ردت منظمات داعمة لفلسطين على خطاب رئيس الوزراء البريطاني ريش سوناك الذي زعم فيه أن “متطرفين” يقوضون الديمقراطية البريطانية يقفون وراء المظاهرات التضامنية مع قطاع غزة.
وكان سوناك قد قال خطاب مرتجل أدلى به في داونينج ستريت يوم الجمعة أن “شوارع المملكة المتحدة اختطفتها مجموعات صغيرة” تهدد “بتمزيقنا”، داعيا الشرطة إلى تبني موقف أكثر صرامة تجاه الاحتجاجات.
وندد السياسيون والنشطاء المعارضون بخطاب سوناك، الذي كان مفاجأة للكثيرين، وقالوا أنه يهدد بفرض قيود على الحق في الاحتجاج.
واعتبر بن جمال، رئيس حملة التضامن مع فلسطين، أنه من المثير للسخرية أن سوناك سعى إلى التعامل مع “المتطرفين” بالنظر إلى دعم حكومة المملكة المتحدة لإسرائيل في حرب غزة، التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني.
وأشار في تصريح نشره على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه: ” ربما ينبغي على سوناك أن يبدأ بالسياسيين والمحللين والقادة الدينيين الذين يدعمون دولةً تخضع للمحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية، وفي المذابح الجماعية، والتسبب المتعمد في المجاعة، لا أولئك الذين يحتجون على كل ذلك“.
من ناحيتها، انتقدت كارولين لوكاس النائبة الوحيدة عن حزب الخضر في المملكة المتحدة خطاب سوناك وكتبت على تويتر: ” لقد سقط القناع بالفعل الآن، إذا كان هناك أي شك في هوية المتطرفين الحقيقيين، فهي حكومة سوناك التي تهدد بسحب تأشيرات الدخول من المتظاهرين وإثارة الكراهية ضد المسلمين“.
وقبل بضعة أيام فقط، قال ائتلاف من القوى والمؤسسات التي تنظم احتجاجات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، للصحفيين إن ” الخطاب المثير للانقسام” من قبل النواب البريطانيين و”التغطية الإعلامية الانتقائية” يدفعان إلى الدعوات للحد من حقوق الاحتجاج في بريطانيا.
ووجهت المنظمات المؤيدة لفلسطين اتهامات ضد السياسيين البريطانيين، زاعمة أنهم ” يخلقون ستاراً من الدخان” لتحويل التركيز بعيدا عن مطالب وقف إطلاق النار بالتزامن مع تصاعد الضغوط على الشرطة للحد من الاحتجاجات في وسط لندن.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت لخطاب سوناك يوم الجمعة، فقد عبر زعيم حزب العمال كير ستارمر عن تأييده الشديد للقضايا التي تناولها الخطاب.
وقال ستارمر في بيان له أن سوناك كان على حق في “الدعوة إلى الوحدة وإدانة السلوك غير المقبول والترهيب الذي شهدناه مؤخراً”، مضيفاً أنه من المهم لرئيس الوزراء “الدفاع عن قيمنا“.
في المقابل، دافع سلف ستارمر في رئاسة الحزب جيريمي كوربين عن حق الاحتجاج وحذر من التداعيات التي يمكن أن تترتب على خطاب سوناك.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي ” الاحتجاج على المذبحة الجماعية للمدنيين لا يشكل تهديداً للديمقراطية، التهديد الحقيقي للديمقراطية هو حكومة تسحق حقوقنا وتسكت تضامننا“.