مع بدء موسم قطف الزيتون في فلسطين، اصطحب حازم سلامة عائلته إلى أرضهم في قرية اللبن الغربي شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وما إن بدؤوا بقطف الزيتون، حتى ظهر لهم أكثر من 50 مستوطناً ملثماً ومسلحاً!
أكد سلامة أنهم اعتدوا عليهم بالضرب دون مبرر، مما أدى إلى إصابة 11 شخصاً بينهم امرأة وطفل، موضحاً في مقابلته مع موقع ميدل إيست آي: “أصيب ابن أخي البالغ من العمر 7 سنوات بكدمات بعد أن ضربوه دون تردد، كما أصيبت اثنتين من النساء بجروح في أيديهما خلال الهجوم الهمجي”.
أكد سلامة أنهم عندما حاولوا صد المستوطنين، زادوا من حدة هجومهم وقاموا بإلقاء الأنابيب الحديدية باتجاه السكان الفلسطينيين، فأصيب العديد من الأشخاص بكسور في العظام، ومن بينهم سلامة الذي أصيب في ساقيه.
“كل أسبوع تقريباً، يهاجم المستوطنون القرية بشكل متكرر لإجبار السكان على عدم الاقتراب من أراضيهم” – محمد سمرين- صحفي فلسطيني
في نهاية المطاف، وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مكان الحادث، إلا أن شهود عيان أفادوا بأنهم انحازوا للمستوطنين وساعدوا في طرد الأهالي من المنطقة دون اعتقال أي من المهاجمين.
يقول جاسر سمحان، أحد أصحاب الأراضي في القرية، أن “هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للاعتداء أثناء قطف الزيتون، لكنها الأكثر وحشية، حيث دعمهم الجيش وأطلق علينا القنابل الصوتية لإجبارنا على ترك أراضينا وأشجارنا”.
الاستيلاء على الأراضي
أكد سمحان أنه في العام الماضي وتحديداً في أغسطس عام 2023، استولت مجموعة من المستوطنين تطلق على نفسها اسم “فتية التلال” على عشرات الدونمات من الأراضي الفلسطينية الخاصة في القرية، ثم أحضروا أبقارهم إلى المنطقة وبدأوا في الرعي قبل وضع بيوت متنقلة تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
أشار سمحان أيضاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ساعدتهم بإمدادات المياه والكهرباء، حتى تحولت المباني الصغيرة مع مرور الوقت إلى بؤرة استيطانية غير رسمية!
وتحتوي المنطقة التي استولى عليها المستوطنون على معظم أشجار الزيتون الخاصة بأهالي القرية، مما يعني أن استيلاءهم عليها يعني عدم قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم وجني محصول هذا العام.
يذكر أن حكومة الاحتلال قامت بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي اللبن الغربي لصالح بناء مستوطنة بيت أرييه عوفريم المقامة عام 1981، فمن أصل 10000 دونم كانت تشكل المنطقة، لم يتبق سوى حوالي 280 دونماً ليبني عليها القرويون الفلسطينيون.
المزيد من الهجمات
شن مستوطنون هجوماً آخر أيضاً في قرية برقة شرق رام الله، مما أدى إلى إصابة فلسطيني واحد على الأقل، حيث أوضح الصحفي محمد سمرين لموقع ميدل إيست آي أن العشرات من المستوطنين من بؤرة تسور هاريل الاستيطانية قاموا بمهاجمة الأراضي الزراعية في البلدة.
خلال الهجوم، أشعل المستوطنون النار في المحاصيل فيما دعمتهم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي على السكان الذين حاولوا التصدي للاعتداء، ما أدى إلى إصابة شخص في قدمه، وأضاف سمرين: “كل أسبوع تقريباً، يهاجم المستوطنون القرية بشكل متكرر لإجبار السكان على عدم الاقتراب من أراضيهم”.
أما في قرية بيت سيرا غرب رام الله، فقد أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت على عدة عائلات أثناء قطف الزيتون في اليوم الأول من الموسم الحالي، ولكن لم يتم التبليغ عن وقوع إصابات جراء الهجوم، إلا أن الناس اضطروا إلى مغادرة أراضيهم.