نائبة جمهورية أمريكية متشددة تصوت لقطع التمويل عن برنامج عسكري للاحتلال

صوّتت النائبة الأمريكية مارجوري تايلور غرين المعروفة بتأييدها المتشدد للرئيس دونالد ترامب لصالح قطع التمويل عن البرنامج التعاوني الإسرائيلي بعد ساعات من قيام دولة الاحتلال بقصف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة.

وبهذا التصويت انضمت غرين إلى عضوتي الكونغرس الديمقراطيتين التقدميتين رشيدة طليب وإلهان عمر التي أيدتا أيضاً قطع التمويل عن البرنامج الذي تُقدّم الولايات المتحدة بموجبه لدولة الاحتلال مبلغ 500 مليون دولار لتعزيز برامجها الصاروخية.

ويوم الخميس، رفض مجلس النواب بأغلبية 422 صوتًا مقابل 6 أصوات قطع التمويل عن البرنامج المذكور، وهو مبلغ منفصل عن 3.3 مليار دولار أخرى تُرسلها الولايات المتحدة إلى تل أبيب كـ”مساعدة أمنية” سنويًا.

وفي تصريح نادر من عضو جمهوري في البرلمان، قالت غرين لزملائها: “قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية في غزة التي يُباد سكانها بالكامل في ظل استمرار حرب إسرائيل العدوانية على غزة”.

وأضافت: “سيتم تخصيص 500 مليون دولار لتمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المُسلّح نوويًا، والولايات المتحدة تقدم بالفعل لإسرائيل 3.8 مليار دولار سنويًا كمساعدات خارجية، نعم 3.8 مليار دولار، هذا مبلغ كبير”.

هذا وتضمّنت الميزانية الإضافية الأمنية الأمريكية لشهر أبريل/نيسان 2024 مبلغ 8.7 مليار دولار لدولة الاحتلال، على الرغم من أن الدولة العبرية وهي دولة نووية تُوفّر رعاية صحية شاملة لمواطنيها ودعمًا للتعليم الجامعي الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول حاجتها للدعم التسليحي الخارجي.

وقالت غرين: “هنا في أمريكا، لدينا ديون بقيمة 37 تريليون دولار، وسيضمن مقترح التعديل  الذي تقدمت به أن تطبق وزارة الدفاع مبدأ أمريكا أولاً، وهذا ما نحتاجه بالضبط.

يذكر أن الميزانية الإضافية الأمنية، التي دفعت بها إدارة بايدن، توفر دعمًا متزايدًا لتل أبيب موجه لأنظمة دفاعها، بما في ذلك القبة الحديدية، ومقلاع داود، والشعاع الحديدي وغير ذلك من أوجه الدعم العسكري ردًا على هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب دولة الاحتلال.

وقدّمت غرين ستة تعديلات لخفض الإنفاق الخارجي في مشروع قانون مخصصات الدفاع، وهو اتفاقية تمويل سنوية ضخمة يجب على المشرعين إقرارها لتمويل عمليات البنتاغون للعام التالي.

وقد أخفقت التعديلات الستة التي قدمتها غرين في الحصول على موافقة المشرعين، حيث صوّت ستة أعضاء فقط في الكونغرس على حجب 500 مليون دولار عن دولة الاحتلال، بعد 21 شهرًا من حربها على غزة، التي خلّفت أكثر من 58 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

ووافق مجلس النواب في النهاية على تخصيص مبلغ 832 مليار دولار للإنفاق العسكري الأمريكي لعام 2026.

“الولاء لدولة أجنبية”

لم تكن تعليقات غرين الأخيرة في قاعة مجلس النواب أول انتقادات توجهها لسيطرة الاحتلال على صنع السياسات في واشنطن، ففي ظهور لها في برنامج تاكر كارلسون المذيع المحافظ على الإنترنت الشهر الماضي، أعربت عن إحباطها مما وصفته بمحاولة مستمرة لاسترضاء دولة الاحتلال في الكونغرس.

وقالت: “منذ أن أصبحت عضوًا في الكونغرس منذ عام 2021 صوّتنا على 22 قرارًا لصالح إسرائيل، نحن لا نصوّت أبدًا على قرارات تُعلن عن إنجازات عظيمة لأمريكا، أو تدافع عن أمريكيين معينين”.

وسأل كارلسون غرين عما إذا كانت قد غيّرت رأيها الآن، فأجابت: “لقد وصل الأمر إلى حدٍّ أصبح فيه الأمر جليًا طوال الوقت، في لغة الجميع، وفي منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تصريحاتهم، عليهم أن يُعلنوا ولاءهم لإسرائيل، عليهم أن يُعلنوا إيمانهم وولاءهم لها”.

ومضت تقول أن الأمريكيين أصبحوا بحاجة للتوقف للحظة والتساؤل: “ماذا عن بلدنا؟ ماذا عن شعبنا؟” مستشهدة بأبنائها الذين هم في العشرينيات من عمرهم، مشيرةً إلى الصعوبات المالية التي يواجهها الشباب الأمريكي.

وتابعت غرين: “لا يستطيع الشباب في أمريكا تحمل إيجار السكن، لا يستطيعون شراء منزل،  لا يستطيعون تحمل تكاليف التأمين، لا يستطيعون شراء سيارة جديدة، لا يستطيعون العثور على وظيفة براتب جيد”.

ومضت تقول: “يبدو الأمر ميؤوسًا منه بالنسبة لهم، ولكن في الكونغرس، الجميع يسعى ويسعى ويعلن ولائه لدولة أجنبية.”

وكانت غرين قد اختلفت مع قرار الرئيس دونالد ترامب بقصف المواقع النووية الإيرانية في يونيو/حزيران، ولجأت إلى برنامج عبر الإنترنت لصوت آخر بارز في حركة “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، ستيف بانون، حيث أصرت على أننا “نقصف إيران نيابة عن إسرائيل”، وأن “فوكس نيوز تغسل أدمغة كل جيل طفرة المواليد” بينما تشجع الحروب الأميركية.

وقد بات من الواضح أن تيار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” في الحزب الجمهوري يشَنّ حملةً مناهضةً للحرب، تصل إلى حدّ الانحياز إلى اليسار التقدمي، حيث عبّر كلٌّ من كارلسون وبانون، اللذان لطالما حظيا باهتمام الرئيس، مؤخرًا عن آرائهما النقدية تجاه دولة الاحتلال ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والحرب مع إيران، أمام ملايين المستمعين.

وقال كارلسون لبانون الشهر الماضي: “نشأتُ في عالمٍ يُشجّع العنف، هذا ما تفعله حكومة الولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة