نقل موقع ميدل إيست آي عن مصدر مقرب من حماس أن الحركة أبلغت الوسطاء الدوليين بأنها قد أنهت مشاركتها في محادثات وقف إطلاق النار، وذلك في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في رفح.
لقد أدت المجزرة إلى قتل ما لا يقل عن 45 شخصاً وإصابة العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، بعدما قصفت إسرائيل مخيماً يؤوي النازحين الفلسطينيين في حي تل السلطان غرب رفح، مما أسفر عن حرق فلسطينيين أحياء، وذلك بعد يومين فقط من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل “بالوقف الفوري لهجومها العسكري في رفح”.
“بعد 8 أشهر من المفاوضات العقيمة ومع استمرار المجازر، فلن تكون هناك مفاوضات أو مراجعة للورقة الموقعة أو حتى نقاش حول تفاصيلها، على إسرائيل أن توقف المجازر وتغادر معبر رفح وتوقف العدوان أولاً قبل أن نتحدث، وإلى أن يحدث ذلك فلن تكون هناك مناقشات” – مصدر مقرب من حماس لموقع ميدل إيست آي
بناء على ذلك، فقد أبلغت حماس الوسطاء بأنها ستنهي مشاركتها في المفاوضات حتى تنهي إسرائيل هجومها على رفح وتسحب قواتها وأن يتم فتح معبر رفح، حسبما أفاد مصدر مقرب من حماس لموقع ميدل إيست آي.
أضاف المصدر بأنه “يجب أن يعود معبر رفح إلى إدارته السابقة، فلن يُسمح لأحد بالعودة إلى المعبر، لا ماجد فرج ولا سلطته، ولن تكون هناك عودة للمفاوضات إلا إذا أعيد فتح المعبر وتحت إدارته السابقة”.
وقد جاءت تصريحات المصدر المقرب من الحركة بعد ساعات من قصف القوات الإسرائيلية مجموعة من الخيام غرب رفح، مما أسفر عن مقتل 21 شخصاً على الأقل.
أوضح المصدر أيضاً أن المفاوضات المقبلة ستتم على شكل “مرحلة واحدة” و”مجموعة واحدة من الإجراءات”، مشيراً إلى أنه “بعد 8 أشهر من المفاوضات العقيمة ومع استمرار المجازر، فلن تكون هناك مفاوضات أو مراجعة للورقة الموقعة أو حتى نقاش حول تفاصيلها”، وأضاف أن “على إسرائيل أن توقف المجازر وتغادر معبر رفح وتوقف العدوان أولاً قبل أن نتحدث، وإلى أن يحدث ذلك فلن تكون هناك مناقشات”.
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية كانت أول من تكلم عن قرار حماس بالانسحاب من المحادثات، بعد أن أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر علانية قبولها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي طرحه الوسطاء القطريون والمصريون، إلا أن إسرائيل عرقلت الأمر بحجة أن الاقتراح لا يلبي مطالبها.
ويتألف الاقتراح 3 مراحل مدة كل منها 6 أسابيع، تهدف للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وإنهاء الحصار، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق عليهم في مرحلة لاحقة.
وفقاً للمصدر، فقد كانت مصر كبش الفداء لانهيار المحادثات رغم موافقة الأمريكان على تعديلين مقترحين من قبل حماس، و”لأنهم لم يتمكنوا من إلزام نتنياهو فقد اتهموا مصر، كما أنه ليس من الضروري أن تجلس حماس للمفاوضات بينما الإسرائيليون يواصلون القتل، فالاستمرار في التفاوض بهذا الشكل يعطي غطاء للمجازر، حتى أنه قد أدى إلى مقتل جندي مصري”.
محاولات مصرية لتفعيل المحادثات
مؤخراً، أفاد موقع أكسيوس أن مدير الموساد، ديفيد بارنيا، قد وافق على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة، وذلك بعد محادثات في باريس مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقد أوضح الموقع أن الإطار الجديد قد تم تسليمه إلى الوسطاء الرئيسيين قطر ومصر، وتضمن “الرغبة في التحلي بالمرونة” فيما يتعلق بعدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، بالإضافة إلى الاستعداد لمناقشة تحركات حماس التي تطالب بـ “الهدوء المستدام” في قطاع غزة.
من جانب آخر، فقد أفاد صحفي في قناة الجزيرة بأن إسرائيل قد أعربت عن استعدادها لمناقشة طلب حماس بشأن “الهدوء المستدام” في غزة، كما قامت حماس بدورها بتلقي الاقتراح الذي قدمته إسرائيل عبر الوسطاء، وفي نفس الوقت، تصر حماس على أنها ليست على استعداد لقبول وقف مؤقت لإطلاق النار وأن وقف القتال يجب أن يكون دائماً.
من ناحية أخرى، فقد ذكرت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة في مصر، نقلاً عن مسؤول كبير، أن وفداً أمنياً مصرياً يحاول إعادة تنشيط المحادثات، حيث أبلغت مصر جميع الأطراف المعنية بأن الجهود المبذولة لإحياء المحادثات قد تم تعطيلها بسبب العملية البرية الإسرائيلية المستمرة على رفح.
من جانبه، فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحت ضغط من أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، مطالب حماس بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مراراً.
رغم اعترافه بأن مقتل 45 فلسطينياً كان “حادثاً مأساوياً”، إلا أن نتنياهو لم يتوقف عن قصف رفح ولم يُظهر أي علامة تذكر على تغيير المسار، بل قال: “لا أنوي إنهاء الحرب قبل تحقيق كل هدف”.