وحدة في الجيش الإسرائيلي متخصصة في تشويه واستهداف الصحفيين الفلسطينيين في غزة

كشف تحقيق جديد أجرته المجلة الإسرائيلية الفلسطينية +972 عن أن لدى الجيش الإسرائيلي وحدة استخبارات خاصة مخصصة لتشويه واستهداف الصحفيين الفلسطينيين في غزة، يشار إليها باسم “خلية إضفاء الشرعية”، في أكتوبر عام 2023 مع بداية أعمال الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة. 

كشف التحقيق الذي أجرى مقابلات مع 3 مصادر استخباراتية، بأن الوحدة كانت تهدف إلى تصوير الصحفيين الفلسطينيين في غزة على أنهم “عملاء سريون لحماس وذلك في محاولة لتخفيف الغضب العالمي المتزايد حول قتل إسرائيل للصحفيين”.

ويأتي التقرير بعد أيام من قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال مراسل الجزيرة أنس الشريف في غارة جوية، في أعقاب حملة استمرت أشهر تهدف إلى تصوير الصحفي على أنه عسكري وذلك في محاولة لتبرير استهدافه.

يذكر أنه استهدف في الهجوم كذلك مراسل الجزيرة والمساهم في موقع ميدل إيست آي محمد قريقع، إلى جانب المصورين محمد نوفل وإبراهيم زاهر ومؤمن عليوة والصحفي المستقل محمد الخالدي.

قال مصدر لـ +972 بأن خلية “إضفاء الشرعية” قد لعبت دور هيئة علاقات عامة تهدف إلى رفع السرية وإنتاج روايات مضادة عندما تتزايد الانتقادات الإعلامية لإسرائيل، وأضاف التقرير بأنه تمت مشاركة هذه المعلومات لاحقاً مع وسائل الإعلام و”تم نقلها بانتظام أيضًا إلى الأمريكيين عبر القنوات المباشرة”.

كشف التقرير أيضاً عن عدة طرق عملت بها الوحدة على خلق الشك في مصداقية الرواية الفلسطينية، فعلى سبيل المثال، في 17 أكتوبر عام 2023، وقع انفجار في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، فصرحت وزارة الصحة في غزة بأن الانفجار نجم عن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، في حين ألقت إسرائيل باللوم على صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي!

وفي اليوم التالي، أصدرت خلية “إضفاء الشرعية” تسجيلاً لمكالمة هاتفية لما يسمى بـ “نشطاء حماس” تشير إلى أن الانفجار ربما يكون ناجماً عن خطأ في إطلاق النار من الجماعة الفلسطينية. 

وفقاً لمجلة +972، فإن المتحدث المذكور في تسجيل المكالمة الهاتفية كان ناشطاً فلسطينياً في مجال حقوق الإنسان وقد “أصر على أنه لم يكن أبداً عضواً في حماس”، وكان يجري “محادثة لطيفة مع صديق فلسطيني آخر”.

وفي عام 2024، شكك تحقيق أجرته شركة Forensic Architecture في ادعاءات إسرائيل حول سبب الهجوم، مشيراً إلى أن الهجوم نتج عن صاروخ اعتراضي إسرائيلي.

لقد استهدفت إسرائيل بشكل ممنهج البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة وقصفتها منذ أكتوبر عام 2023، وفي يوم الأربعاء، صرح أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود بأنه “لا يوجد مستشفى حكومي واحد يعمل بكامل طاقته” في غزة.

في أكتوبر عام 2024، حدد الجيش الإسرائيلي 6 صحفيين فلسطينيين في غزة معتبراً إياهم أهدافاً بزعم تورطهم في جماعات مسلحة، وتضمنت القائمة أنس الشريف وحسام شبات، الذي اغتيل في مارس عام 2025.

من الجدير بالذكر أن إسرائيل استهدفت وقتلت ما لا يقل عن 238 صحفياً فلسطينياً في غزة منذ أكتوبر عام 2023، وفقاً للسلطات المحلية في غزة.

مقالات ذات صلة