قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت أن إلحاق “الهزيمة المطلقة” بحركة حماس لا تمثل هدفاً واقعياً، الأمر الذي يضعه في خلاف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا الصدد.
وفي مقابلة متلفزة مع القناة 12 الإسرائيلية أوضح آيزنكوت: ” لهذا السبب لا ينبغي لنا أن نقوم اليوم برواية القصص، لأن الحقيقة في قطاع غزة هي أن أهداف الحرب لم تتحقق بعد”.
وتأتي تصريحات آيزنكوت بعد أن رفض نتنياهو، حسبما ورد، فكرة إجراء الذهاب إلى انتخابات في إسرائيل خلال الحرب التي يمكن أن تستمر حتى عام 2025″، وفقاً لما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وجدد نتنياهو تأكيده التصميم على “تحقيق النصر الكامل” على حماس رداً على هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنه تعرض هو وحكومته لانتقادات تتعلق بغياب “خطة للتعامل مع غزة بعد الحرب”.
وقال آيزنكوت: ” أهداف الحرب لم تتحقق بعد، ولكن عدد الجنود على الأرض أصبح الآن أقل، وعليك أن تفكر الآن في ما هو التالي”.
وذكر الوزير الإسرائيلي أنه لا يعتقد أن القيادة الإسرائيلية صادقة مع الجمهور في تلميحٍ إلى الانتقادات الأكثر وضوحاً التي باتت توجه لنتنياهو.
وتابع: ” أنا بالفعل في مرحلة وفي عمر لا أثق فيه وأنا مغمض العينين بهذا الزعيم أو ذاك، وأحكم على الرجل من خلال قراراته والطريقة التي يقود بها البلاد”.
وأعرب آيزنكوت عن دعمه لصفقة تبادل من شأنها إعادة الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس.
وقال: ” يجب أن نقول بشجاعة أنه ليس من الممكن إعادة الرهائن أحياء على المدى القريب دون اتفاق”.
وفي أقوال لافتة، بين آيزنكوت أنه تدخل مع زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس لمنع إسرائيل من شن هجوم استباقي على حزب الله اللبناني المشتبك مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وبحسب ما ذكر، فقد كانت إسرائيل على وشك توجيه ضربة للحزب في 11 تشرين الأول / أكتوبر، لكنه و غانتس أقنعا المسؤولين بتأجيلها.
وقال: “أعتقد أن وجودنا في مجلس الحرب منع إسرائيل من ارتكاب خطأ استراتيجي فادح”.
وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصدرٍ لم تسمه مكتفيةً بالإشارة إلى أنه شارك في اجتماعات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي القول أن حرب إسرائيل الحالية في غزة ” ليس لها هدف ولا مستقبل، لكن إطالة أمدها هي طريقة نتنياهو لتأجيل التعامل مع قضية المسؤولية”.
وبحسب الصحيفة فإن المصدر يؤكد في كل لقاء أن ” الحرب ستستمر لفترة طويلة، حتى تحقيق هدفيها وهما انهيار حماس وعودة المحتجزين”.
وتابع: ” نتنياهو يتفوق على الجميع في مجلس الحرب من حيث الخبرة والذكاء، ومن وجهة نظري فهو يعلم أن هناك فرصة معقولة لعدم تحقيق الأهداف لكنه ببساطة يماطل في الوقت”.
وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس لديه أي اهتمام بالرهائن مستدلاً على ذلك بالوقت الضيق الذي يمنحه لملفهم خلال اللقاءات.
ووصف المصدر الاحتجاجات الإسرائيلية التي تركز على عودة الرهائن بالجيدة لأنها ” تعيد تسليط الضوء على الحراك الاحتجاجي السابق ضد حكومة نتنياهو”.
وتابع أن كل ذلك يجعل من غير المرجح التوصل إلى اتفاق جديد لمبادلة الرهائن بالسجناء الأمنيين الفلسطينيين، لأن من شأن مثل ذلك الاتفاق أن يثير غضب أعضاء حكومة نتنياهو مثل إيتمار بن غفير ويخاطر بانهيار محتمل للحكومة.
وأضاف: “ولهذا السبب أيضًا فإن نتنياهو يتهرب من النقاش الضروري حول “اليوم التالي”، مشيراً إلى انه خصص نصف ساعة فقط لنقاش القضية الأكثر إلحاحاً خلال أكثر من 100 يوم على اندلاع الحرب.
وقال:” فيما يتعلق بإسقاط حماس، فمن الواضح بالفعل أن هناك مناطق لن ندخلها في غزة، والمكاسب في شمال القطاع تختفي أيضًا، الجميع ينتظر الحظ الكبير في العثور على زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في أحد الأنفاق، واغتياله وتقديم الاغتيال كصورة انتصار”.
وتشير صحيفة هآرتس أيضًا إلى أن العديد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية يعتقدون على ما يبدو أن إطالة أمد الحرب له علاقة ببقاء نتنياهو السياسي أكثر من أي أهداف عسكرية معلنة.
ويوم الخميس الماضي، كتب الصحفي الإسرائيلي المعروف ناحوم بارنياع عمودًا في صحيفة يديعوت أحرونوت قال فيه أن إسرائيل لا تستطيع تفكيك حماس طالما بقي “محور فيلادلفيا” الحدودي بين مصر وقطاع غزة “شريان الحياة لحماس”.
وأضاف بارنياع أن إسرائيل تحتاج إلى مصر من أجل إغلاق هذا الممر بشكل صحيح، لكن التزام الأخيرة يعتمد على موافقة إسرائيل على إشراك السلطة الفلسطينية في غزة، وهو ما يرفضه نتنياهو.
وبحسب بارنياع، فإن نتنياهو ذهب إلى حد تأجيل مناقشة الأمر مراراً وتكراراً، متسائلاً عما إذا كان رئيس الوزراء يرغب ببساطة في الحفاظ على سمعته باعتباره الرجل الذي منع إنشاء دولة فلسطينية، أو أنه يخشى ببساطة خسارة مؤيدين متطرفين مثل بن غفير أو سموتريش، وبالتالي خلص بارنياع إلى أن إسرائيل “عالقة” بغض النظر عن الدوافع.
ومضى يقول إن ” رفض المناقشة واتخاذ القرار بشأن اليوم التالي يقوض الأهداف التي حققتها القوات المقاتلة بالكثير من الشجاعة والدماء الكثيرة، وكتب: ” لا يقتصر الأمر على قضم المكتسبات فحسب، بل إنه يعرض الإنجازات للخطر”.