زعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه منفتح على “صفقة جزئية” مع حماس تسمح له بمواصلة الحرب على غزة بعد إطلاق سراح بعض الأسرى.
وقال نتنياهو للقناة 14 يوم الأحد أن الصفقة التي تنهي الحرب بشكل دائم ليست خياراً قبل أن يتم “القضاء” على حماس.
يأتي ذلك في الوقت الذي عبر فيه جيش الاحتلال والعديد من الخبراء عن اعتقادهم بأن هدف القضاء على حماس غير قابل للتحقيق.
وظهرت تصريحات نتنياهو متناقضة مع العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين قالوا لأسابيع أن الاحتلال وافق على مخطط قدمه الرئيس جو بايدن في أيار/مايو يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأوضح نتنياهو في المقابلة التلفزيونية: “لست مستعداً لإنهاء الحرب وترك حماس في مكانها، أنا مستعد لإبرام صفقة جزئية، وهذا ليس سراً، من شأنها أن تعيد بعض الناس إلينا”.
وأضاف “نحن ملزمون بمواصلة القتال بعد فترة توقف لتحقيق هدفنا المتمثل في تدمير حماس، ولست مستعداً للتخلي عن هذا الهدف”.
وأثارت تصريحات نتنياهو غضباً عارماً في دولة الاحتلال، لتضمنها الإشارة إلى أن نتنياهو لم يعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى الـ 120 الذين ما زالوا في غزة.
وندد منتدى الأسرى والمفقودين، وهو تجمع يدافع عن إطلاق سراح الأسرى، بنتنياهو.
وقال المنتدى في بيان له: “نحن ندين بشدة تصريح رئيس الوزراء الذي تراجع فيه عن الاقتراح الإسرائيلي. وهذا يعني أنه يتخلى عن 120 رهينة ويضر بالواجب الأخلاقي لدولة إسرائيل تجاه مواطنيها”.
وذكرت مصادر لصحيفة هآرتس وموقع والا الإخباري أن تصريحات نتنياهو تسببت في أضرار جسيمة لمحادثات وقف إطلاق النار الجارية.
وقالت المصادر لصحيفة هآرتس: “أوضح نتنياهو اليوم أنه غير مهتم بالإفراج عن جميع الرهائن، وهو المطلب الذي يحمله بنفسه لحماس، وليس على استعداد لتقديم التعويض الذي تطالب به حماس”.
في المقابل ذكرت حركة حماس في بيان لها أن تصريحات نتنياهو تثبت معارضة الاحتلال لمقترح بايدن والقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الداعي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ كانون الثاني/يناير، انخرطت دولة الاحتلال مع حماس في محادثات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة ويفضي إلى تبادل الأسرى.
وكان الطرفان يتبادلان الآراء حول خطة مقترحة من ثلاث مراحل للاتفاق قدمها وسطاء أميركيون وقطريون ومصريون.
وتم الفروغ من التفاهم على معظم مكونات المقترح بعد أشهر من المفاوضات، ولكن قضيتي شروط وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب قوات الاحتلال من غزة ما زالتا عالقتين.
وخلال الشهر الماضي، قال بايدن أن دولة الاحتلال وافقت على وقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل كجزء من الخطوط العريضة لأحدث عرض أرسلته إلى الوسطاء في 27 أيار/مايو.
لكن المسؤولين في تل أبيب لم يعلنوا على الملأ موافقتهم على إنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل من غزة، بل وذهب نتنياهو إلى التأكيد مراراً وتكراراً أنه لن يوافق على وقف إطلاق نار دائم قبل تحقيق “أهداف” الحرب.
وكان مسؤولو حماس قد رحبوا بإعلان بايدن عند عرضه، لكنهم لفتوا النظر لاحقاً إلى أن عرض الاحتلال لا يضمن إنهاء الحرب.
ومنذ أشهر، أكدت حماس أنها لن توافق على اتفاق لا يتضمن إنهاءً صريحاً للحرب وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من غزة.
وردت الحركة الفلسطينية على أحدث مقترح لوقف القتال في 11 حزيران/يونيو لكنها لم تتلق رداً بعد على التعديلات التي طلبت إدراجها عليه.
وخلال الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ان بعض “التقدم” تم إحرازه لكنه أقر بوجود “بعض الفجوات” وأن الجهود لا تزال جارية للتوصل إلى اتفاق.