منذ التوقيع على وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي، واصلت إسرائيل انتهاك الاتفاق، من غارات جوية وإطلاق النار إلى الاعتقالات والتوغلات خارج خطوط الانتشار، متذرعة بانتهاكات مزعومة ارتكبتها حماس ومجموعات فلسطينية أخرى لتبرير تصرفاتها.
اتهمت إسرائيل حماس بتأخير استعادة الأسرى القتلى، مستشهدة بذلك كمبرر للعديد من انتهاكاتها، رغم أن الاتفاق ينص صراحة على تسليم جثث الأسرى القتلى “بمجرد” تمكن حماس من استعادة الجثث، دون موعد نهائي محدد
من جانبها، نفت حماس نفت هذه الاتهامات وأصرت على أنها التزمت بالكامل بشروط وقف إطلاق النار، كما أن العديد من الانتهاكات استهدفت المدنيين ووقعت دون أي مبرر!
وفيما يلي قائمة بأهم الانتهاكات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار الهش:
هجمات:
حتى يوم 28 أكتوبر الماضي، نفذت القوات الإسرائيلية 52 عملية إطلاق نار و55 عملية قصف في أنحاء قطاع غزة، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وقد تم شن المزيد من الضربات الجوية منذ ذلك الحين.
وقد أسفرت تلك الهجمات عن استشهاد 226 شخصاً، من بينهم 97 طفلاً، أي ما يقرب من 40% من إجمالي الشهداء، وإصابة 594 آخرين.
وقد هدمت إسرائيل ما لا يقل عن 11 منزلاً، مع استمرار القوات الإسرائيلية نشر روبوتات محملة بالمتفجرات يتم التحكم فيها عن بعد لتدمير المباني.
وفي هجومين منفصلين مزعومين شنهما فلسطينيون في رفح، قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين، ولكن لم تعلن أي جماعة فلسطينية، بما في ذلك حماس، مسؤوليتها عن الهجوم.
اعتقالات ومداهمات:
نفذت إسرائيل عدة عمليات توغل وراء ما يسمى بالخط الأصفر، الذي يشير إلى انتشار القوات داخل قطاع غزة، حيث تم إطلاق النار على العديد من الأشخاص في الهجمات أو قصفهم أثناء تواجدهم داخل الخط الأصفر، وهي منطقة خارج السيطرة الإسرائيلية.
وفقاً للمكتب الإعلامي في غزة، فقد تم الإبلاغ عن 9 عمليات توغل على الأقل حتى يوم 28 أكتوبر الماضي، حيث اتهمت حماس إسرائيل بإطلاق النيران لمسافة تصل إلى 1500 متر وراء الخط الأصفر في أجزاء من القطاع، كما قام الجيش الإسرائيلي بوضع كتل خرسانية صفراء على مسافات تتراوح بين 400 إلى 1050 متراً داخل المنطقة المحددة.
علاوة على ذلك، فقد اعتقلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 29 فلسطينياً، بعضهم أثناء تفتيش المنازل القريبة من الخط الأصفر وآخرون من البحر خلال ممارسة الصيد.
المساعدات وإغلاق الحدود:
خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت عامين على غزة، أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية، بما فيها معبر رفح مع مصر، وذلك لمنع دخول المساعدات والبضائع.
وقد أدى الحصار المشدد إلى حدوث مجاعة أُعلنت في أغسطس الماضي، مما أدى إلى وفاة العشرات بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية.
وينص الاتفاق الذي تم توقيعه الشهر الماضي، بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، على إنهاء الحصار من خلال إعادة فتح معبر رفح أمام حركة الأشخاص ودخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية، بما في ذلك 50 شاحنة محملة بالوقود، يومياً.
حتى الآن، لم تسمح إسرائيل بفتح معبر رفح، مما منع عشرات الآلاف من المصابين بجروح خطيرة من طلب العلاج في الخارج، ولم تدخل سوى حوالي 115 شاحنة وقود خلال الـ 21 يوماً الماضية، أي ما يقرب من 10% فقط من الكمية المتفق عليها.
وقد انخفض عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة باستمرار إلى أقل بكثير من 600 شاحنة يومياً كما هو الاتفاق، وذلك بمتوسط حوالي 145 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية يومياً، إلى جانب بعض البضائع التي تنقل البضائع التجارية، وفقاً للمكتب الإعلامي في غزة.
وفقاً لمسؤولي الصحة، فلم يدخل سوى حوالي 10% فقط من الإمدادات الطبية الأساسية والمطلوبة بشكل عاجل، كما لم تسمح إسرائيل بعد بدخول الآليات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وإعادة فتح الطرق.
الأسرى:
إضافة إلى ذلك، فقد اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك الشروط المتعلقة بتبادل الأسرى في الصفقة، حيث أكدت الحركة على أن إسرائيل لم تلتزم في تقديم قائمة كاملة بجميع الأسرى المحتجزين حالياً لديها.
منذ بدء الحرب، اعتقلت إسرائيل آلاف الأشخاص من غزة والضفة الغربية المحتلة، لكنها لم تكشف عن مكان وجود العديد منهم، كما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تعرف عائلاتهم ما إذا كان أقاربهم على قيد الحياة أم ميتين، أو حتى مكان احتجازهم.
أوضحت حماس بأن إسرائيل لم تقدم سوى قائمة غير كاملة تحتوي على أخطاء، كما اتهمت الحركة إسرائيل بعدم الالتزام بإطلاق سراح الأطفال والنساء من غزة، كما هو منصوص في الاتفاق.
في الوقت نفسه، اتهمت إسرائيل حماس بتأخير استعادة الأسرى القتلى، مستشهدة بذلك كمبرر للعديد من انتهاكاتها، رغم أن الاتفاق ينص صراحة على تسليم جثث الأسرى القتلى “بمجرد” تمكن حماس من استعادة الجثث، دون موعد نهائي محدد.
من جانبها، أكدت حماس أن عملية التعافي تتطلب آليات ثقيلة وإمكانية الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، فقد أعادت الحركة حتى الآن 20 أسيراً حياً و17 جثة بموجب الاتفاق، ويعتقد أن 11 آخرين ما زالوا مدفونين في غزة.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)







