تكشف النصوص التي نشرت للجمهور من الأرشيف الإسرائيلي الشهر الماضي النقاب عن محاولات الميليشيات الصهيونية لتجنيد ألمانيا النازية في معركتها ضد سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين.
فقد كتبت هآرتس:” بعد 81 عامًا، لا يزال من الصعب فهم كيف كان يمكن لليهود في أرض إسرائيل أن يؤمنوا بتجنيد ألمانيا النازية في الكفاح من أجل تحرير الوطن من السيطرة البريطانية”.
وتتضمن النصوص محضر استجواب إفرايم زيتلر، عضو ميليشيا ليحي الصهيونية قبل قيام إسرائيل، والذي اختطفه مقاتلو الهاغاناه الصهيونية شبه العسكرية عام 1942، حيث قال للمحققين:” سنتواصل مع أي قوة عسكرية مستعدة للمساعدة في إقامة مملكة إسرائيل، حتى لو كانت ألمانيا، والشرط الوحيد هو أن نحصل على أسلحة حتى نتمكن من التمرد على الإنجليز”.
وتبدد كشوفات هآرتس العبرية الرواية الصهيونية عن تعاون فلسطيني مع ألمانيا النازية، حيث تنقل النصوص عن زيتلر القول:” إذا وافقت ألمانيا على مساعدتنا في محاربة العدو رقم 1، الإنجليز، فسوف نتعاون معها”.
تم استجواب زيتلر بعد أسبوعين تقريبًا من مؤتمر وانسي في برلين، حيث تداول المسؤولون النازيون بشأن تنفيذ الحل النهائي، ويُعتقد أن تأمين الدعم النازي قد تم اقتراحه قبل عامين من قبل أفراهام شتيرن، زعيم ليحي، الذي دافع عن المعارضة العدوانية للحكم البريطاني.
وبحسب هآرتس، فقد التقى عملاء ليحي بمسؤول من وزارة الخارجية الألمانية في بيروت نهاية عام 1940، وقدموا له وثيقة تقترح استراتيجيات تشمل التعاون بين الميليشيات اليهودية والنازيين بما في ذلك انخراط ليحي بنشاط في الحرب إلى جانب ألمانيا، بذريعة وجود مصلحة مشتركة بين “المنظور الألماني والطموحات القومية الحقيقية للشعب اليهودي”.
وورد في الوثيقة التي لم يقدم النازيون رداً عليها، بحسب هآرتس، أن “إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أساس قومي شمولي، في إطار علاقة تحالف مع الرايخ الألماني، يتوافق مع الحفاظ على القوة الألمانية”.
وخلال تلك الفترة، زُعم أن ألمانيا فضلت مفتي القدس الفلسطيني الحاج أمين الحسيني الذي طلب اللجوء إلى ألمانيا هربًا من البريطانيين، وكان يأمل في أن يساعده الزعيم الألماني في طرد الإنجليز.
وقال شتيرن إن “استراتيجية الكوشير، الشريعة اليهودية، التي تنتهي بالفشل هي استراتيجية خاطئة، أما الاستراتيجية التي تنتهي بالنصر، وإن كانت خاطئة” فهي الأكثر قرباً على الإطلاق من الشريعة اليهودية”.