بقلم بيتر أوبورن
ترجمة وتحرير مريم الحمد
كشف فيلم وثائقي جديد بعنوان “غزة” من إنتاج شبكة الجزيرة، أن الجنود الإسرائيليين قاموا بارتكاب جرائم حرب في غزة، وذلك وفقاً للصور ومقاطع الفيديو التي نشروها وشاركوها واحتفلوا بها على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفقاً للفيلم الوثائقي الذي نشرته وحدة التحقيق في قناة الجزيرة قبل أيام، فقد شاركت القوات الإسرائيلية في الانتهاكات التي ارتكبتها على منصات تيك توك ويوتيوب وانستغرام وفيسبوك، حيث تراوحت الجرائم بين التدمير المتعمد والنهب وهدم أحياء بأكملها واحتمال القتل غير القانوني.
“رموه على الأرض على بطنه وأوثقوا يديه وأوثقوا قدميه، وكان هناك نحو 8-9 جنود، جردوه من ملابسه الداخلية وجاء نقيب ورش شيئاً ما على مؤخرته، ثم أطلقوا العنان للكلب عليه فاغتصبه بالمعنى الحرفي للكلمة” – شهادة أسير محرر في فيلم الجزيرة
أكدت الجزيرة أنها تمكنت من تعقب أسماء ورتب ووحدات عسكرية للعديد من الجنود بعد تجميع قاعدة بيانات تضم “أكثر من 2500 حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، تحتوي على صور ومقاطع فيديو وضعها جنود إسرائيليون على الإنترنت”.
بعد حضوره عرضاً مبكراً للفيلم، وصف محامي حقوق الإنسان، رودني ديكسون، الفيلم بأنه “كنز نادراً ما تصادفه”، واقترح أن يكون يكون ذا صلة بالمحكمة الجنائية الدولية.
يذكر أن قادة إسرائيل وحماس يواجهون حالياً مجموعة من الاتهامات أمام المحكمة الجنائية الدولية لدورهم في جرائم حرب خلال الحرب على غزة، بعد أن قام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في مايو الماضي بتقديم طلب لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالإضافة إلى قادة حماس يحيى السنوار وإسماعيل هنية ومحمد الضيف.
تحقيق المحكمة الجنائية الدولية
يدعم فيلم الجزيرة الوثائقي أيضاً التحقيقات السابقة التي سلطت الضوء على كيفية قتل المدنيين الفلسطينيين بشكل روتيني على يد القناصة الإسرائيليين، ففي يناير الماضي، أفاد موقع ميدل إيست آي أن قناصاً إسرائيلياً قتل امرأة فلسطينية مسنة كان حفيدها يحمل علماً أبيض.
تعليقاً على الانتهاكات التي ظهرت في الفيلم الوثائقي، قال ديكسون: “مجرد وجود مدني في منطقة يدور فيها القتال لا يبيح قتلهم، صحيح إذا شاركوا في أعمال عدائية في لحظة معينة، يفقدون وضعهم المدني، ويمكن استهدافهم، ولكن عليك بعد ذلك إظهار الأدلة على أنهم يشكلون تهديداً لك، ومن المحتمل أن تكون هذه مسألة ترغب المحكمة الجنائية الدولية في النظر فيها”.
أشار الفيلم الوثائقي أيضاً إلى مقطع فيديو تم تحميله على موقع يوتيوب بواسطة أحد أعضاء كتيبة المظليين 202 الإسرائيلية، والذي قُتل فيه 3 رجال فلسطينيين غير مسلحين برصاص القناصة الإسرائيليين.
“لا يمكن للغرب أن يختبئ ولا يمكنهم ادعاء الجهل، فلا أحد يستطيع أن يقول أنه لا يعرف، نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، وقد وُصفت هذه بأنها أول إبادة جماعية يتم بثها على الهواء مباشرة في العالم، وأعتقد أن هذا صحيح” – سوزان أبو الهوى- روائية فلسطينية
علق الجنرال البريطاني المتقاعد، تشارلي هربرت، على المقطع بأنه “أمر غير عادي أن يقوم جندي إسرائيلي بتحميل الفيديو على موقع يوتيوب، وهذا يؤكد على درجة الإفلات من العقاب، فربما كانت هناك أهداف مشروعة، لكن من المؤكد أن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة لي”.
وعند سؤاله عن حادثة وثقها جندي إسرائيلي وهو يقوم بتفجير مبنى، قال هربرت: “حقيقة أنهم تمكنوا من تجهيز هذه المباني بالمتفجرات تظهر بوضوح شديد أنه لا يوجد تهديد حالي من تلك المباني”.
“دمرنا القرية بأكملها انتقاماً”
يكشف الفيلم أيضاً كيف قامت وحدة من الجيش الإسرائيلي بتدمير خربة خزاعة، وهي بلدة صغيرة تقع على الجانب الآخر من الجدار العازل الذي يفصل غزة عن كيبوتس نير عوز الإسرائيلي، حيث نشر أحد الجنود على فيسبوك مقطع فيديو مع الموسيقى يظهر تدمير البلدة، مع تعليق صوتي: “لقد ذهبنا فرحين لإبادة قرية النازيين، لقد عملنا بجد لمدة أسبوعين وفجرنا القرية بأكملها”.
وفي مقطع فيديو آخر تم نشره على إنستغرام، ظهر الجنود الإسرائيليون وهم يغادرون القرية بعد تدميرها مع رسالة كتب فيها: “تم إنجاز المهمة، لقد دمرنا قرية بأكملها انتقاماً لما فعلوه في كيبوتس نير عوز”.
يؤكد المدير المساعد لشؤون حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش، بيل فان إسفلد، أن التدمير غير الضروري على نطاق واسع للممتلكات المدنية محظور بموجب اتفاقيات جنيف وبموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
يتضمن الفيلم الوثائقي أيضاً شهادة الأسير السابق في معتقل سدي تيمان في النقب، وبعد أن شارك فادي روايته الشخصية عن اعتقاله وتعذيبه، وصف مشاهدته لجنود إسرائيليين وهم يقومون باغتصاب أحد الاسرى بواسطة كلب!
قال فادي: “رموه على الأرض على بطنه وأوثقوا يديه وأوثقوا قدميه، وكان هناك نحو 8-9 جنود، جردوه من ملابسه الداخلية وجاء نقيب ورش شيئاً ما على مؤخرته، ثم أطلقوا العنان للكلب عليه فاغتصبه بالمعنى الحرفي للكلمة”.
يسلط الفيلم الوثائقي أيضاً الضوء على الدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، باعتباره أكبر ممكّن للإجرام الإسرائيلي، كما يتوقف عند التواطؤ البريطاني في الانتهاكات الإسرائيلية خاصة عبر رحلات المراقبة الجوية لسلاح الجو الملكي فوق غزة من قاعدة أكروتيري في قبرص.
يبدأ الفيلم باقتباس للروائية الفلسطينية سوزان أبو الهوى: “لا يمكن للغرب أن يختبئ ولا يمكنهم ادعاء الجهل، فلا أحد يستطيع أن يقول أنه لا يعرف، نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، وقد وُصفت هذه بأنها أول إبادة جماعية يتم بثها على الهواء مباشرة في العالم، وأعتقد أن هذا صحيح”.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)