بقلم عثمان مقبل
ترجمة وتحرير مريم الحمد
في 12 سبتمبر، قتل 6 من عمال الإغاثة مع ما لا يقل عن 18 شخصاً في هجوم إسرائيلي على مدرسة في غزة، في حين قُتل 3 من موظفي الصليب الأحمر في أوكرانيا عندما تعرض موقع لتوزيع الهواء للقصف.
إن احتدام الحروب والصراعات يخلق الحاجة للمزيد من المساعدات الإنسانية، ولكن المفارقة المثيرة للقلق هي أن أولئك الذين يحاولون المساعدة يتعرضون للقتل بشكل أكبر!
إن ضمان سلامة الموظفين في مناطق النزاع والكوارث ليس بالأمر الهامشي، فالعالم يحتاج إلى عمال الإغاثة أكثر من أي وقت مضى، ولكنه في نفس الوقت، يقتل عدداً أكبر من عمال الإغاثة مقارنة بأي وقت مضى!
في أغسطس، احتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني، حيث حذرت العديد من منظمات الإغاثة، مثل منظمتنا “منظمة العمل من أجل الإنسانية”، العالم من استهداف موظفينا وقتلهم وإصابتهم، ولكن مع مقتل ما لا يقل عن 9 من زملائنا في مناطق النزاع في 12 سبتمبر وحده، يبدو أن هذه الدعوات لم تلق صدى.
في الآونة الأخيرة، دخل أحد الموظفين لدينا إلى المستشفى بعد تعرض مستودعنا للقصف في شمال غرب سوريا، وطوال فترة النزاع السوري، تعرض العشرات من موظفينا للقتل والتشويه، حيث تم تسجيل مقتل أكثر من 580 من عمال الإغاثة في سوريا خلال 13 عاماً من الحرب!
شيطنة
يخاطر موظفو منظمة العمل من أجل الإنسانية في غزة بحياتهم وأطرافهم في كل ساعة، وذلك أثناء محاولتهم تقديم المساعدات، كما قُتل العديد من زملائنا في المنظمات الأخرى.
لقد قُتل أكثر من 280 من عمال الإغاثة في غزة حتى الآن، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد خاصة مع عدم وجود وقف لإطلاق النار في الأفق.
من جانب آخر، فإن عمال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم في غزة يخاطرون أيضاً بسمعتهم، فطوال فترة الحرب على غزة وما قبل ذلك، واجهت المنظمات التي تساعد الفلسطينيين التشهير والأكاذيب المتكررة، مما أدى إلى شيطنتهم وحتى سجنهم، لمجرد أن لديهم الدافع والرغبة في مساعدة من هم في أمس الحاجة إليها.
لا يقتصر ذلك على منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا، فقد شهدنا مقتل عمال الإغاثة أثناء قيامهم بعملهم في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأماكن أخرى أيضاً.
الحقيقة هي أن حياة عامل الإغاثة اليوم هي أكثر خطورة من أي وقت مضى رغم احتياج العالم لهم أكثر من أي وقت مضى، فهناك حوالي 300 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية وهذا العدد آخذ في التزايد، فنحن نشهد اندلاع المزيد والمزيد من الحروب، كما أن تغير المناخ يؤدي إلى نزوح المزيد من السكان تدمير المنازل.
تخفيض التمويل
باتت الأزمات الإنسانية أكثر حاجة إلى عمال الإغاثة الإنسانية، ومع ذلك لم يتم بذل الكثير لحمايتهم، فرغم أننا بالفعل محميون بموجب القانون الدولي، إلا أن هذه القوانين لا يتم اتباعها ولا تتم محاكمة من يخالفها.
نحن نتعرض للهجوم بطرق أخرى أيضاً، فالحكومات التي كانت تمول مشاريع المساعدات والتنمية، مثل المملكة المتحدة، قامت بتخفيض تمويلها، مما يعني أن المنظمات غالباً ما تواجه ضغوطاً لتقليص النفقات.
إن ضمان سلامة الموظفين في مناطق النزاع والكوارث ليس بالأمر الهامشي، فالعالم يحتاج إلى عمال الإغاثة أكثر من أي وقت مضى، ولكنه في نفس الوقت، يقتل عدداً أكبر من عمال الإغاثة مقارنة بأي وقت مضى!
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)