احتشد مئات المسيحيين الأمريكيين أمس الاثنين في مكاتب الكونغرس المحلية في 20 مدينة أمريكية لحث المسؤولين المنتخبين على الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.
وأطلق ائتلاف “المسيحيون من أجل فلسطين حرة” فعاليات الاحتشاد التي طالبت المسؤولين كذلك برفض الصهيونية المسيحية، وهي الأيديولوجية التي تبني دعمها السياسي لإسرائيل على نبوءات الكتاب المقدس.
وذكرت الناشطة في الائتلاف سيشيا لي أنه: “لا ينبغي استخدام المسيحية لإعطاء الأولوية لأسلحة الحرب على سلام الناس في مجتمعاتنا المحلية وسلامتهم وفي جميع أنحاء العالم”.
وأوضحت في بيان: “الصهيونية المسيحية والقومية المسيحية تعملان أيديولوجياً جنباً إلى جنب على تبرير العنف ضد الآخرين، وتغذيان معاداة السامية والعنف ضد المسلمين، وتمكنان حالياً من الإبادة الجماعية، علينا بدلاً من ذلك أن ننتقل إلى طريق يسوع التحرري، الذي حارب الإمبراطورية وأعلن أن طوبى لصانعي السلام”.
ويقول الائتلاف إن الصهيونية المسيحية هي “قوة سياسية ومالية كبرى تدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين”.
ويضم الائتلاف مسيحيين من خلفيات مختلفة، بما في ذلك المشيخيين والكاثوليك والأرثوذكس واللوثريين، بالإضافة إلى حلفاء من بينهم الكويكرز.
ويعد احتشاد يوم الاثنين واحداً من العديد من جهود الضغط التي تمت في الأسابيع الأخيرة للدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة.
وشهدت جميع أنحاء الولايات المتحدة مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين رغم دعم إدارة بايدن الكاملة للحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الثاني/ أكتوبر.
لكن الحراك الجديد الذي يقوده المسيحيون هو أحد التحركات القليلة التي توجه الإدانة المباشرة إلى الصهيونية المسيحية.
وتتمحور أيديولوجية الصهيونية المسيحية حول الاعتقاد بأن دولة إسرائيل الحديثة هي مظهر من مظاهر النبوءات في الكتاب المقدس وأن مصير الولايات المتحدة ذاته مرتبط بشكل نبوي بإسرائيل.
وأنفق المسيحيون الصهاينة، الذين يبلغ عددهم نحو 20 مليوناً في الولايات المتحدة، ملايين الدولارات على مدى العقود الماضية سعياً إلى توسيع إسرائيل.
وتعد منظمة المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل (CUFI)، التي أسسها القس جون هاجي، واحدة من أكبر المنظمات الصهيونية المسيحية وتدعي أن لديها أكثر من 10 ملايين عضو.
وقد رعى الصهاينة المسيحيون هجرة آلاف اليهود من روسيا وإثيوبيا ودول أخرى، كما ساهموا بملايين الدولارات في بناء مستوطنات جديدة في المناطق الفلسطينية المحتلة لإيواء المهاجرين.
وقال جوناثان برينمان، عضو المينونايت الفلسطيني في القيادة الوطنية للمسيحيين من أجل فلسطين حرة، في بيان له: “إن الصهيونية المسيحية ليست أيديولوجية هامشية لأقلية من المسيحيين، بل هي موقف راسخ على نطاق واسع، وهي قوية سياسياً ومالياً”.
وأضاف: “ولكن كما تظهر أحداث اليوم، سيكون هناك دائماً من في ديننا من يتحدثون ضد هذه الأيديولوجية البغيضة”.