وفقاً لتقرير نشره موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يواصل حصار غزة، متجاهلاً ظهور “أزمة كبيرة” في الوضع الإنساني المتردي في القطاع الذي ظل بدون أي مساعدات إنسانية خلال الـ 51 يوماً الماضية بعد أن أعلنت إسرائيل حصارها التام.
في حديث مع الموقع الإسرائيلي، فقد قدرت مصادر في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، أنه “في غضون أسبوعين، سوف تبدأ أزمة كبيرة في قطاع غزة فيما يتعلق بالغذاء والمعدات الطبية والأدوية”، مع الإشارة إلى أن الفلسطينيين في غزة “سوف يتكيفون مع الوضع خلال الأشهر المقبلة طالما لديهم الدقيق والماء والمأوى” على حد وصفهم.
من جهة أخرى، وفي بيان صدر مؤخراً، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بأنه ومنذ بدء الحصار الإسرائيلي، “لم يُسمح لشاحنة واحدة تحمل الغذاء أو الوقود أو الدواء أو أي ضروريات أخرى بالدخول، بغض النظر عن مدى أهميتها لبقاء الناس على قيد الحياة”.
وقد ذكرت وكالة الأمم المتحدة بأن “الوضع الإنساني في غزة من المرجح الآن أن يصبح الأسوأ منذ 18 شهراً منذ اندلاع الأعمال العدائية”.
كل هذا لا يهم القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، بل الأهمية، وفقاً لتقرير والا، هي القضاء على حماس، حيث ادعت مصادر في وحدة الجيش الإقليمية بقيام حماس باستخدام الأزمة الإنسانية الحادة “لإجبار إسرائيل على توصيل الغذاء والدواء” كوسيلة ضغط.
وقد ذكر تقرير منفصل لقناة كان 11 الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن المساعدات الإنسانية سوف تنفد في غضون شهر، وبأن الحصار الكامل على غزة باعتقاد الجيش سوف يساعد على إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس، وإلا “سيزداد الوضع في غزة سوءاً”.
“لا مساعدات إنسانية”
مؤخراً، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش يخطط لاستئناف إمداد غزة بالمساعدات الإنسانية، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أوضح في بيان على حسابه في اكس بأن “سياسة إسرائيل واضحة ولا توجد مساعدات إنسانية على وشك الدخول إلى غزة”.
وأضاف كاتس: “منع المساعدات الإنسانية لغزة هو أحد أدوات الضغط الرئيسية على حماس، فلا أحد يذهب في الواقع الحالي لإيصال أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ونحن لا نفكر بإدخال أي نوع من المساعدات إلى غزة”.
“المواصي لم تعد تعتبر منطقة محمية، ولا يستبعد الجيش سيناريو يكون من الضروري فيه نقل السكان المدنيين من هذه المنطقة أيضاً” – تقرير في صحيفة هآرتس نقلاً عن جيش الاحتلال الإسرائيلي
في مارس الماضي، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع التماساً تقدمت به عدد من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية لإلزام إسرائيل بتقديم المساعدات إلى غزة، فبحسب المحكمة، فإن الدولة ليست ملزمة بتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة.
من جهة أخرى، فقد أكد موقع والا أن تنفيذ سياسة المساعدات الإنسانية الإسرائيلية يتم بتنسيق ودعم كاملين من الولايات المتحدة، حيث أعرب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عن دعمه لسياسة إسرائيل ورفض طلب منظمة الصحة العالمية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتجديد المساعدات، وقد قال هوكابي في مقطع فيديو نُشر على حسابه على اكس: “ما رأيك في ممارسة الضغط في مكانه الصحيح، على حماس”.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” قبل أيام، فقد تمت مناقشة استئناف المساعدات الإنسانية لغزة على أعلى المستويات في الجيش الإسرائيلي، وبحسب المخطط الذي ينوي الجيش العمل به، فإن توزيع المساعدات الإنسانية، في حال تجديدها، سوف يتم في “مواقع توزيع الإمدادات” التي سيقيمها الجيش في جنوب ووسط غزة.
“ممر إنساني”
لقد اضطر عدد كبير من الفلسطينيين إلى النزوح إلى جنوب غزة حول منطقة المواصي، التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها “منطقة إنسانية” – وهي منطقة يواصل مع ذلك قصفها.
وبحسب تقرير لصحيفة هآرتس، فإن المواصي “لم تعد تعتبر منطقة محمية، ولا يستبعد الجيش سيناريو يكون من الضروري فيه نقل السكان المدنيين من هذه المنطقة أيضاً”.
على الصعيد العالمي، فقد تم إدانة الحصار الشامل المفروض على غزة، حيث وصف السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز ما حدث بأنه “جريمة حرب” داعياً الولايات المتحدة ” إلى وضع حد لتواطئها، فلا مزيد من المساعدات العسكرية لآلة الحرب التابعة لنتنياهو”.
رداً على ساندرز، كتب يسرائيل كاتس على اكس: “إسرائيل تتصرف بما يتفق تماماً مع القانون الدولي، حيث تتم مراقبة الوضع الإنساني في غزة باستمرار ويتم تسليم كميات كبيرة من المساعدات. وكلما أصبح من الضروري السماح بمساعدات إضافية، يجب التأكد من أنها لا تمر عبر حماس”.