مستوطنون يستولون على أراضٍ تملكها كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس

مستوطنون يستولون على أراضٍ تملكها كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس

استولى المستوطنون بحماية الشرطة الإسرائيلية على قطعة أرض تابعة لكنيسة الروم الأرثوذوكس في بلدة سلوان الفلسطينية جنوب القدس الشرقية المحتلة، صباح الثلاثاء، حسب ما أفاد به موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

و أبلغ السكان والشهود وسائل الإعلام المحلية بأن عشرات من المستوطنين اقتحموا قطعة أرض تبلغ مساحتها 5 دونمات (5000 متر مربع)، ثم سوَّروها ووضعوا كاميرات المراقبة تحت حماية عناصر الشرطة.

وهرع الفلسطينيون في سلوان إلى الموقع لمنع مصادرة الأرض، لكن قوات الشرطة هاجمتهم، واعتُقل ثلاثة شباب فلسطينيين، وفقاً لمصادر الإعلام المحلية.

و قال أحد الشهود ويدعى محمد سمرين: ” لقد ضربوا كل المتواجدين من الرجال والنساء والأطفال”، وذلك في حديثه لمركز معلومات وادي حلوة، مضيفا أنهم “دخلوا في فترة الصباح الباكر، بينما الكل نيام واستولوا على المنطقة”.

وذكر المركز أن ملكية هذه الأرض تعود إلى دير الروم الأرثوذوكس في سلوان وتعد جزءاً من بطريركية الروم الأرثوذكس، الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.

وأوضح المركز أن عائلة سمرين كانت تزرع الأرض في قرية سلوان وتحرسها على مدى 70 سنة بموجب عقد استئجار مع الملاك.

ولطالما كانت القرية، التي تضم 60 ألف فلسطيني وتقع في موقع استراتيجي جنوب المسجد الأقصى وحائط البراق، عرضة للاستهداف من قِبل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي منذ سنوات.

من جهة أخرى، تواجه مئات العائلات في سلوان التهديد بالطرد إما عن طريق الدعاوى القضائية التي تقيمها المجموعات الاستيطانية النافذة، أو من خلال أوامر الإخلاء الإداري عن طريق بلدية القدس، التي تسعى لبناء متنزهات سياحية تتمحور حول القصص والشخصيات التوراتية.

 

انتقادات موجهة للكنيسة 

و ينتاب العديد من النشطاء القلق حيال مصادرة المستوطنين لقطعة الأرض تلك على نحو خاص حيث تعود ملكيتها إلى كنيسة الروم الأرثوذوكس.

وفي السابق، واجهت الكنيسة شكاوى وانتقادات كثيرة من قبل الفلسطينيين بسبب تعاملاتها مع جهات الاستيطان، وبسبب مزاعم تلقي رشاوي والضلوع في عمليات احتيال.

ففي عام 1951، استُؤجرت أرض مملوكة للكنيسة في القدس الغربية عن طريق الصندوق القومي اليهودي لمدة 99 سنة، والآن، تضم هذه الأرض غالبية مؤسسات الدولة بما في ذلك الكنيسيت الإسرائيلي.

أما في مارس/آذار الماضي، فسيطرت الشرطة والمستوطنون على أجزاء من فندق البتراء التاريخي، الذي كان محل نزاع قانوني مستمر منذ سنوات بين كنيسة الروم الأرثوذكوس وبين جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية.

وفي العام المنصرم، أثار البطريرك حالة من الغضب بعد الكشف عن خطط بيع حوالي 11 هكتاراً من ممتلكات الكنيسة إلى شركتين إسرائيليتين تسعيان لربط مستوطنة، تقع في منطقة بيت لحم، بمدينة القدس. 

في ذلك الوقت، انتقد المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين الصفقة البالغة 39 مليون دولار لكونها ستتسبب “بتدمير الاقتصاد المعتمد على السياحة في بيت لحم”.

مقالات ذات صلة