أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن رئيس الوزراء عرض “عن طريق الخطأ” خريطة تظهر فيها الصحراء الغربية منفصلة عن المغرب، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخراً.
خلال المؤتمر الصحفي، عرض نتنياهو خريطة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شرح فيها للصحفيين لماذا يعتقد أن على إسرائيل السيطرة على ممر فيلادلفيا، وهي المنطقة العازلة بين قطاع غزة ومصر.
ظهر في الخريطة اسمي المغرب والصحراء الغربية، مما أثار ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي المغربية، حيث تطالب الرباط بالسيادة على المنطقة المتنازع عليها منذ عام 1975.
ليست هذه المرة الأولى الأولى التي يثير فيها نتنياهو غضب المغاربة حول هذه القضية، ففي مايو الماضي، اضطر إلى الاعتذار بعد أن لوح بخريطة لا تعترف بسيادة الرباط على الصحراء الغربية
وفقاً لبيان نشره مكتب نتنياهو على موقع “إكس”: “على خريطة الأطلس التي عرضت خلال بيان رئيس الوزراء، تم عرض اسم الصحراء الغربية منفصلاً عن الأراضي المغربية بالخطأ”، وأضاف البيان: “من المهم الإشارة إلى أنه على الخريطة الموجودة في مكتب رئيس الوزراء، يظهر اسم المغرب فقط في المنطقة المحددة بأكملها، وإسرائيل تؤكد مجدداً اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.
في عام 2020، اعترفت إسرائيل بسيادة المغرب على المنطقة في إطار التطبيع بين البلدين، حيث شهدت الاتفاقية بين الجانبين أيضاً اعتراف الولايات المتحدة بالصحراء الغربية كجزء من المغرب.
يذكر أن القوميين الصحراويين، بقيادة جبهة البوليساريو، قد قادوا حرباً مع المغرب بين عامي 1975 و 1991 من أجل تقرير المصير في ما يعتبرونه وطنهم، ثم انهار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 1991 مرة أخرى عام 2020، ومنذ ذلك الحين، استؤنف القتال بشكل رئيسي على طول الجدار الصناعي الذي أنشأه المغرب والذي يحدد مناطق الصحراء الغربية التي تسيطر عليها المملكة مقابل تلك التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو.
خطأ غير مقصود
أدان كل من الفلسطينيين والصحراويين بشدة الاتفاق بين إسرائيل والمغرب آنذاك، معتبرين أنه يقوض حق تقرير المصير لكلا الشعبين اللذين يعيشان على أراضيهما المحتلة.
ليست هذه المرة الأولى الأولى التي يثير فيها نتنياهو غضب المغاربة حول هذه القضية، ففي مايو الماضي، اضطر إلى الاعتذار بعد أن لوح بخريطة لا تعترف بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، وبرر ذلك متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك بالقول: “بسبب خطأ غير مقصود، أثيرت ضجة إعلامية كبيرة عندما استخدم نتنياهو خريطة يظهر فيها المغرب مقطوعة عن صحرائه”.
من جانب آخر، فقد قوبلت الخريطة التي عرضها نتنياهو مؤخراً بإدانة واسعة لاستبعادها الضفة الغربية المحتلة، حيث قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أن استخدام الخريطة هو “اعتراف صارخ بأجندة إسرائيل الاستعمارية والعنصرية”، معتبرة ذلك انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، خاصة مع استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين، بهدف حرمانهم من وجودهم وحقوقهم الوطنية المشروعة.
وقد صرح السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، بالقول أن قيام نتنياهو بمحو الضفة الغربية المحتلة من الخريطة يهدف إلى محو الشعب الفلسطيني والاستيلاء على ما تبقى من أرضه.