ملك الأردن يحذر من “انهيار القانون والنظام” بين الإسرائيليين والفلسطينيين

ملك الأردن يحذر من "انهيار القانون والنظام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين

يقول الملك عبد الله الثاني إن لدى الأردن “خطوط حمراء واضحة” بشأن الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

وهدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن بلاده مستعدة للصراع إذا تم تجاوز “الخطوط الحمراء” بشأن الأماكن المقدسة في القدس، معربا عن قلقه إزاء احتمال اندلاع أعمال عنف في “إسرائيل” المجاورة والضفة الغربية المحتلة.

وقال الزعيم الأردني في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” بثت يوم الأربعاء: “يجب أن نشعر بالقلق حيال انتفاضة قادمة، إذا حدث ذلك، فهذا انهيار كامل للقانون والنظام ولن يستفيد منه الإسرائيليون ولا الفلسطينيون”.

وبثت مقابلة الـ CNN في اليوم السابق لعودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة كرئيس وزراء إسرائيل، حيث قدم نتنياهو، الأربعاء، صفقات ائتلافية إلى الكنيسيت الإسرائيلي جعلته يترأس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ “إسرائيل”.

وحفز نتنياهو حلفائه، الذين أيدوا التغييرات الجذرية في القواعد القديمة بشأن الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس، المعروف لليهود باسم جبل الهيكل، والذين مارسوا الترويج لضم جزء كبير من الضفة الغربية المحتلة، من أجل تسلم السلطة.

وتعتبر العائلة الملكية الهاشمية في الأردن وصية على كل من الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، بحسب اتفاقية تعود إلى زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.

وعندما سُئل الملك عبد الله عما إذا كان يشعر أن الحكومة الإسرائيلية القادمة تهدد الوضع الراهن في القدس والوصاية الهاشمية، أجاب: “إذا أراد الناس الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا، لقد وضعنا خطوطًا حمراء وإذا تم تجاوزها فسنتعامل مع ذلك”.

متعاطفون بشكل طبيعي مع فلسطين

ومنذ عقدين، كان هذا العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للفلسطينيين، حيث قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ما مجموعه 166 فلسطينيًا، من بينهم ما لا يقل عن 30 طفلاً، في الضفة الغربية – بينما قُتل 29 إسرائيليًا، بمن فيهم جنود، على أيدي فلسطينيين في نفس الفترة.

حدثت الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينيات، والثانية في أوائل القرن الحادي والعشرين، وشهد كل منها موجات من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي هذا الشأن، حذر الملك من مدى قدرة المنطقة على كبح جماح أي انتفاضة ثالثة، قائلا: “إن ذلك صندوق بارود إذا ما تم إشعاله، فلا أعتقد أننا سنكون قادرين على الابتعاد عنه في المستقبل القريب”.

شهدت العلاقة بين الزعيم الأردني ونتنياهو توترا ملحوظا على مدار ما يقرب من عقدين من الزمان، ففي عام 2019 استدعى سفير بلاده لدى إسرائيل بسبب سلسلة من المشاحنات، وفي عام 2021، منع الأردن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، نتنياهو، من التحليق عبر مجاله الجوي بينما كان في طريقه إلى أبو ظبي، ردا على قيام إسرائيل بإلغاء زيارة ولي العهد الأمير حسين للمسجد الأقصى في القدس.

وأشار الملك عبد الله، خلال المقابلة، إلى تدفق الدعم العربي لفلسطين خلال كأس العالم، كدليل على أن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو السبيل الوحيد لإسرائيل للاندماج الكامل في المنطقة.

وقال إن “اندماج إسرائيل في المنطقة – وهو أمر بالغ الأهمية – لن يحدث ما لم يكن هناك مستقبل للفلسطينيين”.

واختتم الملك كلامه بالقول “إذا لم نتمكن نحن (قادة الدول) من حل هذه المشكلة، فمن الطبيعي أن يكون الشارع متعاطفًا مع القضية الفلسطينية”.

 

المصدر: “ميدل إيست آي” 

مقالات ذات صلة