منع النائب البريطاني شوكت آدم من الدخول إلى المسجد الأقصى لكونه مسلماً

منعت سلطات الاحتلال النائب البريطاني المستقل عن دائرة ليستر الجنوبية شوكت آدم من دخول المسجد الأقصى عبر بوابة تسيطر عليها الأسبوع الماضي لكونه مسلماً رغم سماحها لبقية أعضاء وفد برلماني كان برفقتهم بالدخول.

وكان موقع ميدل إيست آي قد كشف النقاب يوم الجمعة الماضي عن وصول آدم والنائب عن الحزب الليبرالي الديمقراطي عن دائرة سانت آيفز أندرو جورج إلى دولة الاحتلال في 13 أبريل/نيسان، وقيامهما بجولة في الخليل وبيت لحم وطولكرم والقدس الشرقية، وهي مناطق معترف بها بموجب القانون الدولي والحكومة البريطانية على أنها أراضٍ فلسطينية خاضعة للاحتلال.

وصباح الأربعاء الماضي، زار وفد النائبين المسجد الأقصى في القدس الشرقية، حيث أفاد شاهد عيان لموقع ميدل إيست آي الأسبوع الماضي أن جورج وأعضاء آخرين من الوفد دخلوا حرم المسجد عبر البوابة الغربية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال في حين تم منع النائب آدم من الدخول بعد تحديد ديانته مسلماً.

ويوم الأربعاء، أكد آدم أنه “مُنع من الدخول” إلى المسجد الأقصى قائلاً: “سُمح لزملائي بالمرور، وقد سألني ضابط عن ديني، فقلتُ إني مسلم، فقال إنه لا يُسمح لي بالمرور”.

يذكر أن البوابة الغربية للمسجد الأقصى كانت سابقاً متصلة بحي المغاربة في البلدة القديمة بالقدس، والتي هدمتها قوات الاحتلال عام 1967 لبناء ساحة الحائط الغربي، وهو آخر بقايا الجدار الذي يدعي المتطرفون في دولة الاحتلال أنه يعود للهيكل اليهودي الثاني، الذي بناه الملك هيرودس ودمره الرومان عام 70 ميلادي.

ويُزعم أن الهيكل من أقدس المواقع اليهودية حيث تمنع سلطات الاحتلال المسلمين من دخوله من البوابة الغربية.

وخلال عطلة عيد الفصح الأسبوع الماضي، دخل عدد قياسي من المستوطنين يزيد عن 6000 مستوطن ساحات المسجد، في تحدٍّ للوضع الراهن الدقيق الذي يحكم العبادة والزيارات إلى الحرم القدسي الشريف.

وأخبر أعضاء الوفد موقع ميدل إيست آي أنهم شاهدوا مجموعات من المستوطنين تدخل حرم المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة، موضحين أن عدد الفلسطينيين الذين كانوا داخل الأقصى كان قليلاً.

وتمكن النائب آدم في نهاية المطاف من دخول حرم المسجد الأقصى من بوابة أخرى تابعة للأوقاف الأردنية، حيث قال في مؤتمر صحفي في لندن يوم الأربعاء: “زرت المسجد الأقصى أربع مرات، وفي كل مرة، باستثناء مرة واحدة، كان عدد المستوطنين يفوق عدد العرب في الحرم”.

“رأينا رقصًا وغناءً من المستوطنين في الأقصى، وقيل لنا إن الأغاني كانت احتفالًا بقرب بناء الهيكل” – النائب شوكت آدم

وظلت سلطات الاحتلال لعدة عقود تمنع صلاة اليهود في المسجد الأقصى، أحد أقدس المواقع الإسلامية، لكن المستوطنين المتطرفين وعددًا من أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو يعارضون هذا الموقف، ويسمحون بشكل متزايد لليهود بالصلاة فيه.

وقال آدم إن مئات المستوطنين كانوا برفقة جنود الاحتلال المسلحين في حرم المسجد، وكان بعض المستوطنين أنفسهم مسلحين.

“شعرتُ بالرهبة”

وأضاف أنه “لم يُصدّق مستوى عداء المستوطنين للمجتمع المسيحي” قائلاً أن المستوطنين يقومون بالبصق على المسيحيين الفلسطينيين.

كما زار النواب مسافر يطا، جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث التقوا بأفراد من المجتمع الفلسطيني المحلي وشاهدوا مستوطنين يهاجمون فلسطينيين.

وقال أعضاء الوفد إن مستوطنين مسلحين وقوات الأمن تصدوا لهم وهم يشهدون منع المزارعين البدو من الوصول إلى أراضيهم، قبل أن يتراجع المستوطنون عندما علموا بوجود برلمانيين بريطانيين ضمن المجموعة.

وفي الخليل، أكد وفد البرلمانيين البريطانيين أن جنود الاحتلال أشهروا بنادقهم المذخرة عندما حاولت سيارة الوفد عبور نقطة تفتيش، وقال آدم: “رأينا بأم أعيننا مستوطنين عدوانيين، لقد كان الأمر صادمًا للغاية”.

وأضاف أن “العديد من هؤلاء المستوطنين لا يعملون بحماية الشرطة المسلحة فحسب، بل يعملون بالتعاون معها أيضًا.”

وتطرق آدم في مؤتمره إلى زيارة أجراها لرجل في الخليل أخبر الوفد أنه تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي عندما اعتقلته قوات الاحتلال بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث كان منزله محاطًا بمنازل استولى عليها المستوطنون.

وتابع آدم: “بينما كنا جالسين مع هذا الرجل، جاء مستوطنان وقالا إما أن تعطونا هذا المنزل أو سنأخذه على أي حال، وعندما سألناهما عن السبب، أجابا: الله وهبنا إياه”.

من جهته، قال النائب الديمقراطي الليبرالي جورج إنه متفائل بإمكانية “التعايش” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه أشار إلى أن الوفد التقى بالعديد من النشطاء في الجانبين الذين يعتقدون أن حل الدولتين غير قابل للتطبيق.

وأضاف: “طرحتُ حلاً من مرحلتين، بحيث لا يكون هناك حل للصراع حتى يتم تفكيك حالة الفصل والتمييز حتى يمكن عندئذٍ إرساء ديمقراطية كاملة مع تصويت للجميع”.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، شنت قوات الاحتلال عملية عسكرية تُسمى “عملية الجدار الحديدي” بهدف إحكام قبضتها على معاقل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.

وتقول الأمم المتحدة إن العملية أدت إلى إجبار ما لا يقل عن 40 ألف فلسطيني على ترك منازلهم، حيث التقى أعضاء البرلمان بعائلات فلسطينية هجّرها الجيش من منازلها في محافظة طولكرم شمال غرب البلاد.

كما زار الوفد رام الله، حيث التقى أعضاؤه بشخصيات سياسية وحقوقية فلسطينية، من بينهم مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، منعت سلطات الاحتلال عضوي البرلمان عن حزب العمال، ابتسام محمد ويوان يانغ، من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة بدعوى “نشر خطاب الكراهية”.

ورجح آدم أن تكون وزارة الخارجية البريطانية قد تواصلت مع حكومة الاحتلال قبل زيارتهما، لتأمين دخولهما دون معيقات.

مقالات ذات صلة