أعلنت منظمة “أوقفوا معاداة السامية”، وهي جماعة أمريكية مؤيدة لإسرائيل، عن منحها لقب “معادٍ للسامية لهذا العام” للمعلق السياسي والصحفي تاكر كارلسون، بعد اتهامه بالعداء لإسرائيل على إثر معارضته للإبادة في غزة وانتقاد النفوذ السياسي لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في واشنطن.
ويعد كارلسون، الذي تصل منصته الإلكترونية إلى الملايين، أحد أبرز الأصوات اليمينية التي تندد بقبضة إسرائيل على السياسة الأمريكية، خاصة منذ أكتوبر عام 2023، وهو يهاجم بشكل خاص لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، واصفاً نفوذها بأنه “طقوس إذلال مستمرة” للمشرعين الأمريكيين والدولة، محذراً من تواطؤ الولايات المتحدة في حرب إسرائيل.
وقد اتهم كارلسون أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، بالتفاخر علانية بنفوذه على القادة الأمريكيين.
“النتائج تتحدث عن نفسها، نسلط الضوء عليك، وذلك بفضل Google وSEO، ثم تتبعك الرقابة والأفكار لبقية حياتك، فعندما تبحث عن عمل أو زوج أو مربية أو أي شيء، سيكون عملنا ضدك موجوداً دائماً” – ليورا ريزنيتشنكو- المديرة التنفيذية لمنظمة “أوقفوا معاداة السامية”
خلال مقابلة مع الصحفي غلين غرينوالد في سبتمبر الماضي، قال كارلسون: “نتنياهو يتجول، هذه حقيقة في الشرق الأوسط ومنطقته وبلده ويقول للناس بصراحة، فقط يقول (أنا أسيطر على الولايات المتحدة وأنا أسيطر على دونالد ترامب)”.
انتقد كارلسون أيضاً الصهيونية المسيحية، ووصفها بأنها قوة رئيسية تشكل الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، فقال: “إن أكبر تهديد للمسيحية في هذا البلد هو الصهيونية المسيحية”، متهماً أتباعها بالتعامل مع تأسيس إسرائيل وهيمنتها العسكرية كتفويض كتابي، وأضاف: “إنهم ليسوا مسيحيين بل هم زنادقة”.
معاقبة منتقدي إسرائيل
من جانبها، زعمت منظمة “أوقفوا معاداة السامية” أن كارلسون استهدف المعلق البارز المؤيد لإسرائيل بن شابيرو، لأنه أعطى الأولوية لإسرائيل بينما تواجه الولايات المتحدة أزمات داخلية متفاقمة.
يذكر أن الخبير الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي لا يزال حليفاً وثيقاً، ستيف بانون، كان قد وجه انتقادات لاذعة لشابيرو خلال عطلة نهاية الأسبوع في مؤتمر محافظ كبير، فأعلن وسط هتافات الحشد الذي وصفه بأنه محلل سياسي لـ “إسرائيل أولاً” وأن “بن شابيرو مثل السرطان الذي ينتشر”.
أما المديرة التنفيذية لمنظمة “أوقفوا معاداة السامية”، ليورا ريزنيتشنكو، فقد كانت صريحة حول استراتيجيتها ضد منتقدي إسرائيل، ففي حديثها في مؤتمر جيروزاليم بوست في الكابيتول هيل خلال ديسمبر الحالي، قالت بأن معاقبة منتقدي إسرائيل هي وسيلة فعالة لمكافحة معاداة السامية، وأضافت: “النتائج تتحدث عن نفسها، نسلط الضوء عليك، وذلك بفضل Google وSEO، ثم تتبعك الرقابة والأفكار لبقية حياتك، فعندما تبحث عن عمل أو زوج أو مربية أو أي شيء، سيكون عملنا ضدك موجوداً دائماً”.
ولم تتردد ريزنيتشينكو بإعلان مسؤوليتها عن فقدان ما لا يقل عن 400 شخص لوظائفهم نتيجة لحملات المجموعة عبر الإنترنت، والتي استهدفت الأكاديميين والناشطين والشخصيات الإعلامية.
وتعد معلمة الأطفال راشيل غريفين أكورسو، المعروفة لدى الملايين باسم السيدة راشيل، من بين الأشخاص الذين استهدفتهم المنظمة، بعد اتهامها بمعاداة السامية لمشاركتها محتوى عن معاناة الأطفال الفلسطينيين في غزة، ونشرها صوراً لأطفال يتضورون جوعاً ومبتوري الأطراف لجمهورها الذي يزيد عدد متابعيه عن 20 مليوناً.
وصل الأمر بالمنظمة إلى حث المدعي العام الأمريكي بام بوندي على التحقيق مع أكورسو حول تمويل أجنبي مزعوم دون تقديم أي دليل.
في المقابل، صنفت مجلة جلامور أكورسو كواحدة من “نساء العام” لعام 2025 لعملها في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والدفاع عن الأطفال المتأثرين بالحرب في جميع أنحاء العالم.







