معاملة المعتقلين في مصر ترقى إلى مستوى التعذيب حسب منظمات حقوقية

دعت 51 منظمة حقوقية السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن داعية الحقوق والحريات الأمريكي المصري صلاح سلطان المحتجز تعسفيا في سجون مصر.

دخل صلاح سلطان، المقيم الدائم في الولايات المتحدة الأمريكية قائمة المختفين قسراً في حزيران/ يونيو 2020، بعد أيام فقط من رفع نجله محمد دعوى قضائية ضد الدولة المصرية بسبب التعذيب ومجموعة من الجرائم التي ارتُكبت بحقه قبل سنوات.

ويقضي سلطان الأب حاليًا عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن “بدر 1” شرق القاهرة، عقب تقديمه لمحاكمة جماعية شابتها انتهاكات واسعة للإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة.

وقالت المنظمات التي تضم مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (بوميد) وهيومن رايتس ووتش في رسالة يوم الأربعاء:” على الولايات المتحدة أن تحث مصر على الإفراج عن صلاح سلطان على الفور، وأن تسعى للحصول على علاج عاجل لظروفه الصحية”.

وأثارت المنظمات الحقوقية المخاوف بشأن الحالة الصحية لصلاح سلطان، مستشهدة برسالة مسربة في 20 مارس 2023، قال فيها صلاح إن سلطات السجن تحرمه من الرعاية الصحية الكافية رغم معاناته من أمراض القلب والكبد التي تهدد حياته.

وخلال زيارة حديثة لسجنه، قالت أسرة صلاح سلطان أن اثنين من الحراس قاما بحمله للانتقال من غرفته لعدم مقدرته على الانتقال على قدميه.

وأكد معتقلون سابقون عايشوا سلطان في سجنه أنه سبق أن انهار في زنزانته خلال شهر كانون الثاني / يناير الماضي.

وقال السجناء السابقون أنهم أطلقوا صرخات الاستغاثة طلبا للمساعدة قرابة سبع ساعات دون رد من السلطات المصرية. 

قالت هيومن رايتس ووتش أن الحرمان المتعمد من الرعاية الصحية قد يرقى إلى مستوى التعذيب.

وكانت أسماء النجار، زوجة صلاح سلطان قد أبلغت المنظمة الحقوقية باحتياج زوجها إلى جهاز مراقبة الجلوكوز ودعامات للرقبة والظهر وجهاز ضغط الدم. 

ويعاني صلاح سلطان من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب الكبد الوبائي سي.

وأكد آدم كوغل، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أن السلطات المصرية تتعمد انتهاك حقوق صلاح سلطان بعدم توفير الرعاية الصحية له.

وأضاف: “على السلطات أن تنقله على الأقل إلى منشأة طبية مؤهلة حيث يمكن للمهنيين الصحيين المستقلين معالجته دون عوائق”.

وقالت الجماعات الحقوقية إن صلاح سلطان يتعرض للاستهداف على ما يبدو انتقاما من مواقف نجله تجاه الحكومة المصرية. 

ورفع محمد سلطان، الذي أمضى 643 يومًا في السجن في مصر بعد اعتقاله في يوليو 2013، دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي في محكمة أمريكية العام الماضي.

واتهم محمد سلطان رئيس الوزراء السابق بالمسؤولية المباشرة عن إساءة معاملته التي شملت تعرضه لإطلاق نار وضرب وتعذيب.

وفي أيلول/سبتمبر، رفض قاضٍ أمريكي الدعوى مستشهداً بملف قدمته إدارة بايدن يؤيد الحصانة الدبلوماسية لببلاوي.

وتقدم الولايات المتحدة لمصر 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويًا، حيث واجه الرئيس بايدن ضغوطا داخل بعض دوائر الكونجرس للتراجع عن المساعدات بسبب سجل حقوق الإنسان في مصر.

وكمرشح رئاسي، تعهد بايدن بعدم تقديم “مزيد من الشيكات على بياض” لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأدان طرد مصر لمحمد سلطان والتهديدات الموجهة لأسرته ووصفها بأنها “غير مقبولة”.

مقالات ذات صلة