ميدل إيست آي: مصر غاضبة من تغييب السلطة الفلسطينية في خطة ترامب لغزة

كشفت مصدر مطلع نقلاً عن مسؤول عربي لميدل إيست آي عن غضب مصر من تهميش السلطة الفلسطينية في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة.

أوضحت القاهرة، بحسب المصدر، بأنها لن ترسل قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام الدولية إذا لم يكن هناك مسار واضح لحكم السلطة الفلسطينية لقطاع غزة كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية.

“لقد وصف ترامب مصر بأنها جزء لا يتجزأ من خطته للسلام، لكنه لم يفكر في التحقق مما إذا كانت الشروط مقبولة، وهذه ليست بداية جيدة” – مسؤول عربي لموقع ميدل إيست آي

وأضاف المسؤول العربي بأن “القاهرة غاضبة”، مشيراً إلى أن خطة ترامب تتطلب “قبولاً” مصرياً لكنها “ضعيفة” للغاية فيما يتعلق بمسألة السيادة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن ترسل مصر قوات إلى غزة دون تفويض واضح للانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

عندما كشف ترامب عن خطته في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، اعتمد بشدة على الدعم الذي أكد أنه يحظى به من الزعماء “العرب والمسلمين”، مشيراً إلى التزامهم بـ “تجريد غزة من السلاح” و”نزع” القدرات العسكرية لحماس، فقال: “هذه دول غنية جداً ويمكنها تحقيق الأشياء”.

بالنسبة لمصر، فهي لا تتمتع بالثقل المالي الذي تتمتع به السعودية أو الإمارات أو قطر، لكن خطة ترامب تدرج مصر والأردن على وجه التحديد كشركاء أمنيين مهمين يمكنهم توفير القوة البشرية والمعرفة العسكرية، حيث تنص الخطة المكونة من 20 نقطة على نشر قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة وتدريب وتقديم الدعم لقوات الشرطة الفلسطينية هناك.

جاء في الخطة: “ستعمل قوى الأمن الداخلي مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً، ومن الضروري منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل التدفق السريع والآمن للسلع لإعادة بناء وتنشيط غزة”.

أفاد المسؤول العربي لموقع ميدل إيست آي: “لقد وصف ترامب مصر بأنها جزء لا يتجزأ من خطته للسلام، لكنه لم يفكر في التحقق مما إذا كانت الشروط مقبولة، وهذه ليست بداية جيدة”.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل متوترة منذ بعض الوقت، حيث استاءت مصر من قرار إسرائيل غزو مدينة رفح الحدودية بجنوب قطاع غزة العام الماضي وأبدت استياءها من الضغوط الإسرائيلية من أجل قبول الفلسطينيين المهجرين قسراً، وفي المقابل فقد اتهمت إسرائيل مصر بعسكرة شبه جزيرة سيناء.

ويؤكد بعض المسؤولين العرب بأن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر قد تضررت أيضاً بسبب دعم ترامب غير المشروط لإسرائيل، لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين نفوا ذلك لموقع ميدل إيست آي.

من جانبها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بأن مسؤولين مصريين طلبوا من السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي إلغاء رحلته المقررة إلى مصر لمناقشة قضية غزة، فالولايات المتحدة لديها سفير في مصر، موظف الخدمة الخارجية هيرو مصطفى جارج.

تشير خطة ترامب إلى أن السلطة الفلسطينية ستتولى في نهاية المطاف السيطرة على غزة بمجرد الانتهاء من “برنامج الإصلاح”، كما أن الخطة لم تضمن إنشاء دولة فلسطينية كما طلب الزعماء العرب

رغم التوتر، إلا أن كلاً من مصر والأردن تعملان بالفعل مع الولايات المتحدة لتعزيز التدريب الأمني ​​لقوات الأمن الفلسطينية، حيث يدير مكتب منسق الأمن الأمريكي التابع لوزارة الخارجية العلاقات العسكرية مع السلطة الفلسطينية، والمفارقة بأنه حتى في ظل شن ترامب ضربات دبلوماسية ضد السلطة الفلسطينية المحاصرة، فقد قامت الولايات المتحدة بتعميق التدريب الأمني ​​لقواتها في كل من مصر والأردن!

وفقاً لمعلومات كشف عنها موقع ميدل إيست آي، فإن التدريب قائم ولكنه تحول في تركيزه من السيطرة على الحشود والشرطة إلى “مكافحة الإرهاب”، في إشارة إلى الانتشار المحتمل للقوات في غزة.

أما في الأردن، فلم يُسمح بعودة بعض الأسلحة التي كانت السلطة الفلسطينية تتدرب عليها إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث تتمتع السلطة الفلسطينية بخبرة محدودة في الحكم، حسبما صرح مسؤول أمريكي لموقع ميدل إيست آي.

من جانب آخر، فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مصر تقوم أيضاً بتدريب المزيد من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بهدف نشرها في نهاية المطاف في غزة، حيث أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في أغسطس الماضي، بأن القاهرة “ستساعد” أو “تساهم” في أي قوة دولية يتم نشرها في غزة.

وقد ذكرت صحيفة أكسيوس الإخبارية في وقت سابق يوم الثلاثاء بأن العديد من دول المنطقة، بما في ذلك قطر والسعودية والأردن ومصر وتركيا، كلها غاضبة من خطة ترامب، وبحسب التقرير، فإن النص الذي نشره البيت الأبيض كان مختلفاً عما ناقشه ترامب مع قادة تلك الدول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تشير خطة ترامب إلى أن السلطة الفلسطينية ستتولى في نهاية المطاف السيطرة على غزة بمجرد الانتهاء من “برنامج الإصلاح”، كما أن الخطة لم تضمن إنشاء دولة فلسطينية كما طلب الزعماء العرب.

مقالات ذات صلة