بعد دعوى حقوقية ضده من قبل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين في بلجيكا، ألغى الوزير الإسرائيلي عميحاي تشيكلي رحلة كانت مقررة إلى البرلمان الأوروبي في بروكسل، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن رحلة شيكلي قد ألغيت “بسبب تحذيرات أمنية وبناء على توصية الأجهزة الأمنية”.
كان من المقرر أن يحضر شيكلي، وهو وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، فعالية في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل فضلاً عن لقاء أعضاء الجالية اليهودية هناك.
من جانبه، كتب شيكلي على موقع اكس بأنه “من المؤسف أن العاصمة الأوروبية بروكسل قد أصبحت مكاناً غير آمن لليهود والإسرائيليين”.
كانت مؤسسة هند رجب قد قدمت شكاوى مماثلة في بلدان أخرى، بما في ذلك شكوى ضد جندي إسرائيلي كان مسافراً إلى البرازيل، والملحق العسكري الإسرائيلي في بروكسل، وأخرى تتعلق بجندي كان مسافراً إلى سريلانكا
وفقاً لمؤسسة هند رجب، وهي منظمة حقوقية لمساءلة الشخصيات الإسرائيلية مقرها بلجيكا، فإن قرار إلغاء الزيارة “له علاقة بتجنب العدالة والإجراءات القانونية”.
وأضافت المؤسسة في بيان مشترك مع موقع ميدل إيست آي: “نعتقد أن هذا القرار يعكس محاولة للتهرب من العدالة والمساءلة القانونية، ويؤكد هذا التطور على أهمية الاستمرار في محاسبة جميع مجرمي الحرب الإسرائيليين، من الجناة والمحرضين والمتواطئين، على أفعالهم وضمان عدم التسامح معهم والإفلات من العقاب”.
“لا تنس مراقبة البيجر الخاص بك”
كان رئيس المؤسسة، الناشط السياسي اللبناني دياب أبو جحجاح، قد تعرض للتهديد سابقاً من قبل شيكلي، حيث هدده الوزير الإسرائيلي في منشور على موقع اكس فكتب: “مرحباً بالناشط في مجال حقوق الإنسان، لا تنس مراقبة البيجر الخاص بك”، في إشارة إلى هجمات البيجر التي هزت لبنان في سبتمر عام 2024، حين حولت إسرائيل أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله إلى قنابل، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آلاف آخرين.
من جانب آخر، فقد نفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان”، بأن يكون بيان المنظمة سبباً في إلغاء الزيارة، معتبرة أن التوجيه جاء من مجلس الأمن القومي “خوفاً من إصدار مذكرة اعتقال” ضد شيكلي من قبل المنظمات المؤيدة للفلسطينيين.
وقد أشار تقرير تقرير “كان” إلى أن “فحصاً أجرته القناة مع مسؤولي الأمن والشاباك كشف أنه لا يوجد تهديد حقيقي أو خطر ملموس على الوزير”، فيما حذرت السلطات البلجيكية الوزير من أنه لن يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، لأنه لم تتم دعوته ولم يكن في رحلة رسمية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة هند رجب كانت قد قدمت شكاوى مماثلة في بلدان أخرى، بما في ذلك شكوى ضد جندي إسرائيلي كان مسافراً إلى البرازيل، والملحق العسكري الإسرائيلي في بروكسل، وأخرى تتعلق بجندي كان مسافراً إلى سريلانكا.
لقد تزايدت المخاوف في إسرائيل من أن أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق من قبل المحكمة الجنائية الدولية يمكن أن تؤدي إلى اعتقالات وتحقيقات في جرائم حرب لمسؤولين وجنود آخرين من ذوي الرتب الأدنى.
في أوائل يناير الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراءات جديدة لإخفاء هويات الجنود من كافة الرتب، كما صدرت تعليمات للضباط والجنود بإزالة أي صور أو مقاطع فيديو توثق مشاركتهم في حملة غزة من منصات التواصل الاجتماعي، وطُلب منهم الامتناع عن مشاركة مواقعهم أثناء تواجدهم بالخارج وسط مخاوف من انتقام المنظمات المؤيدة للفلسطينيين، والتي قامت بتجميع قوائم سوداء للأفراد المشاركين في الحرب كما ورد.
وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة في قضية رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي في ديسمبر عام 2023، في حين أصدرت جماعات حقوق الإنسان، منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تقارير في أواخر عام 2024 تؤكد قيام إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية المحظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.