مسلمو بريطانيا يطالبون ستارمر بالاعتراف بفلسطين ووقف دعم الاحتلال

وقّعت مئات المنظمات والشخصيات البارزة في المجتمع المسلم رسالةً تحثّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطينية ووقف جميع أشكال الدعم العسكري للاحتلال.

ومن المزمع أن يُسلّم المجلس الإسلامي البريطاني الرسالة إلى مقرّ رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت يوم الثلاثاء.

وتقول الرسالة: “على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، شهدنا مجازر عشوائية بحق الفلسطينيين يوميًا، ولم نجد دعمًا يُذكر من الحكومة لاتخاذ خطوات عملية لمنع ذلك”.

وورد في الرسالة أيضاً أنه “إلى جانب التصريحات الغامضة والملتبسة، كانت الإجراءات عكس ذلك تماماً، بما في ذلك توريد قطع غيار الأسلحة، ورحلات المراقبة الجوية، أو السماح بحرية مرور المواطنين البريطانيين للانضمام إلى جيش الاحتلال”.

وأضافت الرسالة أنه في حين رُحّب باللاجئين الأوكرانيين “بحفاوة بالغة” عقب الغزو الروسي، تعهد ستارمر “بسد الثغرة” عندما سعت عائلة فلسطينية من غزة إلى استخدام النظام نفسه للحصول على اللجوء.

وجاء في الرسالة: “على الرغم من أن لكلا الصراعين سماته الفريدة، فإن المدنيين الفلسطينيين الذين يُقتلون بعشرات الآلاف ليسوا أقل إنسانيةً ولا أقل استحقاقًا لحق تقرير المصير والسلامة”.

ومضى الموقعون على الرسالة يقولون: “بصفتنا مواطنين بريطانيين، لا يمكننا بضمير حي أن نقبل تورط أمتنا أو كلمات الإدانة الجوفاء فيما وصفته العديد من الوكالات والهيئات والخبراء بأنه إبادة جماعية”.

وتقدم الموقعون بأربعة مطالب لحكومة المملكة المتحدة: الحث على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والوقف الفوري لجميع صادرات الأسلحة والدعم العسكري لحكومة الاحتلال، والمطالبة بإنهاء عمليات القتل الجماعي وإعادة جميع الرهائن والاسرى، والاعتراف بفلسطين دولةً ذات سيادة ومستقلة.

وقد جاء ذلك في اليوم نفسه الذي التقى فيه ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي بمحمد مصطفى، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية.

وأعلنت المملكة المتحدة عن حزمة دعم بقيمة 101 مليون جنيه إسترليني للأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما وقّع لامي مذكرة تفاهم مع مصطفى للاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من حل الدولتين.

ووقّع رسالة الثلاثاء ممثلون عن عدة مساجد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بالإضافة إلى جمعيات خيرية إسلامية وهيئات مجتمعية.

وقال واجد أختر، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، أن الجاليات المسلمة البريطانية “تدعو ببساطة إلى سياسة خارجية متجذرة في العدالة والإنسانية والقانون الدولي”.

وقال أختر: “لقد حشدنا، بحق، تحالفًا من الراغبين في معارضة الاحتلال الروسي غير الشرعي لأوكرانيا، إلا أن الاحتلال غير الشرعي لفلسطين والقتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين يُقابلان بالصمت”. 

وأضاف: “نحث رئيس الوزراء كير ستارمر على إظهار قيادة أخلاقية والتحرك بسرعة، فبريطانيا قادرة على قيادة الجهود الدولية لإنهاء الصراع والاعتراف بدولة فلسطينية”.

وتعترف حوالي 150 دولة من حول العالم بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك النرويج وإسبانيا وأيرلندا التي اعترفت بها العام الماضي، وقد أشارت فرنسا مؤخرًا إلى أنها قد تعترف بفلسطين في يونيو/حزيران.

لكن حكومة حزب العمال البريطانية أعلنت عن دعمها الرسمي لقيام دولة فلسطينية “في الوقت المناسب” وليس بشكل أحادي.

وقال أختر: “ستكون مأساةً أن تُضيّع بريطانيا هذه الفرصة لتكون على الجانب الصحيح من التاريخ، وأن تقود قضيةً التزمت بها كل حكومة، لكنها لم تُنفّذ أي إجراء بشأنها”.

مقالات ذات صلة