تعرض وزير الخارجية الإسرائيلي لإدانة واسعة بعد دعوته إلى طرد الفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية المحتلة خلال هجوم إسرائيلي كبير بدأ قبل أيام.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد كتب على موقع اكس: “نحن بحاجة إلى معالجة التهديد الإرهابي تماماً كما نتعامل مع البنية التحتية للإرهاب في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للمدنيين الفلسطينيين وأي خطوة أخرى مطلوبة”، ثم أضاف في منشور لاحق: ” مثل هذا الإخلاء المؤقت يمكن أن يحدث في بعض حالات القتال العنيفة، حيث يتم نقل الفلسطينيين من حي إلى آخر داخل مخيم اللاجئين لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين”.
جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي شنت فيه إسرائيل أكبر عملية لها في الضفة الغربية منذ عقود، حيث ضربت طائرات بدون طيار جنين وطولكرم وطوباس، فيما فتحت القوات النار على الفلسطينيين على الأرض، وقتلت ما لا يقل عن 17 فلسطينياً بحسب ما نقلت وكالة وفا الفلسطينية للأنباء.
“من يظن أنه يخدع؟ لم يكن هناك شيء مؤقت في التهجير القسري وإخراج الفلسطينيين من منازلهم عام 1948، ليس هناك ما هو مؤقت في اضطرار سكان غزة إلى الفرار من منازلهم بينما تنهمر القنابل الإسرائيلية على رؤوسهم، إن إخراج الناس من أراضيهم، ليحل محلهم شعب آخر من أصل عرقي مختلف هو التعريف التقليدي للتطهير العرقي” حمزة يوسف-الوزير الأول الاسكتلندي السابق
تعليقاً على منشور كاتس، كتب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على موقع اكس: “يجب ألا تشكل العملية العسكرية الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة مقدمةً لامتداد الحرب من غزة خاصة الدمار الشامل الذي حصل”، وأضاف: “إن التشابه الذي رسمه الوزير كاتس، خاصة فيما يتعلق بإجلاء السكان الفلسطينيين، يهدد بإثارة المزيد من عدم الاستقرار”.
رد كاتس على بوريل قائلاً أن تصريحاته تضمنت “كذباً صارخاً مثل كذبه السابق بشأن تصريحاتي بشأن غزة”، واضاف الوزير الإسرائيلي على موقع اكس: “أعارض تهجير جميع السكان من منازلهم”.
“لا شيء مؤقت في التهجير القسري”
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة هي “تصعيد خطير يجب وقفه، ويجب ألا تظل المنطقة وأمنها رهينة لتطرف هذه الحكومة الإسرائيلية ويجب تطبيق القانون الدولي”.
في حديثه مع موقع ميدل إيست آي، أشار مسؤول أردني كبير سابق، رفض الكشف عن هويته، أن الهجوم الإسرائيلي وتعليقات كاتس كانت “نوعاً من سيناريو الكابوس الذي كانت المملكة تترقبه”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية التركية تصرفات إسرائيل في الضفة الغربية، قائلة أن سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشكل “التهديد الرئيسي للأمن الدولي”.
أدان الوزير الأول الاسكتلندي السابق، حمزة يوسف، كاتس أيضاً مشككاً في الطبيعة “المؤقتة” لعمليات الطرد، حيث قال في منشور على انستغرام: “من يظن أنه يخدع؟ لم يكن هناك شيء مؤقت في التهجير القسري وإخراج الفلسطينيين من منازلهم عام 1948، ليس هناك ما هو مؤقت في اضطرار سكان غزة إلى الفرار من منازلهم بينما تنهمر القنابل الإسرائيلية على رؤوسهم”، مضيفاً أن “إخراج الناس من أراضيهم، ليحل محلهم شعب آخر من أصل عرقي مختلف هو التعريف التقليدي للتطهير العرقي”.
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر عام 2023، حدث تصعيد ملحوظ في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل ما لا يقل عن 628 فلسطينياً بنيران وغارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 27 أغسطس 2024، وفقاً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتشير الأرقام الصادرة عن جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية إلى أن أكثر من 10,000 فلسطيني قد تم اعتقالهم، كما أصبح هناك 1,000 نازح وحوالي 160,000 آخرين تضرروا سلباً من عمليات الهدم في الأشهر العشرة الماضية.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)