ترجمة وتحرير موقع بالعربية
أجبر جنود الاحتلال الذين اقتحموا آخر مستشفى عامل في غزة يوم الجمعة المسعفين والمرضى الفلسطينيين على الخروج منه سيرًا على الأقدام وشبه عراة واقتادوهم إلى وجهة غير معلومة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصلت إلى ميدل إيست آي العديد من دبابات الاحتلال متمركزة خارج مستشفى كمال عدوان الذي تعرض للقصف، بينما تم توجيه العشرات من الرجال عراة إلى منطقة خارج كادر الشاشة الذي غطاه التصوير.
وقال إسلام أحمد، وهو صحفي محلي وشاهد عيان على الهجوم، أن الاتصال انقطع مع موظفي المستشفى قبل ساعات من اقتحام قوات الاحتلال له، مؤكداً أن هجوم الاحتلال على المستشفى الواقع في بيت لاهيا بدأ منذ شروق الشمس، حيث تم استهداف غرف العمليات والمختبرات وأقسام الطوارئ الأخرى بالقصف وإضرام النيران فيها.
وأضاف في شهادة لميدل إيست آي أن هناك مخاوف متزايدة على سلامة الطواقم الطبية مثل الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، بسبب استهداف الاحتلال المتعمد للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وذكر أحد العاملين الطبيين داخل المستشفى أن من كانوا يتواجدون داخل المبنى الرئيسي للمستشفى عاشوا القلق الحقيقي بعد أن قطعت قوات الاحتلال إمدادات الأكسجين وبدأت في إجبار الأطباء والمرضى على الخروج إلى الشوارع.
وتشهد درجات الحرارة في غزة انخفاضاً كبيراً في الأيام الأخيرة حيث استشهد أربعة أطفال على الأقل بسبب انخفاض حرارة أجسامهم في ظل حصار الاحتلال ومنعه للغذاء والمياه والإمدادات الشتوية الأساسية.
وفي وقت سابق، أظهرت لقطات أرسلت إلى ميدل إيست آي طائرة كوادكابتور تابعة لجيش الاحتلال تسقط متفجرات على قسم من المستشفى بينما كانت صرخات الاستغاثة تدوي، ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك أي شهداء قد ارتقوا في هجمات الجمعة.
ويأتي الهجوم على مستشفى كمال عدوان بعد يوم من استشهاد 50 فلسطينيًا في غارة جوية على مبنى داخله بينهم ما لا يقل عن خمسة من العاملين الطبيين الذين قضوا إلى جانب زوجاتهم وآبائهم وأطفالهم.
ووقع مستشفى كمال عدوان تحت حصار خانق لأكثر من شهرين من قبل الاحتلال، تلقى خلالها القليل من المساعدات، أو الأدوية أو الطعام أو الوقود منذ شددت قوات الاحتلال حصارها على الأجزاء الشمالية من القطاع.
وكان المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة، قد توقفا عن العمل في المنطقة منذ أسابيع بسبب عدوان الاحتلال المتواصل.
وظل مستشفى كمال عدوان يعمل وحيداً بطاقته الدنيا، حيث قدم خدمات منقذة للحياة للأطفال حديثي الولادة وغيرهم في وحدات العناية المركزة.
وكان جيش الاحتلال قد صعد هجومه على شمال غزة في 5 أكتوبر/تشرين الأول بعد تقديم اقتراح مثير للجدل يسمى “خطة الجنرالات” إلى حكومة الاحتلال.
وتنص الخطة على تفريغ المناطق الواقعة شمال ممر نتساريم، الذي يقسم غزة إلى نصفين، من سكانها حتى تتمكن قوات الاحتلال من إنشاء “منطقة عسكرية مغلقة”، حيث تعتبر الخطة أي فلسطيني يختار البقاء في المنطقة عنصراً من حماس ويمكن قتله.
ومنذ إطلاق الخطة، اتُهمت قوات الاحتلال بالعمل على مفاقمة المجاعة وسوء التغذية بهدف التطهير العرقي للفلسطينيين، حيث أفادت منظمة أوكسفام في وقت سابق من هذا الأسبوع أن 12 شاحنة مساعدات فقط تمكنت من الوصول إلى شمال غزة هذا الشهر.
كما اتُهم جيش الاحتلال بتدمير النظام الصحي في غزة عمدًا من خلال الهجمات المستمرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطباء، منذ الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب ثكنات جيش الاحتلال ومستوطناته في غلاف غزة.
وسبق لقوات الاحتلال أن داهمت أكبر مستشفيين في القطاع، وهما مستشفى الشفاء في مدينة غزة ومستشفى ناصر في خان يونس، ودمرتهما بالكامل، كما قتلت أكثر من 1150 عاملاً صحيًا واعتقلت 300 منذ بدء العدوان على غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وخلال الشهر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، كما تواجه إسرائيل قضية إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية بسبب حربها على القطاع.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)