بقلم زينب إقبال
ترجمة وتحرير نجاح خاطر
يردد إبراهيم، وهو اسم مستعار، آية “إن مع العسر يسراً” دائماً في قلبه، إذ لم تكن رحلته إلى الولايات المتحدة والتي استغرقت شهرًا كاملاً أقل خطورة مما كان عليه حاله في كوناكري في غينيا، الموطن الوحيد الذي عرفه سابقاً.
لقد ترك إبراهيم خلفه أحباءه وقطع عشرة بلدان في طريق هجرته التي لم يلو على شيءٍ فيها غير الأمل في الحصول على اللجوء في الولايات المتحدة.
أودع إبراهيم السجن مرتين خلال رحلته وتعرض للسرقة وخسر كل أمواله، حيث سافر مئات الأميال براً ملتحقاً بآلاف المهاجرين الذين فروا من بلدانهم الأصلية من أجل حياة أفضل في أمريكا.
لجأ إبراهيم إلى مسجد “مركز الجالية المسلمة” في بروكلين بولاية نيويورك مع مهاجرين وطالبي لجوء آخرين في آذار/ مارس، وهو اليوم ينام على سرير محاط بـ 19 سريراً آخر لرجال سلكوا ذات الطريق.
يعرّف “المهاجر” وكذلك “طالب اللجوء” على أنهما مصطلحين يقصد بهما الأشخاص الذين يغادرون بلدانهم الأصلية، وكلمة “مهاجر” هي مصطلح واسع، أما “طالب اللجوء” فهو مصطلح يشير على وجه التحديد إلى شخص قدم طلبًا للجوء بحثاً عن الحماية، وهو ما يعني أن جميع طالبي اللجوء هم من المهاجرين، لكن لا يعد كل المهاجرين طالبي لجوء.
برغم كل الصعوبات التي مر بها، يحمد إبراهيم الله ويحرص على أن لا يفقد الأمل.
تتسم غينيا، المستعمرة الفرنسية السابقة على الحدود مع مالي غرب إفريقيا، باتباعها تقاليد ضاربة الجذور في مساعدة الفارين من الاضطهاد، وخلال عام 1999، اشتهرت باعتبارها الملاذ الآمن للاجئين الأفارقة حين آوت نحو 450 ألف لاجئ، ورغم انخفاض هذه الأعداد الآن إلا أن غينيا لا تزال ملاذاً للاجئين.
في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2021، أطاح المجلس العسكري المعروف باسم اللجنة الوطنية للمصالحة والتنمية (CNRD)بالرئيس الغيني المنتخب ديمقراطيًا، ألفا كوندي، من خلال انقلاب عسكري، ومنذ ذلك الوقت، تواصل الحكومة العسكرية في غينيا قمع الاحتجاجات الداعمة للديمقراطية بعنف مثير للقلق أدى إلى سقوط أعدادٍ من القتلى.
وتحذر السلطة الحاكمة الغينيين من أن استمرارهم بالأنشطة المعارضة سيواجه بقوة عسكرية غاشمة.
ويعيش نحو %55 من سكان غينيا البالغ عددهم قرابة 13.4 مليون نسمة تحت خط الفقر حيث تشكل الاضطرابات وغياب الأمن الغذائي جزءاً من دوافع الغينيين للجوء مثل إبراهيم لترك البلاد.
وفيما كان جالساً على سجادة الصلاة في مسجد مركز الجالية المسلمة قال إبراهيم إن “اتخاذك للقرار بمغادرة بلدك وترك عائلتك وأصدقائك وأولئك الذين تعرفهم منذ الصغر والمكان الذي تحبه والأشخاص الذين تحبهم أمر صعب للغاية”.
وتابع يقول بلهجة إنجليزية ثقيلة، تعلمها في غينيا:” لكنني كرجل، كان عليّ أن أتخذ هذا القرار”.
أخذ إبراهيم يتذكر الطعام الذي فاته ضاحكاً، ثم بكى عندما تحدث عن أطفاله الصغار الذين يتوق بشدة لضمهم بين ذراعيه مرة أخرى، وهز برأسه حينما بدأ الحديث عن رحلته الطويلة.
انطلقت هجرة إبراهيم في شباط/ فبراير 2023، عندما توجه إلى السنغال المجاورة لغينيا ومن هناك استقل رحلة جوية إلى تركيا ثم إلى بوغوتا، في كولومبيا ومنها إلى بنما ثم نيكاراغوا التي غادرها إلى هندوراس ثم غواتيمالا وبهدها إلى المكسيك متنقلاً بالسيارة وأحياناً سيرًا على الأقدام.
واجه إبراهيم الذي يتحدث الفرنسية انسداد أفق التواصل مع الضباط الذين يتحدثون الإسبانية حين كانوا يوقفونه في دول أمريكا الجنوبية، ولم يدرٍ ماذا يفعل حين تعرض للسرقة في المكسيك، لكن إصراره على مواصلة الطريق دفعه لطلب المساعدة من والده الذي أرسل له المال.
ويتذكر إبراهيم تفاصيل الرحلة قائلا:” لم يكن لدي حتى أي طعام لأتناوله، ولكن كأب، واصلت رحلتي”.
وفي المكسيك، جرى احتجاز إبراهيم في السجن ومصادرة أمواله لأسباب لم يعرفها حتى الآن، لكنه خجل هذه المرة من طلب المساعدة من والده، وقال “كان علي أن أتحلى بالشجاعة وأن أستمر.”
ترعرع إبراهيم على فكرة أن الشوارع الأمريكية مرصوفة بالذهب، وقد أسهم التلفاز بشكلٍ كبيرٍ في ترسيخ هذا الاعتقاد في ذهنه حتى وصل إلى كاليفورنيا حين وجد الأمر مختلفاً عن الحلم الذي راوده، حتى أنه لم يتمكن حتى من العثور على مكان ليقيم فيه.
ويقول إبراهيم عن هذه التجربة:” الذهاب إلى مكان لا تعرفه أمر ليس بالهين، فالناس ليسوا على استعداد لاستيعابك، تواصلت مع صديق وقلت له إنني سأبقى في فندق لبضعة أيام، لكنني بقيت وحدي ولم يكن الأمر سهلاً”.
وبعد أن علم بمركز الجالية المسلمة من أحد أصدقائه الواقع على الساحل المقابل للبلاد، حيث قيل له إن أشخاصًا آخرين لديهم ظروف مشابهة لظروفه يقيمون هناك، قام إبراهيم برحلة أخيرة من كاليفورنيا إلى نيويورك بالحافلة وبقي في المركز منذ آذار/ مارس.
ويقول إبراهيم:” مركز الجالية المسلمة نظر لنا وعاملنا كبشر، أعطونا مكاناً لنقيم فيه”، كانت هذه المرة الأولى التي يحظى فيها إبراهيم بالشعور بالأمن ويعامل فيها بطريقة إنسانية خلال رحلته المحفوفة بالمخاطر والتي استمرت شهرًا.
مركز الجالية المسلمة
عندما كانت سونيا علي في الخامسة من عمرها، غادرت هي وعائلتها وطنهم كشمير، وكما الكثيرين من قبلها، لم تكن الرحلة سهلة، لكنها اليوم تشغل منصب المدير التنفيذي لمركز الجالية المسلمة وتعمل مع المهاجرين الذين غادروا أوطانهم.
لطالما كان مركز الجالية المسلمة أكثر من مجرد مكان للعبادة، فقد كان ملاذاً للنساء الفارات من العنف المنزلي، وساهم في تأسيس مركز آسيا النسائي. كما أنه المقر الرئيسي لمنظمة “ Muslims Giving Back “، وهي منظمة غير ربحية تتبرع بالطعام للمحتاجين في نهاية كل أسبوع.
وساعد المركز أيضاً في إنشاء مؤسسة “جنازة للخدمات المجتمعية”، وهي عبارة عن بيت عزاء يقدم خدماته مجاناً، وكل من هذه المؤسسات يقع في مدينة نيويورك.
منذ عام، تلقت سونيا مكالمة هاتفية من امرأة اسمها أداما باه تسألها سؤالاً واحدًا: “هل لديك مكان؟” بعد أن تم إخبارها عن أزمة المهاجرين في نيويورك وكيف كان هناك مسجد في برونكس يسمى مسجد أنصار الدين يؤوي المهاجرين منذ عام 2020، ولكنه كان ممتلئًا، أجابت سونيا: “نعم”.
في البداية، كان المهاجرون وطالبو اللجوء ينامون في منطقة الصلاة الرئيسية، لكنهم انتقلوا إلى الطابق العلوي حيث كانت هناك أسرّة وبعض الأرائك ومطبخ صغير.
يتوافد على مركز الجالية المسلمة المهاجرون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و50 عامًا من كل مكان بما في ذلك السنغال وغينيا وفنزويلا، وموريتانيا، وتركيا، وسوريا، ومع أن الأغلبية هم من المسلمين، فإن المركز لا يدير ظهره لمن يعتنقون أدياناً اخرى.
ومنذ العام الماضي، اتخذ ما بين 75 إلى 100 مهاجر تقريبًا، المركز كبيت لهم سواء كان ذلك ليوم واحد أو لبضعة أشهر، ولا يغادرون إلا حينما يكونون مستعدين لذلك.
يتلقى المقيمون في المركز دروس اللغة الإنجليزية والمساعدة في التقدم للحصول على بطاقات هوية مدينة نيويورك والتأمين الصحي، كما يتم تزويدهم أيضًا ببطاقات MetroCards للنقل العام والطعام والمأوى.
وقالت سونيا: “لقد تعلمنا كمسلمين أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا، فإذا أرسل شخص ما إليك، فهذا يعني أن هناك بالتأكيد سبب لذلك”.
وتابعت: “أعتقد أننا محظوظون لأننا نستقبل أشخاصاً يأتون إلينا طلباً للمساعدة، آمل أن يتمكن الناس من رؤية ذلك وإدراك أننا وسيلة لمساعدة إخواننا وأخواتنا”.
وتقول سونيا إن هذا العمل علمها التعاطف، لكنه أظهر لها أيضاً أن الاهتمام بالآخرين ليس موجودا لدى كل الناس، فلو كان الامر كذلك، “لما كنا نمر بهذه الأزمة”، في إشارة إلى ما يسميه الكثيرون “بأزمة المهاجرين” في الولايات المتحدة.
ومنذ ربيع عام 2022، شهدت نيويورك تدفقاً لأكثر من 90 ألف مهاجر وطالب لجوء، ففي كل ليلة، تقوم المدينة برعاية ما معدله 57.000 شخص، حيث أعلن عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، أن المدينة بلغت كامل طاقتها الاستيعابية.
ينام مئات المهاجرين جنباً إلى جنب على الرصيف خارج فندق روزفلت في وسط مانهاتن لعدة أيام، على أمل أن تساعدهم المدينة، حيث يعد فندق روزفلت بمثابة نقطة معالجة أولية للأفراد قبل إرسالهم إلى الملاجئ المختلفة في جميع أنحاء المدينة، إلا أن التقارير تشير الآن إلى أن هذه الملاجئ أصبحت ممتلئة.
في تموز/ يوليو، أعلن آدامز أن مدينة نيويورك ستبدأ في تثبيط طالبي اللجوء من تقديم طلبات اللجوء في المدينة، عبر توزيع منشورات على الحدود الجنوبية وتحذير المهاجرين من أنه “لا يوجد ضمان” على أنهم سيحصلون على مأوى أو خدمات بسبب “عدم توفر مكان في المدينة”، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
في آب/ أغسطس، طلبت المدينة الإذن من الولاية لتوزيع إشعارات بحد زمني مدته 60 يومًا لطالبي اللجوء البالغين المقيمين في ملاجئ وزارة خدمات المشردين، في خطوة تهدف إلى إفساح المجال للعائلات التي لديها أطفال، والتي تقول المدينة إنهم يشكلون حاليًا عدداً كبيراً من طالبي اللجوء تحت رعاية وزارة الأمن الوطني.
وبرغم ذلك، فقد احتفظت مدينة نيويورك منذ فترة طويلة بوضعها كـ “مدينة الملاذ الآمن” التي تضمن حق المأوى للجميع.
إذن، أين هو الملاذ الآمن، كما يقول المناصرون؟
وقالت أداما باه: “من المفترض أن نكون مدينة ملاذ آمن، لكننا لسنا كذلك”.
بداية الأزمة
تنشط أداما في مجال حقوق المهاجرين، فقد هاجرت من كوناكري مثل إبراهيم، لكنها كانت مجرد طفلة، ففي عام 2005، عندما كان عمرها 17 عامًا فقط، اعتقلت هي ووالدها على أيدي عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأمضت أداما أسابيع في مركز الاحتجاز حيث تم استجوابها بشبهة الإرهاب، حيث زعم في ذلك الوقت تقرير حكومي سري تم تسريبه إلى وسائل الإعلام أن أداما يمكن أن تشكل تهديدًا للأمن القومي، لكن التقرير كان يفتقر إلى أدلة قوية تدعم هذا الادعاء.
بينما تم ترحيل والدها إلى غينيا، اطلق سراح أداما بعد ستة أسابيع من الاحتجاز وأجبرت على العيش تحت الإقامة الجبرية الجزئية مع سوار في الكاحل وحظر التجول بفرض من الحكومة، بالإضافة إلى حكم من المحكمة يمنعها من التحدث عن القضية.
والآن، تقضي أداما أيامها في الدفاع عن حقوق المهاجرين الذين يريدون فقط مكانًا آمنًا للإقامة.
“عانيت كثيرا، وكنت أعلم أن طالبي اللجوء سيأتون وسيعانون أيضًا، لأن النظام لم يوضع من أجلي، ولن يوضع من أجلهم”.
وتعد أداما من أوائل الأشخاص الذين استقبلوا طالبي اللجوء والمهاجرين عند نقطة دخولهم، سواء في المطار أو محطة الحافلات، حيث تقابلهم هي وفريقها قبل أن يحيلونهم إلى مكان للإقامة اعتمادًا على ما يحتاجون إليه.
وأوضحت أن الناس من العديد من المجموعات العرقية يأتون ويتحدثون العديد من اللغات.
وأضافت: “لكننا لسنا مستعدين لذلك، المدينة على وجه التحديد ليست مستعدة لاستقبالهم، يأتي الناس من جميع مناحي الحياة، وجميع الأديان، والمعتقدات، والأجناس، لكن المدينة ليست جاهزة لذلك.”
وفي حزيران/ يونيو، أعلن آدامز أن دور العبادة، التي تشمل الكنائس والمعابد اليهودية والمساجد، ستوفر المأوى لنحو 1000 مهاجر كجزء من خطة جديدة.
تهدف الاتفاقية التي تمتد لمدة عامين مع New York Disaster Interfaith Services، والتي تتألف من متطوعين دينيين، إلى إشراك ما يصل إلى 50 مؤسسة دينية مجهزة بأماكن للاستحمام، ومرافق لتناول الطعام، ومناطق تخزين للأسرة، وغيرها من المرافق الأساسية للإقامة الليلية.
وفي آب/ أغسطس من هذا العام، اتصل آدامز بالحكومة الفيدرالية طالبًا المساعدة، ودعا، مثل نظرائه الجمهوريين، الرئيس جو بايدن إلى إعلان حالة الطوارئ بشأن طالبي اللجوء، قائلا إن ذلك سيكلف نيويورك 12 مليار دولار في السنوات المقبلة.
ويصل المهاجرون إلى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة، خاصة منذ انتهاء القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا.
ففي أيار/ مايو، أعلنت إدارة بايدن أنها سترفض طلبات اللجوء للمهاجرين الذين يصلون إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دون التقدم أولاً عبر الإنترنت أو طلب الحماية في إحدى البلدان التي مروا بها.
على الرغم من مواجهة درجات الحرارة الشديدة وصحراء أريزونا الغادرة، فقد حدثت زيادة كبيرة في عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني، خاصة بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى لها منذ عامين في حزيران/ يونيو، حسبما ذكرت شبكة سي بي إس نيوز.
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن عملاء حرس الحدود في قطاع توكسون، الذي يشمل غالبية حدود أريزونا مع المكسيك وأجزاء من صحراء سونوران، أبلغوا عن ارتفاع أعداد المهاجرين إلى حوالي 1900 مهاجراً يوميًا، ويمثل هذا زيادة بنسبة 134% عن متوسط شهر حزيران/ يونيو حيث بلغ عدد المهاجرين 812.
إنها ليست مجرد أزمة في الولايات المتحدة، فالناس يهربون إلى أي بلد يمكن أن يحميهم، وفي حزيران/ يونيو، قال الاتحاد الأوروبي إنه قد يقرض تونس أكثر من مليار دولار للمساعدة في تطوير اقتصادها المنهك وإنقاذ المالية العامة للدولة والتعامل مع أزمة الهجرة، مع أن معظم الأموال مشروطة بموافقتها على إصلاحات اقتصادية صعبة.
وتعتقد أداما أنه يجب القيام بشيء ما، حيث قالت: “مدينتنا لم ترغب في الاستعداد لهذه الأزمة، لقد توجب علينا أن نكون مصرين على رأينا، إذ لم ترغب المدينة قط في استقبال المهاجرين أو الترحيب بهم”.
وقالت: “عندما لا ترغب في الترحيب بشخص ما، فلن توفر له المساحة ولن تسمح له بالقبول في المجتمع، وهذا بالضبط ما فعله آدمز، لقد فعل ذلك حتى أصبح من الصعب عليهم أن يجدوا ملجأ ليقيموا فيه”.
وبرغم وجود العديد من المدافعين عن المهاجرين، إلا أن هناك الكثير ممن لا يريدونهم في الولايات المتحدة، إذ يزعم كثير من الناس أن المهاجرين يلتهمون الموارد، لكن ذلك بكل بساطة ليس صحيحاً، بحسب أداما.
وتابعت: “طالبو اللجوء غير مؤهلين للحصول على أية امتيازات، فكل ما نقدمه لهم الآن هو عمل أنشئ خصيصًا لهم بسبب هذه الأزمة”.
دورة لا تنتهي أبدا
وذكر إبراهيم أنه ترك عائلته خلفه، فلديه ولدان، واحد بعمر الستة أعوام وآخر بعمر الثلاث سنوات، موضحاً أنه لا توجد كلمات لوصف مدى افتقاده لهم.
وقال بحزن: “إذا كانت هناك إمكانية لرؤيتهم، حتى لو كان ذلك اليوم، والله سأفعل ذلك، فأنا أفتقدهم كثيراً.”
كما أنه يفتقد طعام بلاده، حيث يستغرق الأمر ساعة ونصف للوصول إلى مطعم يقدم أطعمة غرب أفريقيا التي تذكره بالوطن.
ويدرك إبراهيم أهمية وجوده في الولايات المتحدة، فهو يريد مواصلة دراسته في العلوم الزراعية والشعور بالحماية، لكنه يريد أيضًا حماية أسرته ومنحهم حياة أفضل.
ويضيف إبراهيم أن ترك المهاجرين لعائلاتهم هو تضحية كبيرة يقوم بها العديد منهم عندما يخوضون غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى الولايات المتحدة.
هذا ما قاله المهاجرون لأداما باه عندما استقبلتهم فور خروجهم من حافلاتهم، وهذه هي الرسالة التي تنقلها بدورها إلى من يستمع لاتصالاتها، حيث تناشدهم لإفساح المجال لأولئك الذين لا يريدون غير حياة أفضل.
حين ترحب سونيا علي بالناس في المسجد، تخبرهم أن الأمر سيكون على ما يرام، وهي تفعل ذلك مع القادمين توالياً حيث يصل في الشهر الواحد عشرة آلاف مهاجر في دورة هجرة لا تلوح نهايتها في الأفق.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)