بقلم ريحان الدين
ترجمة وتحرير مريم الحمد
لاشك أن إسرائيل هي المشتبه به الرئيسي في اغتيال زعيم حماس، إسماعيل هنية، والذي قتل في طهران، فوفقاً لحماس، جاءت عملية الاغتيال نتيجة هجوم “صهيوني غادر” على منزله.
وفي حديثه لموقع ميدل إيست آي، فقد صرح مصدر مقرب من المسؤولين في الرئاسة الإيرانية أن هنية كان يقيم بالقرب من قصر سعد آباد في طهران عندما قُتل.
من جانبها، لم تعلق إسرائيل على وفاة هنية على الفور، فهي عادة لا تؤكد أو تنفي محاولات اغتيال على أراض أجنبية، ولكن اغتيال هنية يعد أحد عمليات اغتيال تتهم بها إسرائيل في إيران، من بينها اغتيالات ضباط عسكريين إيرانيين وعضو في تنظيم القاعدة ومجموعة من العلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
فما هي الاغتيالات التي شهدتها إيران واتهمت بها إسرائيل خلال السنوات الماضية؟
مسعود المحمدي
في يناير عام 2010، قُتل مسعود علي محمدي، الأستاذ المتخصص في فيزياء الجسيمات في جامعة طهران، في انفجار قنبلة تم التحكم بها عن بعد حيث كانت مثبتة على دراجة نارية بالقرب من منزله.
لقد كان محمدي من أنصار حركة المعارضة الإيرانية، مما دفع البعض لاتهام سلطات طهران بتنفيذ عملية الاغتيال، إلا أن المدعي العام في طهران ألقى اللوم على وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد، مشيراً إلى أن علي محمدي كان عالماً نووياً، وأن الولايات المتحدة وحلفاؤها كانوا يحاولون كبح البرنامج النووي الإيراني.
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الاتهامات بأنها “سخيفة”، فيما اعتقلت السلطات الإيرانية عدداً من المشتبه بهم واتهمتهم بالعمل لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي.
مجيد شهرياري
بعد 10 أشهر من اغتيال علي محمدي، قُتل عالم نووي آخر، هو مجيد شهرياري الذي كان أستاذاً في قسم الهندسة النووية في جامعة الشهيد بهشتي في طهران، في ظروف مماثلة، حيث توقف سائق دراجة نارية أمام سيارة شهرياري وألصق قنبلة، مما أدى إلى مقتله في الانفجار.
صرح الرئيس الإيراني آنذاك، محمود أحمدي نجاد، بأن الهجوم كان “بلا شك على يد النظام الصهيوني” وحلفائه الغربيين، فيما ذكرت قناة الجزيرة في ذلك الوقت أن شهرياري كان زميلاً لمحمدي.
داريوش رضائي نجاد
في يوليو عام 2011، تم اغتيال العالم داريوش رضائي نجاد، حيث أطلق رجلان يستقلان دراجة نارية النار على رضائي نجاد فقتل وأصيبت زوجته.
لقد ذكر تقرير غير مؤكد في إحدى الصحف الاستخبارية الإسرائيلية آنذاك، أن رضائي نجاد كان يعمل كعالم متفجرات نووي، إلا أن السلطات الإيرانية رفضت تلك المزاعم مؤكدة أنه مجرد أكاديمي.
من جانبه، صرح مصدر استخباراتي إسرائيلي لصحيفة دير شبيغل الألمانية آنذاك، أن الموساد كان وراء الهجوم، ولكن لم يعلق أي من المسؤولين الإسرائيليين على ذلك.
حسن طهراني مقدم
كان حسن طهراني مقدم من بين 17 عضواً في الحرس الثوري الإيراني قتلوا خلال انفجار في طهران في نوفمبر عام 2011، وكان مقدم يوصف بأنه “مهندس” برنامج الصواريخ الإيراني، وكان له دور حاسم في تطوير وحدات المدفعية والصواريخ.
في روايتها الرسمية، وصفت إيران الحدث بأنه “حادث” حصل أثناء النقل الروتيني للذخائر، إلا أن مصدر مقرباً من السلطات الإيرانية أكد لصحيفة الغارديان بأن العملية من تنفيذ الموساد، كما نقلت مجلة تايم عن مصدر استخباراتي غربي قوله أن الموساد هو المسؤول.
نفت طهران تلك التقارير، حيث أكد رئيس أركان القوات المسلحة أن “الحادث والانفجار الأخيرين لا علاقة لهما بإسرائيل أو أمريكا”.
مصطفى أحمدي روشان
وفي يناير عام 2012، تم اغتيال العالم الإيراني مصطفى أحمدي روشان، حيث تم استخدام سائق دراجة نارية مرة أخرى في عملية الاغتيال، بعد أن وصل إلى سيارة روشان وألصق قنبلة مغناطيسية قتلت العالم وسائقه.
كان روشان أستاذاً في إحدى الجامعات التقنية في طهران ومشرفاً على قسم في محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وقد ألقى نائب الرئيس آنذاك، محمد رضا رحيمي، اللوم في الهجوم على عملاء إسرائيليين.
عبدالله احمد عبدالله
في نوفمبر عام 2020، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن نائب زعيم القاعدة، عبد الله أحمد عبد الله، قد اغتيل على يد عملاء إسرائيليين في طهران قبل ذلك الإعلان بـ 3 أشهر.
يقال أن عبد الله، المعروف أيضاً باسم أبو محمد المصري، كان قد اغتيل على يد عميلين إسرائيليين كانا يستقلان دراجات نارية بناءً على طلب الولايات المتحدة، كما قُتلت مريم، أرملة حمزة نجل أسامة بن لادن وابنة عبد الله، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
يذكر أن عبد الله كان قد اتهم في الولايات المتحدة بتفجير سفارتيها في تنزانيا وكينيا عام 1998، ولكن لم تعترف لا إيران ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة علناً بعملية الاغتيال.
محسن فخري زاده
قُتل العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده بالرصاص في طهران في نوفمبر عام 2020.
لقد كان فخري زاده معروفاً بأنه مهندس البرنامج النووي العسكري الإيراني، وقد أصبح وجه الطموحات النووية الإيرانية عندما ورد اسمه في “التقييم النهائي” للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2015 للأسئلة المفتوحة حول البرنامج النووي الإيراني.
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فقد قتل فريق الموساد فخري زاده بمدفع رشاش محوسب لم يتطلب وجود عملاء في الموقع، وكان وزن الجهاز الذي تم تهريبه إلى إيران في أجزاء أصغر ثم أعيد تجميعه فيما بعد، حوالي طن!
حسن صياد خدايي
في مايو عام 2022، أطلق مسلحون على دراجات نارية النار على سيارة في طهران، مما أسفر عن مقتل ضابط كبير في الحرس الجمهوري هو حسن صياد خدايي، حيث ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية آنذاك أن خدايي قُتل بـ 5 طلقات نارية.
لقد كان خدايي عضواً في فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الجمهوري، وبحسب ما ورد فقد خدم في سوريا، وكان طهران قد حملت إسرائيل المسؤولية عن عملية الاغتيال وتعهدت بالانتقام.
من جانبها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين مطلعين على الأمر، أن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين بأنها كانت وراء عملية القتل.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)