مع تواصل الضغوط على الرئيس الأمريكي لاتخاذ إجراءات تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اختار جو بايدن توجيه أنظاره إلى الضفة الغربية المحتلة عوضاً عن ذلك.
فقد ازداد نشاط المستوطنين الإسرائيليين بشكل كبير منذ بداية حرب غزة في 7 تشرين الأول / أكتوبر، حيث شرعت عدد من الحكومات في فرض عقوبات وحظر على المشتبه فيهم بارتكاب بأنشطة عنيفة أو غير قانونية.
وذكرت الحكومة الأمريكية يوم الخميس أنها فرضت عقوبات مالية على أربعة مستوطنين إسرائيليين بسبب ارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين وذلك بهدف ” تعزيز المساءلة عن الأنشطة الضارة التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية”.
وقال بايدن في بيان له أن ” الوضع في الضفة الغربية وخاصة المستويات المرتفعة من عنف المستوطنين المتطرفين والتهجير القسري للفلسطينيين وتدمير الممتلكات في قراهم وصل إلى مستويات لا تطاق بات فيها يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن والاستقرار”.
وفي ظل توقع فرض المزيد من العقوبات على المستوطنين في المستقبل، يلقي موقع ميدل إيست آي نظرة على المستوطنين الإسرائيليين الأربعة الذين استهدفتهم الولايات المتحدة في أمر العقوبات التنفيذي:
ديفيد تشاسداي
هو مستوطن يبلغ من العمر 29 عامًا اشتهر بالتحريض على أعمال الشغب الدموية في بلدة حوارة الفلسطينية في شباط / فبراير من العام الماضي، وتم اعتقاله في إسرائيل بسبب تورطه فيما وصفه قائد في الجيش الإسرائيلي بأنه “مذبحة ارتكبها خارجون عن القانون”.
وكان هجوم المستوطنين على حوارة قد أدى إلى مقتل الشاب سامح أقطش (37 عاماً) وإصابة 98 فلسطينياً آخرين بجراح، إلى جانب إلحاق دمار واسع النطاق للممتلكات وحرق السيارات والمنازل.
وضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية تشاسداي تحت المراقبة منذ فترة طويلة بالنسبة لمستوطن إسرائيلي، وتم احتجازه لمدة ثلاثة أشهر رهن الاعتقال الإداري في خطوة نادراً ما تستخدم ضد الإسرائيليين.
وعلى الرغم من إدانة السياسيين الإسرائيليين والمجتمع الدولي لأعمال الشغب، إلا أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير انتقد اعتقال تشاسداي واصفاً ذلك بأنه “غير ديمقراطي” كما وصف أمثاله من المستوطنين بأنهم “أبطال”.
وبحسب صحيفة هآرتس، فقد تم اعتقال تشاسداي سابقًا بتهمة تهديد ضابط شرطة وصنع مواد خطيرة في عامي 2015 و2017، كما أدين بالاعتداء على سائق سيارة أجرة فلسطيني بالغاز المسيل للدموع.
عينان تنجيل
بحسب وزارة الخارجية الأمريكية فقد تورط عينان تنجيل (21 عاما) في مهاجمة مزارعين فلسطينيين ونشطاء يساريين إسرائيليين بالحجارة والهراوات مما أدى إلى إلحاق “إصابات تطلبت علاجاً طبياً لهم”.
وفي عام 2021، اتُهم تانجيل بمهاجمة الناشطة الإسرائيلية نيتا بن بورات البالغة من العمر 19 عامًا بهراوة، وضربها على رأسها وساقيها بينما كانت تحاول مساعدة الفلسطينيين في قطف الزيتون بالقرب من بلدة صوريف بالضفة الغربية.
وقد ورد في في لائحة الاتهام الموجهة لتانجيل وقتها أنه كان يحمل سكينًا وغازًا مسيلًا للدموع.
شالوم زيترمان
برز اسم شالوم زيكرمان البالغ من العمر 32 عامًا عندما تم نشر مقطع فيديو على الانترنت في شهر حزيران / يونيو ظهر فيه وهو يعتدي على نشطاء إسرائيليين ومركباتهم في الضفة الغربية.
وشوهد زيكرمان، وهو من مستوطنة متسبيه يائير غير القانونية، أثناء عرقلته حركة النشطاء في الشارع محاولاً تحطيم نوافذ المركبات المارة والاعتداء على النشطاء داخلها.
وبحسب وزارة الخارجية فإن زيكرمان “حاصر اثنين على الأقل من النشطاء وأصابهما”، وقد وجهت إليه اتهامات عام 2022 بشأن الهجمات وما زالت محاكمته مستمرة.
وقال الناشط الإسرائيلي إيتاي فيتلسون، الذي نشر مشاهد من الاعتداء أن هذه كانت الحالة الوحيدة التي يعرفها شخصياً والتي تمت فيها محاكمة مستوطن بتهمة العنف، لكنه قال “في النهاية، شالوم هو في الغالب كبش فداء”.
ينون ليفي
ذكرت وزارة الخارجية أن ينون ليفي (31 عاماً) قاد مجموعة من المستوطنين “شاركوا في أعمال خلقت جواً من الذعر في الضفة الغربية”.
وأوضحت أن ليفي كان يقود بانتظام مجموعات من المستوطنين من موقع مزرعة ميتريم غير القانوني للاعتداء على المدنيين الفلسطينيين والبدو، فضلاً عن تهديدهم بمزيد من العنف وحرق حقولهم وتدمير ممتلكاتهم إذا لم يغادروا منازلهم.
وفقًا لـ NPR، فقد رد ليفي على العقوبات بالقول أنه ” من الغريب أنهم يتعاملون مع هذا الهراء الآن”، مضيفًا أنه لم يقم بزيارة الولايات المتحدة مطلقًا وليس لديه أي ممتلكات هناك.