حظي الإعلان عن إطلاق ألبوم مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت في أهرامات الجيزة في مصر باهتمام كبير وكان يُنظر إليه كحدث بارز في المنطقة بأكملها.
ومن المقرر أن يقام الحفل الموسيقي الذي يحمل عنوان “يوتوبيا” في 28 تموز/ يوليو، وقد نفدت تذاكر حضوره، التي تراوحت أسعارها بين 4000 جنيه (129 دولارًا) و 6500 جنيه (210 دولار)، بالكامل خلال 15 دقيقة.
#ترافيس_سكوت يُعلق لأول مرة على حفلته المُلغاة بمنطقة الأهرامات "الحفلة في #مصر ما زالت قائمة لكن نتيجة للاستعدادات المطلوبة و لوجستياتها هنحتاج وقت أطول لتجهيز مكان الحفلة و الأرض اللي هتقام عليها ، هبلغكم بميعاد الحفل اللي هيبقي قريب جدا
بحبكوا كلكوا 😘😘"#حفل_ترافيس_سكوت… https://t.co/0qku0V84sT— Ahmed Aboulyazeed (@AAboulyazeed) July 26, 2023
لكن الإرباك سرعان ما خيم على الموقف مع تنامي الشكوك حول ما إذا كان الحفل سيجرى في موعده أم أنه قد تم إلغاؤه؟ ولماذا؟ في ظل التصريحات المتضاربة حول ذلك.
إلا أن الجدل المتواصل لم يمنع استمرار إعادة بيع التذاكر عبر الإنترنت وبأسعار مرتفعة.
إليكم ما نعرفه حتى الآن
ثار الجدل لأول مرة عندما ألغت نقابة الموسيقيين في مصر التصريح الذي كانت قد منحته لسكوت بدعوى أن موسيقى الراب “تتعارض مع هوية الشعب المصري”.
وبحسب بيان نشرته النقابة في 18 تموز / يوليو، فقد “أظهرت الصور والتقارير أن سكوت يستخدم حفلاته لإقامة طقوس تتعارض مع قيمنا وتقاليدنا”.
وعلى الرغم من دعم هيئة السياحة المصرية للحفل، فقد أكد رئيس وأعضاء مجلس إدارة النقابة إنهم اتخذوا القرار بناءً على رد فعل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا حفلات سكوت بالــ “شيطانية”.
وورد في بيان النقابة الذي نشرته وسائل الإعلام المحلية أن الحفل ألغي لأسباب أمنية، وأن “النقابة ملتزمة بالمحافظة على أمن واستقرار وطننا الحبيب وترفض أي أعمال تتعارض مع قيمها المجتمعية”.
وخضع مغني الراب للنقاش الواسع في البرامج الحوارية على التلفزيون المصري الوطني، حيث تمت الإشارة إليه على أنه “ماسوني” و “شيطاني” و “عابد الشيطان”.
لا تغييرات
وردت شركة LiveNation، المنظمة للحفل، على البيان بالقول إنها ستستمر في تحضيراته، وغردت يوم 18 تموز / يوليو قائلة:” ليس هناك تغييرات على عرض ترافيس سكوت في مصر، أي تقارير بخلاف ذلك كاذبة”.
وقال محمد عبد الله من نقابة الموسيقيين في بيان إن النقابة التي استضافت حفلات فنية مختلفة في الأشهر الأخيرة ” وضعت شروطاً وضوابط للحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة لدى الشعب المصري”.
وفقًا لصحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة، فإن التدافع الذي أدى إلى مقتل بعض أفراد الجمهور سحقاً في حفل سكوت في تكساس في تشرين ثاني / نوفمبر 2021 كانت من أسباب معارضة إقامة الحفل في الأهرام.
وانتقلت التساؤلات حول الحفل الموسيقي إلى أروقة مجلس الشعب المصري حيث سأل أحد النواب رئيس البرلمان في 23 تموز / يوليو عما إذا كان الحفل سيستمر أم لا.
واستجوب النائب وزيري السياحة والتنمية المحلية حول التصريحات المتضاربة التي صدرت وعن الإجراءات التي ستتخذها الوزارات المعنية “لضمان تنظيم هذا الحفل ومنع أي انتهاكات أو حوادث نتيجة التزاحم المتوقع؟”
وبينما لم يتلق الجمهور أي توضيحات حول إلغاء الحفل، يقوم بعض من اشتروا التذاكر بإعادة بيعها على منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام بأ11سعار باهظة بلغت 11 ألف جنيه مصري (356 دولارًا).
وأعلن الموقع الرسمي لبيع التذاكر أنه لن يتم رد أي مبالغ أو استبدال التذاكر ما لم يتم إلغاء الحفل الموسيقي أو تأجيله.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أفادت صحيفة إيجيبت إندبندنت أن المدير العام للشركة التي تبيع تذاكر الحفل ناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبا إياه بالتدخل والسماح بإقامة الحفل.
وقالت شركة Ticketsmarche، التي تشارك في تنظيم الحفل، إن إلغاءه سيؤدي إلى خسائر بنحو 300 مليون جنيه مصري (9.7 مليون دولار).
وأوضح العضو المنتدب للشركة محمد سراج لوسائل إعلام محلية إنه لا يعرف ما إذا كانت الحفلة قائمة، حيث لم يُسمح بإدخال المعدات والفرق إلى منطقة الأهرامات.
ومن المقرر أن يتم بث الحفل على الهواء مباشرة لحوالي 200 مليون شخص، حيث يُنظر إليه كإنجاز لافت للسياحة المصرية، التي سجلت ركودًا في السنوات الأخيرة.
وسبق لنقابة الموسيقيين المصرية أن منعت في الماضي فرقة Mashrou” “Leila اللبنانية من تقديم عروضها في مصر بعد أن رفع أحد الحضور علم قوس قزح في حفلها بالقاهرة 2017.
كما شددت النقابة الخناق على موسيقى المهرجانات، وحظرتها مؤقتًا وألغت تصاريح الفنانين الذين يمارسون هذا النوع الذي تأسس خلال ثورة 2011.