أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيوسع هجومه على غزة ليشمل رفح رغم تحذير الأمم المتحدة من العواقب الكارثية لذلك على أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى المدينة.
وأوضح مكتب نتنياهو في منشور على موقع X أنه لا يمكن لإسرائيل تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس ” إذا بقيت أربع كتائب تابعة للحركة في رفح”، وأن رئيس الوزراء طلب من الجيش وضع ” خطة مشتركة لـ وإجلاء السكان وتدمير الكتائب”.
وكان قرابة 1.4 مليون فلسطيني يشكلون أكثر من نصف سكان قطاع غزة قد نزحوا إلى رفح منذ أن وسع الجيش الإسرائيلي هجومه على مدن جنوب القطاع مثل خان يونس، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وقال فيليب لازاريني، مدير الوكالة وهي الوحيدة العاملة في القطاع للصحفيين يوم الجمعة إن هناك ” قلقًا وذعراً متزايدين” بين الفلسطينيين في المدينة لأنهم لا يملكون “أي فكرة على الإطلاق عن أي وجهة يمكنهم الذهاب إليها بعد رفح”.
وأشار لازاريني إلى أن ” أي عملية عسكرية واسعة النطاق بين هؤلاء السكان لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مستوى إضافي من المأساة التي تتكشف باستمرار”.
وكانت الولايات المتحدة، الداعم العسكري والمالي الرئيسي لإسرائيل في حربها على غزة، قد حذرت تل أبيب من شن هجوم واسع النطاق على رفح التي تم إعلان سابقًا “منطقة آمنة”.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين يوم الخميس أن البيت الأبيض “لن يدعم” مثل هذه العملية.
” توسيع العمليات الجوية والبرية في رفح سيطلق العنان لكابوس إنساني في غزة يتجاوز حتى الرعب الذي حدث خلال الأشهر الأربعة الماضية – منظمة ميرسي كوربس
وأوضح كيربي أن ” أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف حيث يتواجد أكثر من مليون وربما أكثر من مليون ونصف فلسطيني يبحثون عن ملجأ هناك دون إيلاء الاعتبار الواجب لسلامتهم ستكون بمثابة كارثة”.
وجاءت تصريحات كيربي في الوقت الذي وجه فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أشد انتقاداته لتصرفات إسرائيل في غزة منذ بداية الحرب، واصفاً هجومها على القطاع بأنه “مبالغ فيه”.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: ” هناك الكثير من الأبرياء الذين يتضورون جوعاً، والكثير من الأبرياء الذين يواجهون مشاكل ويموتون، ويجب أن يتوقف ذلك”.
وسبق هذه التطورات أن حثّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بزيارته الخامسة للشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر إسرائيل يوم الأربعاء على بذل المزيد من الجهود لحماية أرواح المدنيين.
وقال بلينكن خلال زيارته لتل أبيب: ” إسرائيل تتحمل المسؤولية، وعليها الالتزام ببذل كل ما في وسعها لضمان حماية المدنيين وحصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها في هذا الصراع”.
وكان بلينكن قد توقف هذا الأسبوع في المملكة العربية السعودية وقطر ومصر لدعم المفاوضات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق نار يمكن أن يحرر المحتجزين في غزة ويسمح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
جدير بالذكر أن نتنياهو أصر في وقت سابق هذا الأسبوع على أن القوات الإسرائيلية المتجهة إلى رفح ستوفر ” ممرًا آمنًا للسكان المدنيين إلى مناطق آمنة”.
لكن ونظراً لحجم الدمار في أماكن أخرى في غزة، وبالنظر إلى الأعداد الهائلة من المحاصرين في القطاع، تقول منظمات الإغاثة أنه سيكون من المستحيل الوفاء بمثل هذه التعهدات.
وقالت منظمة ميرسي كوربس للإغاثة في بيان يوم الجمعة إن ” توسيع العمليات الجوية والبرية في رفح سيطلق العنان لكابوس إنساني في غزة يتجاوز حتى الرعب الذي حدث خلال الأشهر الأربعة الماضية”.
وأضاف البيان: ” إذا اضطر الناس إلى الفرار شمالاً من رفح، فلن يتمكنوا إلا من العودة إلى المناطق المدمرة التي تتناثر فيها المتفجرات الخطرة وغير الصالحة للسكن فعليًا”.
وتابعت المنظمة:” في تلك المناطق لا تتوفر خدمات، ولا إمدادات ولا استجابة كافية للمساعدات، ولا يوجد سوى بنية تحتية هشة للحفاظ على الحياة، ومن المرجح أن تكون رحلة العودة خطيرة للغاية مثل رحلة النزوح إلى الجنوب”.
وأردف بيان المنظمة:” ما نحتاجه الآن هو وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الحصار، والسماح بوصول المساعدات على نطاق واسع وليس هجومًا جديدًا على مدينة يسكنها مليون شخص”.
يذكر أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر قد أدى إلى استشهاد أكثر من 27,500 فلسطيني وتشريد حوالي 1.7 مليون شخص عدة مرات وتعرض ما يقرب من 70% من منازل غزة البالغ عددها 439 ألف منزل ونحو نصف مبانيها لأضرار أو دمار كامل بسبب الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي.