أسفرت الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال عن تدمير ما لا يقل عن 891 مبنى تشكل نحو ربع مباني مدينة درنة الساحلية الليبية وفقاً لما أكدته وسائل إعلام حكومية.
وأدت الفيضانات الناجمة عن انهيار سدين في المدينة إلى تجريف أحياء بأكملها، حيث لقي أكثر من 11300 شخص حتفهم وما زال أكثر من 10000 في عداد المفقودين.
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية الليبية أن ما يقدر بنحو 211 مبنى إضافيًا تضررت جزئيًا من الفيضانات التي اجتاحت المدينة، فيما طُمر نحو 398 مبنى آخر بالوحل، مما ترك عشرات الآلاف من الناجين بلا مأوى أو مكان يقيمون فيه.
وألحقت الفيضانات دمارًا في المدارس والطرق والمستشفيات، لتزيد من التحديات التي يواجهها الناجون، فضلاً عن تعقيد مهمة إيصال المساعدات الطارئة إلى المناطق الأكثر تضرراً.
ونشر الناجون من الكارثة صورًا عبر الانترنت تظهر حجم الدمار الهائل الذي سببته الكارثة، حيث أظهرت الصور سيارات جرفتها المياه وقد حُشرت بين الأشجار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أجزاء واسعة من المدينة غارقة في الطين، فيما جرفت المياه عدداً من المباني.
وألحقت الفيضانات الضرر بالمواقع الأثرية والتاريخية مثل الموقع المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في مقاطعة برقة القديمة، على سفوح الجبال الخضراء.
ودُفنت العديد من المقابر وحجارة الأضرحة وغيرها من الهياكل الأثرية التي ترجع إلى العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية تحت الطين أو حملتها السيول المائية إلى الوديان السفلية لمنطقة المنصورة.
وأبدى الكثير من المهتمين مخاوفهم بشأن بقايا المواقع القديمة التي تقع بالقرب من الساحل.
وعصفت الاضطرابات الناجمة عن الصراعات السياسية بمدينة درنة التي واجهت الإهمال خلال العقد الماضي، حيث كانت من أوائل المدن التي انتفضت ضد معمر القذافي في عام 2011، قبل أن تخضع لحصار امتد لثلاث سنوات من قبل خليفة حفتر في العام 2015.
وخلال الفترة الواقعة ما بين أيار/ مايو 2018 وكانون الثاني / يناير 2019، أخضع حفتر المدينة بعد أن شن هجوماً عنيفاً لإخراج الجماعات المسلحة المناوئة له منها بغية تأكيد سلطته على شرق ليبيا.