مهرجان إدنبرة للكتاب ينهي رعاية شركة استثمارية بسبب علاقاتها بالاحتلال

أنهى مهرجان إدنبرة الدولي للكتاب شراكة استمرت 20 عاماً مع شركة إدارة الأصول Baillie Gifford عقب ضغوط مارسها النشطاء بشأن علاقاتها بشركات التكنولوجيا وجيش الاحتلال، فضلاً عن نشاطاتها في مجال صناعة الوقود الأحفوري.

واستشهد مجلس إدارة المهرجان في إعلان صدر مساء الخميس بمخاوف أمنية مشيراً إلى أن “تهديدات التعطيل عرضت قدرته على تقديم حدث آمن وناجح للخطر”.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمهرجان إدنبرة الدولي للكتاب، جيني نيفين، “ببساطة، لقد أصبح الضغط على فريقنا لا يطاق”.

وجاء إعلان مهرجان أدنبرة بعد أسبوع واحد من قرار مهرجان هاي الأسبوع الماضي بتعليق ترتيباته مع Baillie Gifford عقب سلسلة من الإلغاءات من قبل المتحدثين والفنانين لمشاركاتهم في المهرجان.

ومن بين المشاركين الذين ألغوا حضورهم بسبب رعاية Baillie Gifford شارلوت تشيرش، ونيش كومار، ونائبة حزب العمال شامي تشاكرابورتي، والنائبة دون بتلر.

وبالإضافة إلى مهرجان هاي والمعرض الأوروبي للكتاب، فإن شركة Baillie Gifford ترعى العديد من المهرجانات الأدبية الأخرى، بما فيها مهرجان تشيلتنهام الأدبي بالإضافة إلى جائزة Baillie Gifford وهي جائزة الأعمال غير الروائية الأكثر شهرة في المملكة المتحدة.

وبحسب منظمة Art Workers for Palestine Scotland، فإن الشركة التي تتخذ من إدنبرة مقراً لها استثمرت ما يقرب من 10 مليارات جنيه إسترليني (12 مليار دولار) في شركات لها علاقات بصناعات الدفاع والتكنولوجيا والأمن السيبراني في دولة الاحتلال، بما في ذلك NVIDIA وAmazon وAlphabet.

ويمثل هذا الرقم أكثر من ضعف استثمارات الشركة المبلغ عنها في شركات النفط والغاز.

وبالإضافة إلى علاقاتها العسكرية، تستثمر شركة Baillie Gifford أيضاً في Cemex وCisco Systems وBooking Holdings، الشركة الأم لـ Booking.com، والتي تشارك في صيانة وتوسيع المستوطنات غير القانونية في فلسطين المحتلة.

وجاء إعلان يوم الخميس بعد وقت قصير من نشر حملة Fossil Free Books (FFB) (كتب خالية من الحفريات) بياناً حصد أكثر من 700 توقيع من المؤلفين ومحترفي صناعة النشر، بما في ذلك نعومي كلاين وسالي روني.

وجدد الموقعون مطالباتهم السابقة للشركة بالانسحاب من صناعة الوقود الأحفوري و “من الشركات التي تستفيد من الفصل العنصري والاحتلال والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين”.

“سحب الاستثمارات ليس أمراً مجرداً، وحتى توافق الشركة على سحب الاستثمارات، ندعو جميع المنظمات الأدبية، بما في ذلك المهرجانات، إلى إنهاء علاقاتها مع بيلي جيفورد”. – بيان برسالة مفتوحة وقع عليها أكثر من 700 مؤلف وناشر

وأضاف البيان أنه إذا لم تتم تلبية المطالب، فإن الكتاب والفنانين سوف “يسحبون أعمالهم”.

وتضخمت علاقات الشركة مع الاحتلال وشركات الوقود الأحفوري في آب/أغسطس 2023، عندما رفضت الناشطة في مجال الدفاع عن المناخ جريتا ثونبرج الظهور في معرض الكتب الإلكترونية.

وقالت ميجان بوث، وهي كاتبة من إدنبرة ومنظمة Fossil Free Books، لبي بي سي: “من الضروري أن نشير إلى الروابط بين الشركات التي تستثمر فيها بيلي جيفورد وما يحدث في غزة الآن”.

وأردفت تقول: “نود أن نؤكد أن بيلي جيفورد كانت دائمًا الهدف الرئيسي لحملتنا”.

من جهته، أوضح نيك توماس، عضو شركة بيلي جيفورد، أن التأكيد على أن الشركة لديها أموال كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة “مضلل بشكل مسيء”، مشيراً إلى استثماراتها في شركات التكنولوجيا المتعددة الجنسيات مثل أمازون وإنفيديا وميتا.

وقال توماس “إن المطالبة بسحب الاستثمارات من هذه الشركات العالمية، التي يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم، أمر غير معقول ولا يخدم أي غرض”.

وأضاف: “تماماً كما سيكون من غير المعقول مطالبة المؤلفين بمقاطعة إنستغرام أو التوقف عن بيع الكتب على أمازون”.

كما أشار إلى أن 2% فقط من أموال عملاء بيلي جيفورد مستثمرة في شركات لها بعض الأعمال المتعلقة بالوقود الأحفوري.

هذا ومن المقرر أن يقام مهرجان إدنبرة الدولي للكتاب في الفترة من 10 إلى 15 أغسطس.

مقالات ذات صلة