اندلعت مسيرات نظمها المصلون في مسجد الأزهر عقب صلاة الجمعة في القاهرة احتجاجاً على القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، فيما هتف المصريون هتافات داعمة للفلسطينيين، وفقًا للقطات تمت مشاركتها عبر الإنترنت.
وتأتي الاحتجاجات التضامنية ردًا على القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر لليوم السابع على التوالي، وحتى الآن، أدى القصف إلى مقتل 500 طفل فلسطيني و276 امرأة من بين إجمالي 1537 شخصًا تم انتشالهم من تحت أنقاض المباني المدنية التي تعرضت للقصف في القطاع.
كما شهدت العديد من الدول العربية احتجاجات مماثلة عقب صلاة الجمعة، بما في ذلك الأردن، والعراق، واليمن، وقطر.
وجاءت الحملة العسكرية رداً على هجوم مفاجئ متعدد الجبهات شنته حماس على مستوطنات غلاف غزة يوم السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ وأرسلت مقاتلين إلى إسرائيل براً وجواً وبحراً، في عملية نوعية أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأسر حوالي 130 إسرائيليين آخرين في غزة.
ويهتف المتظاهرون من أجل “فلسطين حرة”، ويرددون الشعارات الثورية التي شاركتها مؤسسة الأزهر في وقت سابق من هذا الأسبوع، داعيين الفلسطينيين إلى “الموت على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداء، بدلاً من تركها للمستعمرين”.
وتأتي الاحتجاجات بعد أن دعا الفلسطينيون إلى إظهار الدعم العالمي يوم الجمعة، حيث أمرت إسرائيل بالتهجير القسري للفلسطينيين من شمال غزة باتجاه الجنوب.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، الجمعة، إنه يجب على المدنيين مغادرة مدينة غزة شمالاً، وأنه لن يسمح لهم بالعودة “حتى نسمح بذلك” وحتى “إصدار بيان يسمح بذلك”.
لكن الكثيرين يرفضون مغادرة منازلهم، خوفا من تكرار نكبة عام 1948، عندما طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، وظلوا لاجئين لما يزيد عن سبعة عقود.
وكان الأزهر، أعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، قد أعلن يوم الأربعاء أن “دعم المدنيين الفلسطينيين الأبرياء عبر القنوات الرسمية هو واجب ديني وقانوني وأخلاقي وإنساني، ولن يرحم التاريخ من أهمله”.
وأدان بيان الأزهر الشريف “جرائم الحرب الإسرائيلية” المتمثلة في قتل المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال، في قطاع غزة المحاصر منذ يوم السبت.
وتعليقاً على الأمر الإسرائيلي بالتهجير القسري لأهالي غزة باتجاه مصر، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس إن على سكان غزة “الثبات والبقاء على أرضهم”، مضيفاً أن حكومته ملتزمة بضمان توصيل المساعدات الطبية والإنسانية بشكل آمن إلى غزة.
وكانت مصر أول دولة عربية تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ولعبت تقليدياً دور الوسيط للسلام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.