من التهجير إلى الاستيلاء: كيف صاغ ترامب رؤيته لغزة منذ عودته؟

منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع هذا العام، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مقترحات سياسية ولكنها غير قانونية فيما يتعلق بمصير الفلسطينيين في غزة، بل وقد اعتبر طرحه غريباً، فتهجير الفلسطينيين قسراً من القطاع غير قانوني بموجب القانون الدولي ويشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. 

من ناحية أخرى، فقد ظل السياسيون الإسرائيليون طوال الحرب يدعون إلى التهجير القسري للفلسطينيين إلى دول مجاورة، وفي بعض الأحيان، إلى دول ثالثة، وهو أمر تعده المنظمات الحقوقية دعماً للتطهير العرقي.

فما هي أبرز مقترحات ترامب حول غزة؟

  • 15 يناير: أول ذكر لصفقة تبادل للأسرى واتفاق وقف إطلاق النار

قبل 5 أيام من عودته إلى البيت الأبيض، أعلن ترامب على منصته “تروث سوشيال” بأن هناك صفقة جارية، فكتب: “لدينا اتفاق حول الرهائن في الشرق الأوسط، وسوف يتم إطلاق سراحهم قريباً، شكراً لكم!”.

وبعد فترة وجيزة، أعلن أيضاً عن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة ستيف ويتكوف، الذي كان في ذلك الوقت المبعوث الجديد للشرق الأوسط، حيث لم يكن ترامب قد أدى اليمين الدستورية بعد. 

كتب ترامب: “لم يكن من الممكن أن يتم اتفاق وقف إطلاق النار الملحمي هذا إلا نتيجة لانتصارنا التاريخي في نوفمبر، حيث اتضح للعالم أجمع بأن إدارتي سوف تسعى إلى السلام والتفاوض على صفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا، وأنا أشعر بسعادة غامرة لأن الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين سيعودون إلى ديارهم ليجتمع شملهم مع عائلاتهم وأحبائهم”.

وأضاف: “مع إبرام هذا الاتفاق، سيواصل فريقي للأمن القومي، من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، العمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذاً للإرهابيين، وسنواصل تعزيز السلام من خلال القوة في جميع أنحاء المنطقة ونبني على زخم وقف إطلاق النار هذا لتوسيع اتفاقيات أبراهام التاريخية، فهذه مجرد بداية لأشياء عظيمة قادمة لأمريكا. بل للعالم!”

“لقد حققنا الكثير حتى دون أن نكون في البيت الأبيض، فقط تخيل كل الأشياء الرائعة التي ستحدث عندما أعود إلى البيت الأبيض، سوف نأتي بالمزيد من الانتصارات للولايات المتحدة!”.

  • 25 يناير: مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين في غزة إلى الدول المجاورة و”إزالة كل شيء”

بعد أيام فقط من توليه منصب الرئيس، أعلن ترامب لأول مرة بأنه يجب على الأردن ومصر استقبال الفلسطينيين من غزة قائلاً: “أود أن تأخذ مصر والأردن الناس من غزة التي أصبحت موقع هدم بالمعنى الحرفي للكلمة، لذا فإنني أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع مختلف حيث يمكنهم (الفلسطينيون) العيش في سلام من أجل التغيير، نحن سوف نزيل هذا الأمر برمته”.

  • 27 -30 -31 يناير: ترامب يكرر الحديث عن خططه للتهجير القسري للفلسطينيين

كرر ترامب خطته لتهجير الفلسطينيين قائلاً بأنه يتوقع موافقة مصر والأردن على المقترح رغم رفضهما، فقال: “أعتقد أن الرئيس المصري سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً”.

  • 4 فبراير: ترامب يقترح التهجير الدائم للفلسطينيين

قبل اجتماعه الأول مع نتنياهو في واشنطن، اقترح ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة بشكل دائم، قائلاً بأنه ليس أمام الفلسطينيين خيار سوى مغادرة القطاع بعد أن دمره الهجوم العسكري الإسرائيلي، مما أدى إلى نزوح وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. 

قال ترامب للصحفيين آنذاك: “أعتقد أنهم (سكان غزة) يجب أن يحصلوا على قطعة أرض جيدة وجديدة وجميلة، ونطلب من بعض الناس توفير المال لبنائها، فأنا لا أعرف كيف ما زالوا يريدون البقاء (في غزة)”.

قوبلت الخطة بإدانة عالمية، ووصفها الفلسطينيون والدول العربية والأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان على حد سواء بأنها بمثابة “تطهير عرقي”.

خلال المؤتمر الصحفي مع نتنياهو في واشنطن، اقترح ترامب استيلاء الولايات المتحدة على غزة قائلاً: “سوف تستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة، سيكون ملكنا وسوف نكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع”، مقترحاً تحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

أوضح ترامب في المؤتمر بأن واشنطن سوف تطلب من الدول المجاورة التي تتمتع “بقلوب إنسانية” و”ثروات كبيرة” استقبال الفلسطينيين، مؤكداً بأن تلك الدول سوف تدفع تكاليف إعادة بناء غزة وإيواء النازحين الفلسطينيين.

وعندما سئل عما إذا كان سيتم إرسال قوات أمريكية، قال ترامب: “إذا كان ذلك ضرورياً فسوف نفعل ذلك”، وعندما سئل عمن سيعيش في غزة، قال ترامب: “أتصور أناساً في العالم يعيشون هناك ويمكن للفلسطينيين أيضاً”.

  • 5 فبراير: مساعدو ترامب يتراجعون عن بعض تصريحاته حول تهجير الفلسطينيين بشكل دائم

تراجع كبار مساعدي ترامب عن بعض تصريحاته حول تهجير الفلسطينيين بشكل دائم واستخدام الجيش الأمريكي، فأوضحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأنه يجب “نقل الفلسطينيين مؤقتاً” أثناء إعادة بناء غزة، فيما قال وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الفلسطينيين يمكنهم مغادرة غزة لفترة “مؤقتة”، كما أوضحت ليفيت بأن ترامب لم يؤكد على نشر “قوات على الأرض”.

  • 6 فبراير: تراجع ترامب عن تصريحاته حول نشر جنود أمريكيين في غزة

نشر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: “سوف تُسلّم إسرائيل قطاع غزة إلى الولايات المتحدة في نهاية القتال، وقد كان سيتم بالفعل إعادة توطين الفلسطينيين في تجمعات أكثر أماناً وجمالاً مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة، ولن تكون هناك حاجة إلى جنود من الولايات المتحدة!”.

  • 10 فبراير: ترامب يقول بأنه ليس من حق الفلسطينيين العودة

عندما سأله مذيع قناة فوكس نيوز، بريت باير، خلال مقابلة عما إذا كان للفلسطينيين الحق في العودة إلى غزة بموجب خطته، أشار ترامب بأنه سوف يكون لديهم سكن “دائم” خارج القطاع، وأضاف: “لا، لن يفعلوا ذلك، لأنهم سيحصلون على سكن أفضل بكثير وأنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم”.

  • 11 فبراير: ترامب يجتمع مع العاهل الأردني الملك عبد الله

في اليوم الذي التقى فيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن، قال ترامب بأنه سوف يأخذ ويحتفظ بغزة، قائلاً: “غزة ستكون لنا، لا يوجد سبب للشراء فليس هناك ما يمكن شراؤه، إنها غزة منطقة مزقتها الحرب وسوف نستولي عليها ونحتفظ بها”.

من جانبه، أعرب الملك عبد الله عن معارضته لخطط ترامب، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، عندما سُئل ترامب عما إذا كان سيحجب المساعدات عن مصر والأردن، اللتين تعتمدان على واشنطن للحصول على المساعدة الاقتصادية والعسكرية، قال: “كما تعلمون، أعتقد أننا سنفعل شيئاً، لست مضطرا للتهديد بالمال فأنا أعتقد أن علاقتنا فوق ذلك”.

  • 26 فبراير: ترامب ينشر مقطع فيديو عن غزة تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي

شارك ترامب مقطع فيديو أثار الجدل تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي على منصة “تروث سوشيال” الخاصة به، حيث صور فيه غزة بعد أن أصبحت تحت السيطرة الأمريكية تحت عنوان “غزة 2025، ماذا بعد؟”.

  • 7 إبريل: الاجتماع الثاني لترامب مع نتنياهو في واشنطن

التقى ترامب بنتنياهو بعد أسابيع من خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وعاد ترامب إلى رؤيته لنزوح الفلسطينيين من غزة بعد الحرب فقال: “أعتقد أنها قد تكون قطعة رائعة للعقارات المهمة وأعتقد أنه أمر سنشارك فيه، لكن كما تعلمون، فإن وجود قوة سلام مثل الولايات المتحدة هناك تسيطر على قطاع غزة سوف يكون أمراً جيداً، نأخذ الناس، الفلسطينيين، وننقلهم إلى بلدان مختلفة”

وعلى الجانب الآخر، أكد الزعماء العرب على رفضهم للخطة وتبنوا خطة إعادة إعمار مصرية بقيمة 53 مليار دولار في مارس من شأنها تجنب تهجير الفلسطينيين من غزة، لكن تم رفضها من قبل ترامب وإسرائيل.

  • 1 يوليو: إعلان ترامب بأن اتفاق وقف إطلاق النار مطروح

أعلن ترامب على موقع “تروث سوشيال” بأن اتفاق وقف إطلاق النار المقترح لمدة 60 يوماً بين إسرائيل وحماس هو أمر محتمل، فكتب: 

“عقد ممثلي بلدي اجتماعاً طويلاً مع الإسرائيليين اليوم حول غزة، وقد وافقت إسرائيل على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وسوف نعمل خلالها مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب، وسوف يقوم القطريون والمصريون، الذين عملوا بجد للمساعدة في إحلال السلام، بتقديم هذا الاقتراح النهائي، وآمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، شكرًا لاهتمامكم”.

فأعلنت حماس بأنها تدرس الصفقة وترغب في إنهاء دائم للحرب.

  • 7 يوليو: الاجتماع الثالث لترامب مع نتنياهو في واشنطن

عندما سُئل عن تهجير الفلسطينيين، قال ترامب بأن الدول المحيطة بإسرائيل تقدم المساعدة: “لقد حظينا بتعاون كبير من قبل الدول المجاورة لذلك سوف يحدث شيء جيد”.

من جانبه، قال نتنياهو بأن إسرائيل تعمل مع واشنطن لإيجاد دول أخرى توافق على مثل هذه الخطة: “إذا أراد الناس البقاء، فيمكنهم البقاء، ولكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يتمكنوا من المغادرة، فنحن نعمل مع الولايات المتحدة بشكل وثيق للعثور على دول تسعى إلى تحقيق ما يقولونه دائماً، وهو أنهم يريدون منح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل، وأعتقد أننا نقترب من العثور على عدة دول”.

من الجدير بالذكر أن واشنطن ومنذ عقود تدعم حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإقامة دولة للفلسطينيين إلى جانب إسرائيل، ولكن ترامب أجاب عندما سئل عما إذا كان هذا الحل ممكناً “لا أعرف” وأحال السؤال إلى نتنياهو الذي أجاب: “أعتقد أنه ينبغي أن يتمتع الفلسطينيون بكل الصلاحيات لحكم أنفسهم ولكن لا ينبغي أن تكون لديهم أي من الصلاحيات التي تهددنا، وهذا يعني أن السلطة السيادية، مثل الأمن العام، ستظل دائماً في أيدينا”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة