ناشطة تمزق صورة اللورد بلفور في كلية بريطانية تستثمر في شركات التسليح الإسرائيلية

عمد ناشط من “منظمة العمل الفلسطيني” يوم الجمعة إلى تمزيق لوحة للورد آرثر جيمس بلفور في كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج.

ووقعت الحادثة بعد أن كشف موقع ميدل إيست آي في 21 شباط/ فبراير أن الكلية وهي أغنى كليات كامبريدج استثمرت ملايين الدولارات في شركات تسليح إسرائيل ودعم حربها على قطاع غزة.

وكان مركز العدالة الدولي للفلسطينيين ومقره المملكة المتحدة قد وجه الأسبوع الماضي إشعاراً قانونياً إلى كلية ترينيتي حذرها فيه من أن “المسؤولين والمدراء والمساهمين في الكلية قد يتعرضون للمسؤولية الجنائية بشكل فردي إذا واصلوا الاستثمار في شركات الأسلحة التي يحتمل أن تكون متواطئة” في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل”.

وبثت “مجموعة العمل الفلسطيني” مشاهد مباشرة على موقع X لتمزيق لوحة بلفور، وأوضحت في بيان لها أنها ” أتلفت لوحة رسمها فيليب ألكسيوس دي لازلو عام 1914 داخل كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج للورد آرثر جيمس بلفور الحاكم الاستعماري والموقع على وعد بلفور الشهير”.

وعلق عضو البرلمان المحافظ روبرت جينريك يوم السبت على الحادثة بالقول أن المسؤول عن هذا العمل ” يجب أن يودع في زنزانة ويواجه السجن”، فيما نشر المعلق السياسي نايجل فاراج على منصة X: ” هؤلاء الناس يكرهوننا”.

وردت منظمة العمل الفلسطيني على فاراج بالقول: ” أنت على حق نحن نكرهك”.

ومن المعلوم أن اللورد آرثر بلفور، الذي تخرج بدرجة ثانية في العلوم الأخلاقية من كلية ترينيتي، كان وزيراً لخارجية بريطانيا عام 1917 عندما أصدر وعد بلفور الذي ينص على إنشاء ” وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.

ووفقاً للمؤرخ أرنولد توينبي، الذي كان مسؤولاً في وزارة الخارجية خلال الحرب العالمية الأولى، فإن وعد بلفور كان “غير متوافق مع التزام سابق قطعته بريطانيا على نفسها بالاعتراف بالاستقلال العربي ودعمه”.

وواجه بلفور اتهامات واسعة النطاق بمعاداة السامية، سيما من قبل إدوين مونتاجو، العضو اليهودي الوحيد في مجلس الوزراء البريطاني عندما صدر الإعلان.

وفي عام 1919، زعم بلفور أن الحركة الصهيونية سوف ” تخفف من المآسي التي التي خلقتها الحضارة الغربية عبر العصور من خلال وجود جسد غريب وحتى معادٍ في وسطها دون أن تتمكن من استيعابه أو التخلص منه”، في إشارةٍ للوجود اليهودي في أوروبا. 

وفي عام 1922 ذكر أن الصهيونية ” متجذرة في التقاليد القديمة، وأن الاحتياجات الحالية والآمال المستقبلية ذات أهمية أعمق بكثير من رغبات وأحكام مسبقة لـ 700 ألف عربي يسكنون الآن تلك الأرض القديمة”، في إشارة للشعب الفلسطيني. 

وعقب حادثة تمزيق صورة بلفور، قالت رئيسة كلية ترينيتي سالي ديفيز ” لقد صدمت من الهجوم الذي وقع أمس في كليتنا وعلى لوحتنا وأنا أدين هذا العمل التخريبي، ونحن نتعاون مع الشرطة لتقديم الجناة إلى العدالة”.

وكانت اللجنة الدولية للعدالة والتنمية قد دعت الأسبوع الماضي كلية ترينيتي إلى التأكيد العاجل وفي موعد أقصاه 12 آذار/ مارس ما إذا كانت تنوي تعليق استثماراتها في الشركات المشاركة في الحرب الإسرائيلية على غزة للتخلص من أي مسؤولية جنائية محتملة. 

وذكر موقع “ميدل إيست آي” في شباط/ فبراير، استناداً إلى معلومات تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات، أن شركة ترينيتي استثمرت 61.735 جنيهاً إسترلينياً (78.089 دولاراً) في أكبر شركة أسلحة إسرائيلية، “إلبيت سيستمز”، التي تنتج 85% من الطائرات بدون طيار والمعدات الأرضية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.

وقطعت شركة التجارة اليابانية العملاقة إيتوتشو علاقاتها مع شركة إلبيت في وقت سابق من شباط/ فبراير رداً على حكم محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل ربما ترتكب إبادة جماعية في غزة.

كما تمتلك ترينيتي استثمارات تبلغ قيمتها نحو 3.2 مليون دولار في شركة كاتربيلر، وهي شركة معدات ثقيلة مقرها الولايات المتحدة تعرضت للاستهداف منذ فترة طويلة من قبل حملات المقاطعة بسبب بيعها الجرافات للجيش الإسرائيلي.

بالإضافة لذلك فإن لدى الكلية استثمارات في العديد من الشركات الأخرى المشاركة في العدوان الإسرائيلي بما فيها جنرال إلكتريك، وشركة تويوتا ورولز رويس وبنك باركليز وغيرها.

وقالت منظمة العمل الفلسطيني في بيانها: ” إن شركة إلبيت سيستمز، أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، والتي تستخدم الفلسطينيين الأسرى في غزة كمختبر بشري لتطوير أسلحتها، تستخدم بريطانيا كموقع أمامي للتصنيع، حيث صانع الأسلحة الإسرائيلي يصنع الأسلحة في المصانع في جميع أنحاء البلاد ويعمل بشكل وثيق مع الحكومة البريطانية”.

وتعهدت منظمة العمل الفلسطيني ” بمواصلة حملتها المباشرة حتى يتم إغلاق إلبيت وينتهي التواطؤ البريطاني في استعمار فلسطين”.

مقالات ذات صلة