يعتبر وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي ثاني وزير إسرائيلي يزور المملكة العربية السعودية خلال أيام.
وتوجه كرعي إلى الرياض هذا الأسبوع لحضور مؤتمر اتحاد البريد العالمي، في ظل تنامي وتيرة الحديث حول تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال كرعي في تصريحات صحفية الثلاثاء:” إنه لشرف عظيم أن أمثل دولة إسرائيل في هذه الزيارة التاريخية إلى السعودية”، واصفاً زيارته بالمهمة “بشكل خاص لتزامنها مع عيد العرش، وقت التجديد والامتنان والبركة في العقيدة اليهودية”.
استمرار التطبيع!..
وزير الاتصالات لدى الاحتلال “شلومو كرعي” يصل إلى السعودية مع وفد رسمي للمشاركة في مؤتمر دولي بالرياض. pic.twitter.com/Z8pcmG7v8T— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 2, 2023
وتأتي زيارة كرعي بعد أيام معدودة من زيارةٍ مماثلةٍ قام بها وزير السياحة حاييم كاتس كأول وزير إسرائيلي يزور المملكة بصفة رسمية.
وأثار كرعي، الذي شغل مقعد نائب سابقاً في الكنيست لأكثر من أربع سنوات، ضجة في عدة قضايا، بما في ذلك حقوق المثليين وتنظيم وسائل الإعلام وحظر الأعلام الفلسطينية.
وعندما ترشح لأول مرة لعضوية البرلمان عن حزب الليكود وجه كرعي في تصريحات صحفية انتقادات للتفاخر بحقوق المثليين.
وقالت عمة الوزير، وهي أم لابنين مثليين، إنها “لم تتفاجأ بتصريحات ابن أخيها” وستواصل “النضال ضد الذين يتحدثون ويفكرون بهذه الطريقة”.
وخلال كانون الأول/ ديسمبر، وهو نفس الشهر الذي تم فيه تعيينه وزيراً للاتصالات في الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة الجديدة، اقترح كرعي مشروع قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني داخل حرم الجامعات والكليات في إسرائيل.
وورد في مقترحه أن أي طالب يلوح بالعلم الفلسطيني في الحرم الجامعي يجب أن يواجه الإيقاف عن الدراسة لمدة ستة أشهر، وفي حال تكررت جريمته، فسيواجه الطرد من المؤسسة الأكاديمية وإلغاء حقه في الحصول على الدرجة العلمية.
وقال في ذلك الوقت: “إن الظاهرة التي يلوح فيها مثيرو الشغب في إسرائيل بعلم منظمة التحرير الفلسطينية. الذي يرمز إلى الرغبة في تدمير دولتنا اليهودية والديمقراطية، باسم الحرية الأكاديمية، يجب أن تختفي من العالم”.
وتابع:” سنرفع العلم الإسرائيلي إلى أعلى السارية ونستعيد العزة الوطنية”.
وعادت تصريحات كرعي إلى صدارة عناوين الأخبار وفي آذار مارس، عندما انتقد جنود الاحتياط في الجيش وقال إنهم “سيذهبون إلى الجحيم” لرفضهم الخدمة العسكرية احتجاجاً على الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل التي أجرتها الحكومة.
واقتبس من قصة في الكتاب المقدس ما نصه:” هناك أوقات يجب فيها على المرء أن يقف بحزم ضد الهيمنة والحكام، إلى الرافضين الاحتياطيين العسكريين الوقحين، سأخبركم بما قاله مردخاي لأستير، سيتحقق الربح والخلاص لليهود من مكان آخر، فيهدم بيت أبيك، فيتدبر بنو إسرائيل أمرهم بدونك، وتذهب أنت إلى الجحيم”.
ولقيت تصريحات كرعي تلك إدانة على نطاق واسع، حتى من قبل وزراء الليكود في الحكومة.
وفي كانون ثاني/ يناير طالب كرعي بإغلاق قسم الأخبار في إذاعة “كان” العامة الإسرائيلية وإذاعة الجيش الإسرائيلي، بذريعة أن الصحافة الرقمية حلت مكان هيئات البث العامة في ظل التنوع الواسع للقنوات الإخبارية.
وقال:” أعتقد أن وسائل الإعلام منحازة للغاية نحو اليسار، وربما أكون مخطئاً، ولكن دعونا نترك للجمهور أن يقرر”.
وبعد أسابيع من تلك التصريحات وجه تهديدات جديدة لوسائل الإعلام قائلًا إن الحكومة قد تسحب التمويل من الإعلانات في صحيفة هآرتس، بسبب قرارها إنهاء عقد الكاتب غادي تاوب، الذي قيل أنه أقيل بسبب دعمه للإصلاحات القضائية للحكومة الإسرائيلية وتعيينه في مؤسسة أكاديمية مرتبطة برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وفي مايو/أيار، هدد باتخاذ إجراء ضد قناة مكان 33، وهي القناة الإسرائيلية العامة الناطقة بالعربية.
واتهم القناة، وهي جزء من شبكة “كان” الإخبارية، بتقديم بث يظهر وكأن “السلطة الفلسطينية هي من يمول برامجها” وقال أن القناة “لا تعكس وجود إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية”.