هل ينهي اتفاق وقف إطلاق النار حرب إسرائيل على غزة؟

لقد اتفقت كل من إسرائيل وحماس على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي يتعين تجاوزها، فقد أعلنت قطر والولايات المتحدة بأنه تم الاتفاق على 3 مراحل لوقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير، وتبدأ المرحلة الأولى من الصفقة والتي من المقرر أن تستمر 42 يوماً.

لقد حددت وثيقة الاتفاق بأن المرحلة الأولى سوف تتضمن تبادل الأسرى الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين وعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين داخلياً إلى منازلهم في شمال غزة ونقل المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين الجرحى إلى مصر عبر معبر رفح، كما ستشمل انسحاب القوات الإسرائيلية إلى محيط 700 متر على طول الحدود بين إسرائيل وغزة. 

أعلن الحزب الصهيوني الديني الذي يتزعمه سموتريش بأن عضويته في ائتلاف نتنياهو تتوقف على ضمان عدم انتهاء الحرب حتى يتم هزيمة حماس عسكرياً بشكل كامل، مؤكداً بقاء الحزب في الحكومة فقط إذا وعد نتنياهو باستئناف القتال بعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق

ولا تزال المرحلة الثانية، التي سيتم فيها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة قيد المناقشة، ثم تأتي المرحلة الثالثة، والتي يقوم فيها الجانبان بإعادة جثث الأسرى والأسرى القتلى، ويتم فيها الإعلان عن خطة إعادة الإعمار من 3-5 سنوات تشرف عليها الجهات الفاعلة الدولية.

تأجيل اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي

من جانبه، اتهم بنيامين نتنياهو حماس بالتراجع عن أجزاء من الاتفاق، حيث قال: “إن حماس تتراجع عن أجزاء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الوسطاء وإسرائيل في محاولة للحصول على تنازلات من جانبنا في اللحظة الأخيرة”، وأضاف بأن الحكومة الإسرائيلية لن تجتمع إلا بعد أن يخبر الوسطاء إسرائيل بأن حماس قد قبلت كافة عناصر الاتفاق.

كان من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء صباح الخميس للمصادقة على الاتفاق، إلا أنه تم تأجيله، حيث قال نتنياهو بأن حماس تطالب بالإفراج عن “الإرهابيين”، وذلك مخالف للبند الذي يمنح إسرائيل حق النقض على إطلاق سراح من تراهم “يمثلون رموز الإرهاب”، فيما نفت حماس ذلك مؤكدة على التزامها بالاتفاق.

وعلى صعيد آخر، ذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” بأن الخلافات داخل ائتلاف نتنياهو ربما تكون قد ساهمت في تأجيل اجتماع مجلس الوزراء، فهناك تكهنات حول ما إذا كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سيسحب حزبه من الحكومة احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار، فقد أكد سموتريتش وبن غفير رفضهما للصفقة.

إن الانسحاب من ممر فيلادلفيا، المنطقة العازلة التي يبلغ طولها 14 كيلومتراً وتمتد على طول حدود غزة مع مصر بأكملها، لن يبدأ إلا في اليوم 42 من وقف إطلاق النار، حيث يبدأ بعد إطلاق سراح آخر أسير إسرائيلي من المرحلة الأولى من الصفقة وينتهي بحلول اليوم الخمسين

أعلن الحزب الصهيوني الديني الذي يتزعمه سموتريش بأن عضويته في ائتلاف نتنياهو تتوقف على ضمان عدم انتهاء الحرب حتى يتم هزيمة حماس عسكرياً بشكل كامل، مؤكداً بقاء الحزب في الحكومة فقط إذا وعد نتنياهو باستئناف القتال بعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، وقد صرح عضو البرلمان عن الحزب، زفي سوكوت، لراديو كان قائلاً: “في جميع الاحتمالات، سوف نستقيل من الحكومة”. 

وإذا سحب حزب سموتريتش نوابه السبعة من الائتلاف، فسوف تظل حكومة نتنياهو تتمتع بأغلبية ضئيلة في البرلمان.

احتجاجات اليمين المتطرف

لقد واجهت الحكومة الإسرائيلية رد فعل عنيف من قبل المتظاهرين ضد الصفقة داخلياً، حيث انضمت عائلات الجنود الذين قتلوا في غزة إلى الاحتجاجات خارج البرلمان الإسرائيلي في القدس، مطالبين إسرائيل بمواصلة حربها. 

الحقيقة أنه حتى لو وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار، فليس هناك ما يضمن أن الهدنة سوف تستمر لأكثر من 42 يوماً، فبحسب مسودة سابقة للاتفاق، كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية في اليوم 16 من وقف إطلاق النار، كما أن المخطط العام للمرحلة الثانية هو إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل الانسحاب الكامل من غزة.

لطالما أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم لن ينسحبوا من القطاع ما لم تتم إزالة قدرات حماس العسكرية والإدارية بالكامل من القطاع، بحيث تتم مناقشة خطة لحكم غزة ما بعد الحرب في المرحلتين الثانية والثالثة، ومن المحتمل جداً أن تكون مثل هذه المفاوضات، التي قد تضطر حماس فيها إلى مناقشة انسحابها من الحكم في غزة، طويلة ومعقدة. 

سوف تشمل المراحل اللاحقة من وقف إطلاق النار أيضاً مناقشة هويات الأسرى الفلسطينيين البارزين، وهي نقطة من المرجح أن تتطلب أيضاً مفاوضات مكثفة. 

وفي الوقت الذي سوف تنسحب فيه القوات الإسرائيلية إلى المحيط في عدة مناطق خلال المرحلة الأولى، فإن الانسحاب من ممر فيلادلفيا، المنطقة العازلة التي يبلغ طولها 14 كيلومتراً وتمتد على طول حدود غزة مع مصر بأكملها، لن يبدأ إلا في اليوم 42 من وقف إطلاق النار، حيث يبدأ بعد إطلاق سراح آخر أسير إسرائيلي من المرحلة الأولى من الصفقة وينتهي بحلول اليوم الخمسين. 

تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو كان قد أعلن سابقاً خلال الصيف، أنه بموجب اتفاق الهدنة، فلن يكون هناك انسحاب إسرائيلي من المنطقة، واليوم من المرجح أن يواجه رئيس الوزراء ضغوطاً من اليمينيين الإسرائيليين للبقاء في منطقة الحدود المصرية بعد المرحلة الأولى من الصفقة، وهو أمر قد يخل باتفاق وقف إطلاق النار!

مقالات ذات صلة