مسيرة إسرائيلية تغير على منشأة عسكرية إيرانية 

مسيرة إسرائيلية تغير على منشأة عسكرية إيرانية

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أمريكيين ومصادر مطلعة أن إسرائيل نفذت هجوما بطائرة مسيرة على منشأة دفاعية في مدينة أصفهان الإيرانية.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الضربة هي الأولى التي تنفذها إسرائيل منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى السلطة الشهر الماضي، مضيفة أن الهجوم جاء وسط محادثات بين القدس وواشنطن بشأن سبل جديدة لمواجهة طهران، بما يشمل تعاونها العسكري المتزايد مع روسيا.

وكان نتنياهو قد صادق على تنفيذ سلسلة من العمليات الجريئة داخل إيران عندما خدم آخر مرة في رئاسة الحكومة الإسرائيلية من 2009 إلى 2021.

وقال التقرير أيضا إن الطائرات المسيرة استهدفت مصنعا للذخيرة بجوار منشأة تابعة لمركز أبحاث الفضاء الإيراني، الخاضع للعقوبات الأمريكية بسبب نشاطه المزعوم في مجال الصواريخ الباليستية.

ووصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الهجوم الإسرائيلي بالضربة الجبانة.

وبحسب الخدمة الإخبارية الحكومية PadDolat فقد قال عبد اللهيان إن “مثل هذه الإجراءات لا يمكن أن تؤثر على تصميم خبرائنا ونواياهم من أجل التقدم النووي السلمي”.

ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجوم، لكن إسرائيل، العدو اللدود لإيران أعلنت مرارا أنها مستعدة لضرب أهداف إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في كبح برامج طهران النووية أو الصاروخية، مبينة أنها تتبع سياسة الامتناع عن التعليق على حوادث محددة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون البريجادير جنرال باتريك رايدر إن أي قوات عسكرية أمريكية لم تشارك في الضربات على إيران، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.

أضرار طفيفة

من جهتها ذكرت وزارة الدفاع الإيرانية لوكالة أنباء إيرنا الحكومية إن دفاعاتها الجوية تصدت للطائرة المسيرة وفجرتها مساء السبت.

وقالت الوزارة “لحسن الحظ، لم يتسبب هذا الهجوم الفاشل في خسائر في الأرواح وألحق أضرارا طفيفة بسقف الورشة”.

وجاء في بيان وزارة الدفاع أن “الهجوم لم يؤثر على منشآتنا ومهمتنا … ولن يكون لمثل هذه الإجراءات العمياء تأثير على استمرار تقدم البلاد”.

وفي عام 2021، تعهدت طهران بالانتقام من إسرائيل بعد أن اتهمت تل أبيب بتخريب محطة ناتانز للطاقة النووية.

وجاء هجوم السبت وسط توتر بين إيران والغرب بشأن النشاط النووي لطهران وإمدادها لروسيا بالأسلحة المستخدمة للقتال في أوكرانيا- بما في ذلك “الطائرات الانتحارية بدون طيار” بعيدة المدى -، كما جاء عقب شهور من المظاهرات المناهضة للحكومة في الداخل الإيراني.

وفي أوكرانيا، التي تتهم إيران بتزويد روسيا بمئات الطائرات بدون طيار لمهاجمة أهداف مدنية في مدن أوكرانية بعيدة عن الجبهة، ربط أحد كبار مساعدي الرئيس فولوديمير زيلينسكي الحادث مباشرة بالحرب هناك.

وكتب ميخايلو بودولياك في تغريدة على تويتر: “ليلة متفجرة في إيران” “لقد حذرتك”.

واعترفت إيران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لكنها تقول إنها أرسلت قبل غزو موسكو لأوكرانيا العام الماضي، فيما تنفي موسكو استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، على الرغم من إسقاط العديد منها والسيطرة عليها هناك.

الاتفاق النووي الإيراني

وكانت إيران ومجموعة دول P5+1، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، قد توصلت إلى اتفاق في عام 2015 لوضع قيود على برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات عن طهران.

وفي عام 2018، وعلى الرغم من امتثال طهران للاتفاق، انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران.

وعارضت إسرائيل، إلى جانب حلفاء الولايات المتحدة من دول الخليج العربي، اتفاق 2015، وانتقده نتنياهو علنًا، مما أدى إلى توتير العلاقة مع واشنطن.

ومنذ توليه منصبه، سعى الرئيس جو بايدن إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية – التي يطلق عليها رسميًا خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) – لكن مساعي إحياء الاتفاق أخفقت حتى الآن على الرغم من شهور من المحادثات في فيينا.

وقال دبلوماسي إيراني سابق الأسبوع الماضي إن الأحداث المحلية والعالمية، وليس أقلها غزو روسيا حليف إيران الوثيق لأوكرانيا، يبدو أيضًا أنها تسببت في تقويض فرص العودة إلى الاتفاق.

وأوضح “في الوقت الحالي، لا تزال الولايات المتحدة على استعداد لتوقيع الاتفاق، لكن ليس لدينا الكثير من الوقت”. مضيفا “شخصيا ليس لدي أي أمل لأن أوروبا الغاضبة والولايات المتحدة تنتظر على ما يبدو نقطة تحول في حرب أوكرانيا لزيادة الضغط و … إعادة جميع قرارات مجلس الأمن الخطيرة ضد إيران.”

مقالات ذات صلة