قال وزير خارجية الاحتلال الجديد جدعون ساعر أن على تل أبيب أن تمد يدها للأكراد وغيرهم من الأقليات في المنطقة معتبراً هذه الأقليات حلفاء “طبيعيين” لإسرائيل.
وتم تعيين ساعر وزيراً للخارجية بعد أن حل سلفه إسرائيل كاتس وزيراً للدفاع محل يوآف غالانت المقال الأسبوع الماضي.
وأضاف ساعر أنه ينبغي على إسرائيل أن تتطلع إلى الأكراد والدروز وغيرهم من الأقليات في الدول المجاورة، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، للحصول على الدعم.
وأوضح في حفل تبادل الوزارات وتنصيبه يوم الأحد “الشعب الكردي أمة عظيمة، واحدة من الأمم العظيمة التي لا تتمتع باستقلال سياسي”، واصفا الأكراد بأنهم “حلفاء طبيعيون”.
وأضاف عن الأكراد: “إنهم أقلية وطنية في أربع دول مختلفة، في اثنتين منها يتمتعون بالحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع في سوريا وبحكم القانون في الدستور العراقي”.
وأردف ساعر أن الأكراد “ضحية للقمع والعدوان من إيران وتركيا”، وإن إسرائيل بحاجة إلى تعزيز العلاقات معهم، مشيراً إلى أن “هذا له جوانب سياسية وأمنية”.
وقال ساعر أن الأقليات الدرزية في لبنان وسوريا يجب أن يتم التعامل معها أيضاً، مشيراً أن لدى إسرائيل أقلية درزية خاصة بها، تعاني من بعض التمييز الذي يعاني منه مواطنون فلسطينيون آخرون في إسرائيل، لكنها غالباً ما تخدم في الجيش.
وفي لبنان، يتمتع الدروز بتاريخ طويل من الدعم القوي للفلسطينيين.
عندما انتشرت صور في يونيو/حزيران لجنازة جندي درزي إسرائيلي قُتل في غزة، والتي أظهرت نعشه ملفوفاً بعلم إسرائيلي بجوار صورة لشخصيتين درزيتين شهيرتين، قال وليد جنبلاط، السياسي اللبناني الذي يُنظر إليه تقليدياً على أنه زعيم الطائفة، إن ذلك “إهانة لذكرى هذين البطلين العربيين العظيمين”.
كما تتخذ الطائفة الدرزية في سوريا موقفاً مناهضاً لإسرائيل أيضاً، وخاصة بعد احتلال الأخيرة لمرتفعات الجولان السورية ذات الأغلبية الدرزية في عام 1967.
والأكراد واحدة من أكبر الأقليات عديمة الجنسية في العالم ولديهم أعداد كبيرة في تركيا والعراق وإيران وسوريا.
وفي جميع هذه البلدان، يتمتع الأكراد بحقوق ومكانة اجتماعية مختلفة، وتمثلهم أحزاب سياسية ذات أيديولوجيات مختلفة على نطاق واسع، بما في ذلك فيما يتعلق بمواقفهم تجاه إسرائيل.
وتمتع الحزب الديمقراطي الكردستاني الرئيسي الذي يهيمن على منطقة كردستان شبه المستقلة في العراق بعلاقات وثيقة وإن كانت غير رسمية مع إسرائيل منذ سنوات عديدة على الرغم من رفض العراق ككل الاعتراف بإسرائيل، حيث يخاطر المواطنون العراقيون بإمكانية تعرضهم لعقوبة الإعدام إذا ثبت قيامهم باتصالات مع إسرائيل.
وكانت إسرائيل الدولة الوحيدة التي دعمت علنًا استفتاء الاستقلال الذي أجرته حكومة إقليم كردستان عام 2017، والذي رفضت الحكومة العراقية الاعتراف به.
وتعقدت العلاقات بين الفلسطينيين والأكراد العراقيين بسبب الدعم الذي قدمه ياسر عرفات لصدام حسين.
أما في سوريا، فإن وحدات حماية الشعب، التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق البلاد، هي فرع من حزب العمال الكردستاني، وهي منظمة يسارية كانت لها منذ فترة طويلة روابط وثيقة مع المنظمات الفلسطينية المشابهة لها أيديولوجياً مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وتلقى حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضد تركيا منذ عقود، تدريباته من قبل منظمات فلسطينية في لبنان، حيث قُتل 11 من مقاتليه في معركة ضد إسرائيل في عام 1982.
ورغم أن تركيا اتهمت إسرائيل في بعض الأحيان بدعم حزب العمال الكردستاني، فإن قيادة المنظمة كانت دائماً تدحض هذا الاتهام، بل واتهمت حتى جهاز الاستخبارات الوطني التركي بالتورط في اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في وقت سابق من هذا العام.
وفي أغسطس/آب، قال المسؤول الكبير في حزب العمال الكردستاني بيسي هوزات: “تشن إسرائيل حالياً نفس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني كما تشن الدولة التركية ضد الشعب الكردي”.
كما اتهم حزب العمال الكردستاني وأنصاره الاستخبارات الإسرائيلية منذ فترة طويلة بالتورط في سجن مؤسسه وزعيمه عبد الله أوجلان بعد أن ألقت المخابرات التركية القبض عليه في نيروبي عام 1999.
وقد أنشأت منظمات كردية أخرى في سوريا وإيران قنوات مع إسرائيل، في حين ظل بعضها معارضاً لذلك لأسباب أيديولوجية.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا قائمة منذ فترة طويلة، إلا أن التوترات في عدد من المحطات وأثرت على في محطات متعددة على علاقاتهما.
ففي الآونة الأخيرة، تأثرت العلاقة بشدة بسبب حرب إسرائيل على غزة، والتي ندد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باعتبارها إبادة جماعية.
وفي مايو/أيار، علقت تركيا اتفاقية تجارية بقيمة 8 مليارات دولار مع إسرائيل، على الرغم من أن التجار سعوا إلى مواصلة الأعمال التجارية من خلال التصدير عبر فلسطين.
وتم التخطيط لاحتجاجات خارج عدد من السفارات التركية يوم الاثنين من قبل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين بسبب استمرار شحنات النفط إلى إسرائيل عبر الموانئ التركية.
ودعت مجموعة من النشطاء شاركت في تنظيم المظاهرات أردوغان إلى “إغلاق صمامات الإبادة الجماعية” التي تغذي الهجوم على غزة.