دعت المنظمات الإسلامية في نيويورك رواد المساجد والمصلين فيها إلى تجنب دعوة أي مسؤول أمريكي لم يدع إلى وقف إطلاق النار في غزة إلى الأنشطة الرمضانية وعدم تلبية أي دعوة توجه للمسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وأصدر مجلس الشورى، المعروف باسم مجلس القيادة الإسلامية في نيويورك بياناً أعلن فيه أن صمت القادة السياسيين “مخيب للآمال للغاية” سواء كان ذلك على مستوى الولاية أو المستوى الفيدرالي.
وأكد البيان على ” وجوب أن تبقى المساجد مواقع للعبادة والراحة المجتمعية والروحية، بمنأى عن اضطرابات الشؤون الدنيوية، خاصة خلال هذه الأوقات الحرجة”.
ونصح المجلس في بيانه المصلين في المساجد وكافة المسلمين في الولاية بـ ” انتهاج سياسة صارمة لمنع دخول السياسيين والحملات السياسية إلى داخل أماكننا المقدسة خلال شهر رمضان واحتفالات العيد وصلاة الجمعة”.
ومما ورد في البيان: ” نعتقد أن من شأن وجود سياسيين أو تقديم خطاب سياسي في هذه الأماكن أن يزعج المصلين الذين يعانون بالفعل من الظلم العالمي، وأن ينتهك قدسية عبادتنا وكرامة عقيدتنا”.
وجرت العادة أن يقوم المسؤولون المنتخبون وأولئك الذين يخططون للترشح للمناصب القيادية بزيارة المساجد لجذب الناخبين المسلمين، وفي كثير من الأحيان، تقوم المساجد بدعوة المسؤولين المنتخبين للتحدث وإظهار دعمهم للمسلمين، لكن المنظمات الإسلامية تقول إن الأمر لم يعد يستحق العناء.
ويتزامن هذا الموقف في نيويورك مع إعلان وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع ارتفع إلى 31112، بالإضافة إلى أكثر من 72400 جريح وما لا يقل عن 7000 مفقود، يعتقد أنهم قضوا نحبهم ودفنوا تحت الأنقاض، فيما تؤكد المعطيات أن أغلبية الضحايا هم من النساء والأطفال.
في أولى ليالي شهر رمضان المبارك الذي بدأ يوم الأحد اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين المسلمين بالضرب ومنعتهم من دخول المسجد الأقصى المبارك في القدس.
وذكر مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة لقناة الجزيرة أن القطاع عاش وضعاً إنسانياً مأساوياً في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك وأن آلاف الفلسطينيين لم يجدوا وجبة إفطار مساء الاثنين.
وبالعودة إلى مجلس الشورى في نيويورك فقد حث في بيانه ” المسؤولين والقادة المنتخبين، وخاصة أولئك الذين يدعون أنهم يحملون قيم الخوف من الله، على التأمل في مسؤولياتهم والتصرف بشكل حاسم لوقف إزهاق أرواح الأبرياء لكسب ثقة المجتمع المسلم”.
وأضاف البيان: ” التقوى والقيادة الحقيقية تتجاوز مجرد الخطابة لتشمل الإجراءات الجريئة والمبدئية التي تعكس مبادئ العدالة والإنسانية.”
الدعوة إلى وقف إطلاق النار
ومنذ يوم 7 آذار/ مارس، دعا ثمانية من أصل 26 عضواً في كونغرس نيويورك، وأربعة من أصل 63 عضواً في مجلس شيوخ ولاية نيويورك، وثمانية من أصل 150 عضواً في مجلس نيويورك، و17 من أصل 51 عضواً في مجلس مدينة نيويورك، إلى إجراء مؤقت أو وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
لكن عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز لم ينضم إلى دعوات وقف إطلاق النار، وهو الذي سبق له أن واجه في شباط/ فبراير متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين هتفوا ضده ، فتوجه نحو أحدهم وقال: ” أحضر الرهائن إلى الوطن”.
وخلال الشهر الماضي، دعت عضو مجلس مدينة نيويورك شاهانا حنيف إلى مقاطعة أي فعاليات يستضيفها آدامز خلال شهر رمضان، قائلةً: ” رمضان على الأبواب، علينا مقاطعة إفطار رئيس البلدية، لا تسمحوا لزملائي بالذهاب إلى المساجد في أحيائنا إذا لم يطالبوا بوقف دائم لإطلاق النار”.
وأشارت حنيف إلى أن المجتمع المسلم في مدينة نيويورك “واضح تماماً في مطالبته بوقف دائم لإطلاق النار”.
وأوضحت قائلة: ” بينما يحتفل المجتمع المسلم في مدينة نيويورك بشهر رمضان، نشعر بالحزن على المذبحة الجماعية في غزة ونصلي من أجل التحرر والرحمة والسلامة والتعاطف، نعم إن حزننا غامر مع تجاوز عدد الضحايا 31 ألفاً”.
وأردفت أنه ” يجب على السياسيين الذين ينكرون إنسانية أشقائنا في غزة أن يتوقعوا أن يتم الضغط عليهم من أجل وقف إطلاق النار إذا قاموا بزيارة لنا”.
أما نورا فاروق وهي أم فلسطينية وناشطة في لونغ آيلاند بنيويورك فقالت إن ” العمل مع أولئك الذين يجوعون إخواننا وأخواتنا وتناول الطعام معهم هو عار بالنسبة لنا كجزء من الأمة الإسلامية.
وأضافت فاروق، وهي أيضاً من مؤسسي Mothers4Justice الداعمة لفلسطين والأطفال الفلسطينيين إنه ” أمر مخل بالأخلاق التي ندافع عنها ويشكل سابقة خطيرة نتخلى بموجبها عن أنفسنا وأخلاقنا”.
وفي نيوجيرسي، أصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) دليلاً للمساجد، يسلط الضوء على حقها في الترحيب فقط بالمسؤولين الحكوميين الذين يدعمون وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان.
وأوضحت دينا سيد أحمد، مديرة الاتصالات في ولاية نيوجيرسي أن المساجد كانت دائماً أكثر من مجرد مكان للعبادة وأن الحركات الاجتماعية غالباً ما كانت تنطلق منها”.
وأشارت إلى أنه ” من التناقض أن يقوم المسؤولون الرسميون بزيارة المساجد سعياً للحصول على دعم المجتمع المسلم، ثم يغضون الطرف عن الإبادة الجماعية المستمرة والموثقة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة خلال واحد من أقدس أوقات الإسلام في السنة”.