في المركز الثالث بحصوله على 6152 صوتاً، بينما جاء مرشح حزب المحافظين، لاليت سورياوانشي، في المركز الرابع بحصوله على 4182 صوتاً.
ويعمل إقبال محمد، الذي ولد ونشأ في ديوزبيري، مهندساً ومستشاراً في تكنولوجيا المعلومات وقد وصل والداه من الهند إلى بريطانيا في الستينيات.
كان إقبال محمد عضواً سابقاً في حزب العمال، واستقال بسبب الدعم المبكر لزعيم الحزب كير ستارمر لعدوان الاحتلال على غزة بعد الهجمات التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في غلاف غزة.
وقال محمد في بيان له قبل وقت قصير من فتح صناديق الاقتراع يوم الخميس: “لقد شاركت في العمل الخيري والمجتمعي في المملكة المتحدة والخارج منذ أواخر التسعينيات وكنت ناشطاً سياسياً على مدار السنوات العديدة الماضية”.
وفي معرض دفاعه عن فلسطين وعن القضايا المحلية مثل أزمة تكاليف المعيشة وفشل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، قال: “أعتقد أن السياسة اختطفت من قبل النخبة الفاسدة والأنانية والمؤيدة للحرب والعنصرية ويتم استخدامها ضدنا”.
ومضى يقول: “لقد قدم كلا الحزبين الرئيسيين دعمهما الكامل للإبادة الجماعية في فلسطين وهما يواصلان اليوم بيع الأسلحة التي تستخدم لقتل المدنيين الأبرياء في انتهاك للقانون الدولي”.
وتعهد الناخبون المسلمون والناشطون من اليسار بالتصويت في كافة أرجاء المملكة المتحدة ضد حزب العمال بسبب تأخره في المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
ورغم أن حزب العمال كان لا يزال في المعارضة دون تأثير في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، فقد شعر الكثيرون بالغضب إزاء رد فعل الحزب على الحرب، وما يصفونه في كثير من الأحيان بالإبادة الجماعية الإسرائيلية.
وعلى الرغم من تحقيقه فوزاً ساحقاً بما لا يقل عن 411 مقعداً في مجلس العموم، إلا أن حزب العمال قدم أداءً سيئاً في المناطق ذات النسبة العالية من الناخبين المسلمين.
ويشير هذا السوء في الأداء إلى الغضب تجاه كير ستارمر بشأن موقف حزب العمال من عدوان الاحتلال على غزة.
وفيما لم يتم تحديد السلوك التصويتي في المجتمع المسلم بالضبط، فإن منطقة ديوزبري وباتلي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين يبلغ حوالي 32000 شخص، أي ما يقرب من 40% من إجمالي الناخبين.
وفي واحدة من أكبر صدمات الليلة، أطاح المرشح المؤيد لفلسطين شوكت آدم بوزير حكومة الظل في حزب العمال جون آشوورث في دائرة ليستر ساوث في إيست ميدلاندز بهامش ضئيل بلغ 979 صوتاً.
وفي مدينة بلاكبيرن الصناعية السابقة الواقعة في شمال غرب البلاد، هزم المرشح المستقل عدنان حسين مرشحة حزب العمال كيت هوليرن بفارق ضئيل بواقع 132 صوتاً فقط.
في إزلنجتون نورث، أعيد انتخاب جيريمي كوربين لشغل المقعد الذي ظل يشغله منذ عام 1983، ولكن هذه المرة كمستقل، وليس عن حزب العمال.
وفاز كوربين بنسبة 49.2% من الأصوات، في حين جاء مرشح حزب العمال في المرتبة الثانية بنسبة 34.4%.
في خطاب النصر، قال كوربين إن الناخبين في إزلنجتون نورث “يبحثون عن حكومة تبحث على الساحة العالمية عن السلام، وليس الحرب، ولا تسمح باستمرار الظروف الرهيبة التي تحدث في غزة في الوقت الحاضر”.
وفي برمنغهام بيري بار، هزم المستقل أيوب خان خالد محمود، النائب العمالي الحالي، الذي شغل المقعد منذ عام 2001، بـ 507 صوتا .
وفي الوقت نفسه، احتفظ ستارمر بمقعده في لندن في هولبورن وسانت بانكراس، ولكن بأغلبية منخفضة بشكل كبير وبنسبة 17% عن الانتخابات الأخيرة.
أما في إلفورد نورث، فقد شهد وزير الصحة في حكومة الظل ويس ستريتنج انخفاض أغلبيته من أكثر من 9000 في عام 2019 إلى 528 فقط مقابل ليان محمد البالغة من العمر 23 عاماً.