نظم طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة احتجاجات غير مسبوقة ضد زيارة السفير الأمريكي السابق لدى مصر دانييل كيرتزر، مما أجبره ومجموعة من طلاب الدراسات العليا الأمريكيين على مغادرة الحرم الجامعي.
وتُظهر لقطات فيديو لحرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة المئات من الشباب المصريين من مختلف الفئات العمرية وهم يحتشدون في حرم الجامعة وقاعاتها احتجاجاً على وصول كيرتزر، كما ارتدى العديد من الطلاب الكوفية الفلسطينية ولوحوا بالعلم الفلسطيني.
هتف الطلاب خلال التظاهرة: “من قال 67؟ كل الأرض فلسطين، لن نطبع”، في توبيخ واضح للدول العربية التي تدعو إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حدود ما قبل عام 1967.
وفي بيان له، أعلن اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية بأن أكثر من 40 منظمة طلابية شاركت “بتعبير عن الغضب والضمير والتضامن مع فلسطين، فالأمر لا يتعلق بالحرية الأكاديمية بل يتعلق بالمسؤولية الأخلاقية”، مضيفين بأن “منح منصة لشخص يدافع عن الفصل العنصري هو تطبيع ونحن نرفض السماح لأمر كهذا بالمرور مثل أي شيء آخر”.
وقد مثلت احتجاجات طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة على زيارة مسؤول أمريكي كبير سابق تناقضاً واضحاً مع الكيفية التي تم بها استقبال ترامب في شرم الشيخ قبل يوم واحد فقط
وأكد اتحاد الطلاب بأن الاحتجاجات تمثل “المرة الأولى منذ سنوات” والتي تجتمع فيها العديد من المنظمات في الحرم الجامعي لرفض وجود أو زيارة محاضر ما، فقد جاء في البيان بأن كيرتزر هو “سفير أمريكي سابق لدى إسرائيل وممثل للمؤسسات المتواطئة في القمع المستمر للشعب الفلسطيني”.
تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 1919، حيث ينظر لها على أنها إرث يهدف لاستعراض القوة الناعمة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومعظم طلابها من خلفيات اجتماعية واقتصادية عالية في مصر.
عكس استقبال ترامب
تعد مصر أقدم شريك سلام لإسرائيل في المنطقة، ولكن معاهدة السلام التي أبرمتها عام 1979 قد تزعزعت بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة والذي وصفته الأمم المتحدة وباحثون بأنه إبادة جماعية.
لقد غضب المواطنون المصريون من العدوان الإسرائيلي على القطاع، كما أعرب أعضاء النخبة العسكرية في مصر عن قلقهم حول العواقب الأمنية المترتبة على التهديدات الإسرائيلية بطرد الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء.
وفي حين أصبحت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين شائعة في الجامعات الأمريكية والأوروبية، فقد كانت أكثر هدوءاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يخضع التعبير السياسي الجماهيري في مصر لرقابة مشددة، فالحكومة سمحت فقط ببعض المظاهرات في الأماكن العامة مع بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر عام 2023.
ويذكر أن كيرتزر قد شغل منصب سفير الولايات المتحدة في مصر من عام 1997- 2001 ثم سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل من عام 2001 – 2005، ويتم الاستشهاد به في وسائل الإعلام الأمريكية باعتباره خبيراً في شؤون المنطقة.
وقد مثلت احتجاجات طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة على زيارة مسؤول أمريكي كبير سابق تناقضاً واضحاً مع الكيفية التي تم بها استقبال ترامب في شرم الشيخ قبل يوم واحد فقط.
وقد سافر ترامب إلى منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر كجزء من جولة النصر للاحتفال بوقف إطلاق النار في غزة، وقد وافق على مطلبين اساسيين لمصر والدول العربية والدول العربية الأخرى، وهي عدم قيام إسرائيل بضم غزة وعدم تهجير الفلسطينيين قسراً من القطاع.
ومع ذلك، فقد تعرض الاتفاق لانتقادات لأنه فشل في تقديم تفاصيل حول الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، خاصة وأن إسرائيل قامت بانتهاك الشروط بالفعل من خلال قصف غزة وتقليص دخول المساعدات إلى القطاع.
وفي شرم الشيخ، وقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وغيره من زعماء العالم خلف ترامب عندما ألقى خطاباً صاخباً مليئاً بالزلات احتفالاً بالصفقة!